قالت إيدا وهيونى شهاب الدين ، رئيس قسم الترويج السياحى فى منطقة وسط لومبوك بإندونيسيا إن الحكومة تسعى لتنفيذ الكثير من البرامج المتعلقة بالسياحة الحلال فى إطار الخطة الموضوعة للاستفادة من هذا السوق الآخذ فى الاتساع حتى فى الدول غير المسلمة.
والسياحة الحلال هى تلك التى تستهدف السائحين الراغبين فى سياحة تناسب كافة أفراد الأسرة فضلا عن توفيرها المطاعم التى تناسب المسلمين من حيث الطعام والمشروبات.
وأوضحت إيدا، وهى كذلك رئيس منظمة السياحة ومؤسسة السياحة الإسلامية فى منطقة لومبوك الغربية، أن الحكومة اختارت جزيرة لومبوك ضمن عدة جزر أخرى لتطوير مفهوم هذه السياحة، حيث أن اندونيسيا بالأساس بلد سياحى ولديها الكثير من الأماكن المختلفة التى تقدم سياحة مختلفة، فعلى سبيل المثال، توجد جزيرة "بالى" التى تستقبل 40 % من السياح الذين يأتون للبلاد كل عام. وما يميز لومبوك التى تعرف بـ"جزيرة الألف مسجد"، هو قربها من بالى.
الوفد الصحفى مع مسئولة الترويج للسياحة
وقالت إن أحد البرامج الموضوعة يهدف إلى تعريف السائحين بمعنى السياحة الحلال، فمثلا يطلب منهم – نساء ورجال- ارتداء ملابس محتشمة تناسب طبيعة المكان، فإذا كان الرجال يرتدون مثلا سراويل قصيرة، يطلب منهم وضع "سارونج"، وهى قطعة من القماش التقليدى التى تلبس فوق الملابس. ويشار إلى أنه حتى فى المعابد الهندوسية لا يسمح بدخول الأشخاص الذين يرتدون ملابس غير مناسبة، لهذا يضعون هذا الملبس فوقها.
وتابعت قائلة فى تصريحات لوفد من الصحفيين المصريين الذين دعتهم السفارة الإندونيسية بالقاهرة فى رحلة تعريفية، إنه لا يسمح كذلك بإدخال المشروبات الكحولية فى بعض الأماكن التى يطبق فيها هذا البرنامج موضحة أن هذا المفهوم منتشر فى 60 قرية حيث يتم تطوير القرى بطريقة تناسب السائحين الذين يرغبون فى اكتشاف الحياة اليومية لأبناء الريف الاندونيسى وكيف كان يعيش الاندونيسيون على مر الزمان، وكيف يقومون مثلا بالزراعة والصيد.
جانب من القرى
ومن خلال البرنامج، يفتح أهل تلك القرى بيوتهم لاستقبال السائحين حيث يحولوها إلى فنادق صغيرة.
وأشارت إلى أن هذه القرى لا يسمح فيها إلا للأسر وللمتزوجين.
جانب من الزيارة التى نظمتها السفارة الاندونيسية بالقاهرة لأحدى القرى والتى تستعرض ثقافة الملبس
وسردت كيف مثلا تقدم هذه القرى للسائحين الذين يرغبون فى شرب الخمر مشروبات تقليدية غير كحولية مصنوعة من الطبيعة، تعطيهم مفعول مماثل للكحول، من حيث الدفء والطاقة، كما يتم تعليم السائحين كيفية صنع تلك المشروبات.
وأضافت أن هذا النوع من السياحة أصبح يلقى رواجا كبيرا خاصة بين السائحين الغربيين غير المسلمين، لافتة إلى أن هذا ليس معناه أنه لا توجد سياحة عادية، تتوافر فيها الخمور والحرية للقيام بأى شئ، مثل جزيرة "جيلى تراوجان".
ولفتت أن جزء من البرنامج هو تدريب وتوعية أبناء تلك القرى على كيفية استضافة السائحين وكيفية استقبالهم والتعامل معهم وتوفير برنامج ممتع لهم.
الغرف فى القرى
وبسؤالها عما إذا كان هذا البرنامج ينجح فى جذب الفئة المستهدفة، قالت إيدا وهيوني شهاب الدين إن البرنامج لا يهدف فقط لجذب السياح المسلمين، ورغم أنه لا يزال لم يحقق الهدف المرجو، إلا أنه نجح بالفعل فى جذب كثيرين وأكثرهم من الغرب، حيث يفضل السائحون العرب الرفاهية والفنادق الكبيرة ويذهبون بأعداد أكبر إلى جزر مثل بالى ، وباندونج ، وجاكرتا.
وتحدثت عن كيفية تجهيز القرى لتحويلها إلى قرية سياحية ضمن البرنامج، قائلة إنهم يبدأون بإعداد الطاقة البشرية من خلال التوعية لجميع الفئات حتى الأطفال الصغار حيث كان يرفض على سبيل المثال رجال الدين استقبال السائحين خوفا من تأثيرهم السلبى على المكان، ولكن يتم تثقيفهم من خلال البرنامج وإبلاغهم أن السائحين هم من سيتعين عليهم الالتزام بعادات وتقاليد المكان وليس العكس.
الاقامة فى المنازل
وحول كلفة البرنامج وإيراداته، قالت إيدا إن فكرة البرنامج قائمة على مشاركة أبناء المجتمع، حيث يدفع أبناء القرى بعض الأموال لتنمية القرية ومنازلهم، حيث تتكلف القرية ما يقرب من 70-80 مليون روبية (حوالى 5500 دولار) فقط لتعزيز البنية التحتية للقرية لاستقبال السائحين، وهو ما يدر 150-250 مليون روبية كدخل على القرية الواحدة خلال الشهر.
وأوضحت أن الفكرة تلقى نجاحا كبيرا على مستويات عدة، فهى تنمى القرى من ناحية ويستفاد أبناؤها بالدخل من السياحة، كما تعزز البنية التحتية للجزيرة ككل. وأشارت إلى أن هذا النجاح دفع الحكومة للموافقة على طلبها بتوفير 8 مليار روبية (500 ألف دولار) لتطوير القرى.
جانب من الغرف
وأوضحت أنه يمكن تأجير الغرف فى هذه القرى تحت بند "إقامة حلال فى وسط لومبوك" من خلال مواقع حجز الرحلات على الانترنت.
وقالت إن هذا ضمن برامج كثيرة موضوعة لجذب السائحين من مختلف الفئات إلى جزيرة "لومبوك"، وأشارت إلى استعداد الجزيرة لاستضافة حدثًا عالميًا في سباقات السيارات للمرة الأولى بعد أكثر من عقدين من الزمن، حيث حصلت البلاد على صفقة مع MotoGP لتنظيم موسم 2021، موضحة أنه سيتم بيع تذاكر الفاعلية من نوفمبر 2020.
طبيعة الجزيرة
وأضافت أن هذا معناه زيادة عدد الزائرين للجزيرة، مما يوفر لهم فرص للتعرف على ثقافة المكان، وحينها يمكنهم تجربة البقاء فى هذه القرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة