لا يعرف حقيقة الإخوان كاملة، مثل الذين دخلوا التنظيم وانشقوا عنه، وهؤلاء كثر، لكن أحدثهم المستشار عماد أبو هاشم المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية والعائد مؤخرا من تركيا، كشف فى تصريحات لـ"اليوم السابع" كيف تخطط الإخوان لهدم الدولة المصرية بالأكاذيب والفبركة، وكيف أسس كبيرهم حسن البنا للزيف والأفك داخل التنظيم، وكيف تغرى الجماعة مراكز بحثية مشبوهة لإصدار تقاريرا تسئ للدولة المصرية.
"عما أبو هاشم" قال :من المفارقات العجيبة أن هذه الأيدى الآثمة التي تخط بفجورٍ كل هذه التقارير الكاذبة هي ذاتها الأيدى القاتلة التي تحارب الإنسانية بالعنف و الإرهاب و التطرف و التي تزدرى الأديان و تكفر المجتمعات و الحكومات لتستبيح دماء الناس و أموالهم" مضيفا :"عن الديمقراطية و الحقوق و الحريات يتحدث تنظيم الإخوان الراديكالىُّ الفاشىُّ العنصرىُّ الذى يقوم على استعباد أشياعه و دراويشه بأساليب غيبيةٍ تقوم على الحق الإلهىِّ المطلق الذى ينتزعه الكهنة من الأتباع و المريدين بموجب يمين الولاء و الطاعة بحيث يصبح الفرد و أسرته بمثابة الملكية الخاصة للجماعة تتصرف فيهم حسبما تشاء دون أن يملك حتى الحق في الاستفسار أو النقاش ، فأين هي تلك المسمياتُ الرنانة التي تتشدق بها أبواق التنظيم من التطبيق داخل صفوفه؟
وتسائل "أبو هاشم": ولماذا لم تتحدث أىٌّ من هذه التقارير التي تستهدف الإساءة إلى الدولة المصرية و مؤسساتها عن حقوق الإنسان في قطر و لاسيما أن دستورها يكرس السلطة في يد الحاكم و يجعل أمر تقدير مخصصات الأمير المالية و الهبات و المساعدات بقرارٍ يصدره الأمير نفسه سنويًّا دون رقيبٍ عليه (المادة 17) ويمنح الأمير الحق في إبرام المعاهدات و الاتفاقيات الدولية المتعلقة بإقليم الدولة أو بحقوق السيادة أو بحقوق المواطنين العامة و الخاصة دون قيدٍ أو شرطٍ غاية ما في الأمر أنه يُشترَط لنفاذها أن تصدر بقانون ؛ الأمر الذى يسمح لأمير قطر أن يبيع إمارته بما عليها و من فيها بموجب اتفاقيةٍ دوليةٍ تصدر بقانونٍ (المادة 68) كما يخوله تعيين ثلث أعضاء مجلس الشورى القطرى الذى يتكون من 45 عضوًا ليصبح ـ بذلك ـ مجلسًا صوريًّا يتحكم فيه الأمير (المادة 77) و يعطى له الحق ـ هو ـ أو ثلث أعضاء مجلس الشورى في تعديل مادةٍ أو أكثر من مواد الدستور شريطة موافقة ثلث أعضاء المجلس على التعديل من حيث المبدأ و موافقة ثلثى الأعضاء على إقراره ثم بعد ذلك يصدق الأمير عليه و يتم نشره فى الجريدة الرسمية و ذلك دون استفتاء الشعب على ذلك التعديل (المادة 144) .
وقال "أبو هاشم" :"استحدث ممول الإرهاب القطرىُّ في حربه الموجهة ضد مصر جيلًا جديدًا من الحروب لم تعرفها البشرية من قبل حيث عمد إلى تنظيم صفوف الجماعات الإرهابية و تخومها البشرية و على رأسها تنظيم الإخوان في شكل منظماتٍ و مراكز حقوقيةٍ تنتشر داخل و خارج مصر جاعلًا فلول الإرهاب و تنظيماته المتناثرة أشبه بالجيوش النظامية بعد أن سلكها في إطاراتٍ تبدو في ظاهرها أنها كياناتٌ مُجتمعيةُ مدنيةٌ تتمتع بالحماية القانونية إلا أنها ـ في الحقيقة ـ لا تعدو أن تكون كتائب مقاتلةً تعمل لصالحه".
وأضاف:" لقد زرع ممول الإرهاب القطرىُّ كتائبه الإرهابية تلك التي تتخذ العمل الأهلىَّ ستارًا لها في كل أرجاء المعمورة و اعتنى بالتنسيق فيما بينها من خلال مستوياتٍ تكتيكيةٍ و استراتيجيةٍ أعلى تتستر هي الأخرى في سمت منظمات العمل المدنىِّ فأصبح له ـ بذلك ـ جيشٌ عابرٌ للقارات من المرتزقة الذين يقفون على أهبة الاستعداد لتلبية الأوامر التي تلقيها إليهم أجهزته الأمنية".
وتابع :"ويومًا بعد يومٍ سنسمع أو نرى مزيدًا من التقارير الممولة التي تستهدف ـ بالباطل ـ الإساءة إلى مصر و شعبها تصدر عن واحدٍ أو أكثر من هذه الكيانات المملوكة و التابعة لأجهزة الأمن القطرية التي تدعى العمل في المجال الحقوقىِّ و التي لم نسمع عنها من قبل و لا نعرف شيئًا عن هوية القائمين بالعمل فيها تحديدًا بحيث تصنع هذه التقارير الكاذبة زخمًا زائفًا قد يدفع بمنظمات المجتمع الدُّولىِّ و أشخاصه ـ انخداعا بكثرتها و تعدد مصادرها ـ إلى اعتبارها مرجعًا تستند إليه في التقارير التي تصدر عنها.
وأضاف:"و لا يكاد يختلف اثنان على كون هذه التقارير تحمل اللغة الخطابية الخاصة بتنظيم الإخوان في مبانيها و معانيها وأنها تتناول ذات الوقائع الملفقة التي تفتريها منابر التنظيم الإعلامية ليل نهار، بل إنها تلتزم أسلوبًا و منهاجًا واحدًا بما يقطع أن جميعها قد خطت كلماتها يدٌ واحدةٌ بمداد قلمٍ واحدٍ" .
وتابع :"و الغريب في الأمر أن إمارة قطر التى نصبت نفسها راعيًا رسميًّا لشئون الأمة الإسلامية و جعلت عاصمتها " الدوحة " بمثابة أم القرى التى يحج إلى كعبتها و يصطفُّ فى بيتها الحرام كل الذين يدَّعون نصرة الإسلام و الدفاع عن المسلمين ـ لم يورد دستورها النص على أن قطر جزءٌ من الامة الإسلامية أو العالم الإسلامىِّ مكتفيًا ـ فقط ـ بالنص على انتمائها إلى الأمة العربية فحسب ، كما أنه اعتبر أن الشريعة الإسلامية مصدرٌ يتساوى مع باقى المصادر الأخرى للتشريع و أنها ليست هى المصدر الأسمى من بين هذه المصادر بما يسمح بسن القوانين التي تخالف أحكام الشريعة الغراء (المادة 1).
وأضاف :" لماذا لم تخط هذه الأيدى الآثمة التي تدعى الحياد و الموضوعية كلمةً واحدةً عن قبيلة بنى مرة التي نكل بها أمير قطر السابق و أسقط عن أهلها الجنسية القطرية متهمًا إياها عام 1996 بالتدبير لانقلابٍ ضده بتحريضٍ من والده الذى انقلب عليه ـ هو ـ من قبل ، و التى مازال النظام القطرىُّ إلى يومنا هذا يضطهدها و ينكل بها و يحجب عنها ما يتمتع به غيرها من حقوق المواطنة ؟".
