د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب : هذا أحِبه ... وهذا أريده

الجمعة، 15 نوفمبر 2019 07:10 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب : هذا أحِبه ... وهذا أريده د. داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

عندما يُحب إنسان شيئًا، يسعى بكل ما أوتي من قوة، لكي يحصل عليه، وعندما يُريد إنسان شيئًا، يسعى كذلك بكل ما أوتي من قوة لكي يحصل عليه، والسؤال الآن، هل الحُب والرغبة كلمتان مُترادفتان؟ ربما يتشابهان بعض الشيء، ولكن الحُب شيء، والإرادة شيء آخر، فكل ما تُحبه تُريده، ولكن ليس كل ما تُريده تُحبه، فالإنسان أحيانًا يرغب في الحصول على أشياء؛ لكي يثبت نفسه ونجاحه من خلالها، أو لأنها الأنسب له في تلك المرحلة، أو لطمعه في الحصول عليها وامتلاكها، وبمُجرد أن يحصل عليها، ويستمتع بها، تفقد قيمتها ومعناها في عينيه.

أما الحُب، فله حسابات أخرى، فالحُب يعني أنك تُريد الشيء، حتى لو لم يكن ذا فائدة لك، وحتى لو كانت خسائرك أكبر من نفعك، ويعني كذلك أنك تُحب هذا الشيء، أو ذلك الشخص بميزاته وعيوبه، وأنك لن تسأم منه أبدًا، مهما مر الزمن على امتلاكك له.

فأنت تُفكر فيما ستمنحه له، وليس فيما سيؤول إليك من ورائه، تسعد بامتلاك هذا الشيء، حتى لو لم يكن ذا منفعة عملية بالنسبة لك.

ألم نَرَ كثيرًا من الأشخاص يدفعون آلاف، بل وملايين الجنيهات؛ من أجل امتلاك التُّحف الثمينة، رغم أنهم لن يُتاجروا فيها، فهم فقط يستمتعون باقتنائها، في حين أن غيرهم يشترون التحف، لكي يبيعونها بثمن أكبر، فهذا هو الفارق، فالأول يُحب التحفة، والثاني يُريدها.

وبلا شك، الحُب معنى أشمل وأعم؛ لأن من يُحب التحفة، لابد أنه يُريدها أيضًا، أما من يُريدها  فهو يُحبها من أجل هدف مُحدد، أي أنه حُب مشروط ومُؤقت.

وصدقت الحكمة القائلة: "تُحب شيئًا.. حافظ عليه.. تُريد شيئًا، اتعب لأجله"، فبالفعل، من يُحب شيئًا، لابد أن يُحافظ عليه؛ حتى لا يضيع منه، ومن يُريد شيئًا، لابد أن يتعب لكي يحصل عليه.

ولا خلاف على أن من يُحب ومن يُريد كليهما، سيتعب من أجل هذا الشيء.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة