كشفت تدوينة على فيسبوك لشاب مصرى فى اسطنبول عن إقدام 3 من شباب الإخوان الهاربين فى تركيا على الانتحار بسبب رفض قيادات الإخوان دعمهم ماديا.
وقال عمر مجدى فى تدوينته :"أنا بس بفكر الناس إنه خلال الصيف الماضي انتحر 3 شباب خارجين من مصر لأسباب سياسية عمرهم دون ال25 عام ، في ظل غياب كامل لأي مؤسسة دعم و علاج نفسي في إسطنبول".
وأضاف:" السبب هو عدم وجود دعم مادي ، لكن فيه فلوس لعمل مخيم 3 أيام بميزانية تفوق ال50 ألف دولار"، وعلق قائلا :"رحم الله العقاد صاحب المقولة الشهيرة.. " أتقطير هنا و تبذير هناك ؟"!"
تجدر الإشارة إلى أن قيادات جماعة الاخوان تتعرض لهجوم عنيف من عناصر الإخوان الشابة لاسيما فى الخارج بسبب حالة البذخ والترف التى تعيش فيها القيادات ،بالإضافة الى فضائح الاختلاسات المالية التى تورط فيها عدد كبير من قيادات الجماعة وكان آخرها واقعة استيلاء محمود حسين الأمين العام للجماعة على 2 مليون دولار حسبما فضحه التسريب الصوتى للقيادى الإخوانى أمير بسام.
من ناحيته قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى إن هناك ظروف نفسية احاطت بالشباب الاخوانى الذين أقدموا على الانتحار فى اسطنبول ،حيث أشار الى أن هولاء هاربين من بلادهم وهذا أمر يحملهم قدر كبير من الضغط النفسى ،بالاضافة الى أنهم أعتمدوا على الجماعة لكنهم فوجئوا بأن الجماعة تخلت عنهم وهو أمر زاد عليهم مزيدا من الضغوط النفسية
وأشار فرويز الى أن هولاء الشباب فى مرحلة سنية قريبة من المراهقة ،وليس لديهم قدرة على تحمل الضغوط وفى هذه الحالة يصبح الموت أقرب الحلول إليهم وهو ما يعرف ب"تدهور سن المراهقة" كما لفت الى أن هناك فارق بين تعرض شخص للضغوط وهو داخل مصر ،وتعرض نفس الشخص للضغوط وهو خارج مصر ،حيث يشعر فى الحالة الأخيرة بأنه بدون ظهر يحميه.
وقال فرويز:"السجن فى مصر كان أرحم لهولاء الشباب مليون مرة من تجربة الهروب الى اسطنبول والخذلان من قيادات الجماعة".
ولفت الى أن هولاء الهاربين بالتاكيد من الموالين للإخوان لكنهم ليسوا من أفراد الصف نظرا لان الجماعة مجموعة منغلقة على نفسها ،وأى شخص يرمى نفسه فى أحضانهم وهو ليس من أبنائهم سيكون هذا مصيره.
الى ذلك قال هشام النجار الخبير فى شئون الجماعات الاسلامية ان قيادات الاخوان حاولوا فى الفترة الأخيرة إخضاع تيار الشباب المتمرد على الحرس القديم مجموعة محمود حسين ومحمود عزت عن طريق استخدام سياسة العصا والجزرة.
وأضاف :"ليس غريبا هنا أن يصل بعض الشباب الى درجة من اليأس ليقدموا على الانتحار كما أن هناك آخرين منهم وصلوا الى الالحاد بسبب حالة الإحباط واليأس وعدم وجود أى مخرج للأزمة".
وأضاف :"من أكثر الأمور التى تضاعف من اليأس فى نفوس الشباب أنهم يرون من غرروا بهم يعيشون فى نعيم".