سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 نوفمبر 1968.. عبدالناصر: «ديان قال: نعرف ثمن الزعماء العرب ما عدا جمال عبدالناصر فلم نعرف له ثمناً حتى الآن»

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 13 نوفمبر 1968.. عبدالناصر: «ديان قال: نعرف ثمن الزعماء العرب ما عدا جمال عبدالناصر فلم نعرف له ثمناً حتى الآن» جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
امتد اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكى العربى برئاسة الرئيس جمال عبدالناصر إلى الساعات الأولى من صباح 13 نوفمبر - مثل هذا اليوم – 1968، وحسب كتاب «من محاضرعبد الناصر العربية والدولية 1967 -1970» إعداد عبدالمجيد فريد، الأمين العام برئاسة الجمهورية، تحدث عبدالمحسن أبوالنور ثم الدكتور لبيب شقير، رئيس مجلس الأمة، والسادات وحسين الشافعى، وتناقش معهم عبد الناصر حول وجهات نظرهم مستكملا وجهة نظره التى بدأها منذ بداية الاجتماع.. «راجع - ذات يوم - 12 نوفمبر 2019».
 
قال أبوالنور: «أعتقد أن اليهود لن يتنازلوا إلا نتيجة حرب، أو عندما يشعرون أننا قد أصبحنا أقوياء عسكريا، ولذلك لابد من الاستمرار فى التعبئة الجماهيرية والعسكرية، لأنها هى الطريق الوحيد»،وقال شقير: «أية تنازلات أخرى معناها إحداث هزة داخلية للنظام، واليهود يعلمون ذلك جيدا.. إن القضية ليست فى يد إسرائيل، وإنما فى يد أمريكا أيضا، إن من مصلحة أمريكا أن تأخذ القضية وقتا طويلا، وأن يفشل نظامنا عن طريق تقديم التنازلات المتتالية، ولهذا فإن الحل السياسى غير ممكن، وليس هناك سوى المواجهة العسكرية».
 
رد عبدالناصر: «المواجهة العسكرية ليست سهلة وأصارحكم بأننى كنت أفضل الحل السلمى، بالرغم من أن القوات المسلحة عندنا ترفض ذلك حفاظا على كرامتها وكرامة مصر..قلت لهم «أى للقوات المسلحة»، إن الحرب ليست من أجل الحرب فقط، ولكنها وسيلة لتحقيق الهدف السياسى والاستراتيجى، نقطة أخرى وهى أن اليهود عايزين يتوسعوا فعلا، ولكنهم عارفين رأيى فى هذا الموضوع، وعارفين إننى لن أوافق على ذلك أبدا.. لقد وصلتنى رسالة من أحد أفراد عائلة طوقان من أهالى الضفة الغربية، أن موشى ديان «وزير الدفاع الإسرائيلى»، قال فى حديث خاص: إنهم يعرفون ثمن معظم الزعماء العرب فى المنطقة وفى الدول المجاورة لهم، ما عدا جمال عبدالناصر فلم يجدوا له ثمنا حتى الآن».
 
تكشف الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان قصة هذه الرسالة..تقول فى مذكراتها «الرحلة الأصعب»: أن «ديان» طلب اللقاء معها فى الأسبوع الأول من أكتوبر 1968، بعد أن عثر الإسرائيليون على كمية هائلة من المتفجرات فى بيت الهدهد بالبلدة القديمة فى نابلس، فذهبت إليه ورئيس المدينة حمدى كنعان وابن عمها قدرى طوقان ودار حوار طويل بينهما قال فيه ديان: «لن يجلس عبدالناصر معنا على مائدة مفاوضات وعليكم أن تكونوا فخورين به، إننى على يقين من أنه لا يوجد زعيم أو رئيس دولة عربية باستطاعته التأثير على عبدالناصر بهذا الصدد، ونحن باستطاعتنا التحدث مع بعض الزعماء لو أن فى مقدورهم التأثير عليه، الفلسطينيون وحدهم هم القادرون على أن يؤثروا على عبدالناصر».
 
طلب ديان أن يضغط الفلسطينيون على عبد الناصر،وطلب من فدوى أن تفعل هى ذلك، فقال كنعان بلهجة حادة: ما الذى سيقوله الفلسطينيون لعبدالناصر فيما أنتم ترفضون الانسحاب من القدس وسيناء والجولان.فأجاب: أنا الابن الروحى لبن غوريون وأتبنى أفكاره، وبن غوريون صرح قبل أسبوع فى الكنيست وفى مؤتمر صحفى، أنه لا يهمه حجم إسرائيل، ولو ظل صغيرا، إن كل ما يريده هو حدود آمنة ومعترف بها»، تؤكد فدوى: «عندئذ سألته: وماذا عن اللاجئين؟ قال: فى حال عودتهم لن يبقى هناك شىء اسمه إسرائيل، قلت: حتى لو وافقتم على عودتهم فلن يرغبوا جميعا فى العودة..قال: نحن نصر على رفض أى عدد منهم مهما قل، وعلى فرض الموافقة فسوف نكون نحن من يختار أسماء العائدين»، تؤكد فدوى أنها زارت مصر بعد ذلك وروت القصة فى حفل عشاء بمنزل الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين وبحضور السيدة جيهان السادات، وعن طريق السادات قابلت عبدالناصر وتلك كانت أمنيتها، واستمر اللقاء ساعة وربع فى ديسمبر 1968، أى بعد اجتماع اللجنة التنفيذية، وهو ما يؤكد أن تفاصيل لقاء فدوى وديان انتقلت فور حدوثها إلى عبدالناصر بوسائل خاصة.
 
فى اجتماع اللجنة التنفيذية الذى نحن بصدده تحدث السادات، والمفارقة أنه كان متشددا بينما هو من قام بالصلح مع إسرائيل فيما بعد..قال: «بالنسبة لتقديم تنازلات أخرى، أعتقد أنه أصبح واضحا ولا مجال لأى كلام عن تقديم هذه التنازلات، لايمكننا دراسة العلاقات مع أمريكا فى مثل هذا الجو العام، ليس معناه أن ندخل فى شتائم مع نيكسون، ولكن المهم ألا ننخدع بكلامهم، بل عليهم أن يقدموا أفعالا من جانبهم وليس مجرد الكلام، وقال حسين الشافعى: «هناك بعض الناس اللى قلبها على النظام وحريصة على الثورة، وقواتها المسلحة يرون أن لانتحرك إلا بعد الاستعداد الكامل من جانبنا».
 
رد عبد الناصر: «طبعا الكلام ده واضح ومفهوم، لكن هناك عاملا آخر يجب ألا ننساه، وهو أنه لو ظل اليهود فى أماكنهم دون أى إزعاج، ده يبقى غلط منا، فى رأيى أنه بعد مرور شهر من الآن يجب أن نشتغل بجدية داخل الأرض المحتلة، ويجب أن نشعل أيضا داخل إسرائيل، ندخل دوريات تقعد يومين أو ثلاثة ثم تعود، هكذا ندخل فى عمليات استنزافية مستمرة لهم».
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة