تمراليوم الذكرى الثامنة، على رحيل الأديب والكاتب الصحفى الكبيرأنيس منصور، إذ رحل فى 21 أكتوبر عام 2011، عن عمر ناهز 87 عاما، تاركا خلفه عشرات المؤلفات الأدبية والفلسفية التى تميزت بأسلوبه الأدبى البسيط والبديع.
أرتبط الكاتب الكبير، بالعديد من الصداقات فى الوسط الثقافى، لعل أهمها علاقة الصداقة التى جمعت بينه وبين أديب نوبل الكبير نجيب محفوظ، فكان سببا فى نشر روايته "الحرافيش" على صفحات مجلة أكتوبرالتى كان يترأس تحريرها خلال تلك الفترة.
ذكرالكاتب الكبير أنيس منصور فى كتابه "لأول مرة" موقف طريف جمعه مع الأديب العالمى نجيب محفوظ، إذ يذكر أنه كان معه وفد من الأدباء يضم يوسف السباعى وصالح جودت ومحمد حسن إسماعيل، زار اليمن، ويحكى "منصور": "توقفت الباخرة فى ميناء الحديدة، وعرض علينا القبطان أن ننزل إلى الماء، لم أتردد، فلا أحب أن يعرف أحد أننى لا أحسن السباحة، ونزلت بالمايوه، والمياه كانت غير ثالحة للسباحة بها طين ومخلفات، وتقدم السباحون إلى أبعد من الشاطئ، وظللت واقفا وجاء نجيب محفوظ من ورائى مداعبا ودفعنى إلى الماء، وأنا لا أعرف ماذا حدث هل بدأ دفنى من فمى، كم لترا من الطين شربت، ولا أعرف كيف وقعت وكيف صرخت وطلبت النجاة".
هذا الموقف يذكره الكاتب إبراهيم عبد العزيز فى كتابه " ليالي نجيب محفوظ في شبرد . الجزء الاول" إذ رواه للأديب العالمى، لكنه ابتسم وقال له: "لم يحدث أن دفعت أنيس إلى الماء".
ولما سأله عن رؤيته لأنيس منصور قال عنه: كاتب ممتاز وله أسلوب مميز وغزير الإنتاج لدرجة مذهلة وقد نشر لى "الحرافيش" أخذها بالقوة من "الأهرام" ونشرها فى "أكتوبر"، ذهب لرئيس تحرير على حمدى الجمال، وقال له السادات يريدها، فقال له: خذها.
وفى كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للناقد الكبير رجاء النقاش، روى نجيب محفوظ قصة نشر "الحرافيش" مؤكدا أنه أرسلها بعد كتابتها إلى على حمدى الجمال لنشرها فى الأهرام، ودخل على مكتب "حمدى" فى ذلك اليوم أنيس منصور، فلمح الرواية أمامه، فصمم على أن يحصل عليها، وينشرها فى مجلة أكتوبر التى كان يرأس تحريرها، وكان ذلك فى عام 1976.