وقال "أبو هاشم" العائد من تركيا:"عمومًا فإن الكذب و التضليل و الخداع ليس بغريبٍ عن عشيرة الإخوان التى تتخذ "التقية" دينًا لها فيقترف أتباعها الإثم و الجرم ثم يحلفون بالله إنهم لم يفعلوه قط ، فإن أقيمت الحجة عليهم و أحاطت بهم البراهين و الأدلة فإنهم يتبرؤون من فاعليه زاعمين أنهم مارقين عن نهجهم أو مفصولين من جماعتهم ، لقد فعل ذلك كبيرهم الذى علمهم الإفك و المراوغة و التضليل حسن البنا حين انكشف أمر تنظيمه الخاص الذى اغتال النقراشى و ماهر و الخازندار و غيرهم و أحرق القاهرة بعد ذلك فأدار ظهره إليه و تبرأ منه و قال قولته المشهورة عنهم "إنهم ليسوا إخوانًا و ليسوا مسلمين".
وأضاف هكذا فإن الإخوان يستحلون كل شئٍ في سبيل تحقيق أهدافهم و الوصول إلى غاياتهم متذرعين بتأويلٍ خاطئٍ للقاعدة الأصولية التي تقول إنه " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " حيث أوجبوا على أنفسهم ما لا يُناط به سوى الحاكم دون غيره و استباحوا الحرمات بل و جعلوها ترتقى إلى منزلة الواجب في اللزوم زاعمين أن الواجب الذى انتزعوه من الحاكم و فرضوه على أنفسهم لا يتم إلا بإتيان تلك المحرمات".
وتابع:"إن شريعة الإخوان تأمرهم بالزور و البهتان فيجعلون أكرمهم عند الله أكذبهم ، و قد هالنى حين كشف الله لى حقيقة أمرهم أننى لم أجد فيما نسبوه إلى مؤسسات الدولة في مصر كلمة صدقٍ واحدةٍ ، بل كان كل ما روجوا إليه إفكًا و تضليلًا ".
وقال :"وما زالوا يأفكون الحق و يختلقون الأكاذيب و يلفقون الاتهامات إلى الشرفاء الذين يدافعون عن هذا الوطن : إما باقتطاع عباراتٍ قالها مسئولٌ ـ مثلًا ـ عن سياقها التي قيلت فيه بحيث تخرج عن المعنى الذى أريد بها ، أو بالتقاط صورٍ من زوايا خاصةٍ على نحوٍ يوهم الرائى بغير حقيقة الواقع ، أو باستعمال صورٍ قديمةٍ للاستشهاد بها في وقائع لا تمت لها بصلةٍ ، أو باستخدام التقنيات الحديثة في اقتطاع و تركيب الصور و المشاهد و غير ذلك مما لا يخفى على أحد".
وتابع :"وأخيرًا فإن الخداع صفةٌ لا تنفك عن الإخوانىِّ حيث إن الإخوان يؤولون قول النبىِّ صلى الله عليه وسلم " الحرب خدعة " تأويلًا خاطئًا بحيث يجعلونه يتسع ليشمل كل أنواع النزاعات و الصراعات الإنسانية ، حتى المنافسة السياسية أو الانتخابية فإنهم يطلقون عليها اسمًا من أسماء الحرب مثل "معركة الصناديق " مثلًا و يعتبرونها حربًا تستدعى المراوغة و الخداع".
وأضاف و من ثَمَّ فإن كهنة الإخوان دائمًا ما يوهمون قواعدهم بأنهم في حالة حربٍ أبديةٍ مستدامةٍ تستهدف تنظيمهم و قطعانه وذلك حتى يستنفروهم إلى انتهاج المراوغة و الكذب و الخداع و اقتراف المحرمات بحجة أن الحرب خدعةٌ أو تذرعًا بحالة الضرورة أو غير ذلك من الأساليب التي يتبعها البلاط الكهنوتىُّ للإخوان ، و الخلاصة من ذلك كله أن الإخوانىَّ مخادعٌ مراوغٌ دائمًا أبدًا، هكذا يأمره دينه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة