اغتيل الشاعر العربي الأحوازي حسن الحيدرى مسموماً بعد إطلاق سراحه بقليل من قبل القوات الأمنية الإيرانية، بعد اعتقال استمر لعدة أسابيع تعرض في خلالها للتعذيب، حيث أكد الأطباء أنه توفى جراء جرعة سمية قاتلة.
وأكد عدد من المصادر أن سبب وفاة "الحيدرى" جاء بالطريقة نفسها التي توفى بها الشاعر الوطني الأحوازى ستار أبو مختار الصياح – الذى توفى في شهر نوفمبر لعام 2012 بعد عودته من مقر مخابرات النظام الإيراني.
وتقوم به السلطات الإيرانية باستهداف للأدباء والشعراء من أصول عربية بخاصة، ممن اغتيل عدد منهم فى فترات سابقة نذكر منهم الشعراء نبى نيسي، وأيوب أمير، وطاهر السلامى، وعباس عاولة وغيرهم، فإنه يؤكد أنه سيرصد حالات الانتهاكات لحقوق الكتاب والشعراء، ويطالب بفتح تحقيق دولى نزيه ومحايد تقوم به منظمات حقوق الإنسان فى وفاة الشاعر حسن الحيدرى".
ومن قيام الثورة الإسلامية فى إيران، ونظام دولة روح الله الخمينى، قائم على البطش والتعذيب، واغتيال المعارضين وعلى رأسهم المثقفين والأدباء، ومنهم الأحواز الذين يندرجون من أصول عربية.
ووفقا لدراسة للباحث المتخصص في الشأن الإيراني علاء إبراهيم حبيب، والتي جاء تحت عنوان "نظام الملالي في إيران وجرائم اغتيال المثقفين" رصد الباحث أسماء العديد من المثقفين الإيرانيين الذين تعرضوا للاغتيال طيلة أكثر من 35 عاما، خلال عهدي الخميني وخامنئي، فضلا عن الفترات الرئاسية لكل الرؤساء الإيرانيين وهي الجرائم التي قام بعض الباحثين والكتاب بتوثيقها في مؤلفاتهم، ومنها كتاب (شهادات واقعية من داخل إيران) لعبد المنعم الجبيلي وكتاب (الاغتيالات السياسية في إيران) للدكتور أحمد الشاذلي وكتاب (الثورة البائسة) للدكتور موسى الموسوي.
ونقل الباحث عن دراسة نشرتها صحيفة العرب في أكتوبر 2016م تحت عنوان "التنوع العرقي في إيران مصدر أزمة" أكد خلالها أن الخميني (1979-1989) كان أشد وطأة وظلما من سلفه الشاه، وأن عدد الذين تم اغتيالهم من 1979م وحتى 1988م أكثر من خمسين ألفاً، من ضمنهم آلاف المثقفين.
ومن نماذج الضحايا الأديب والشاعر الأحوازي نبي كريم هاشم النيسي، وهو من مدينة الحويزة التاريخية، حيث تم اغتياله بأوامر من الخميني وقد نصب له كمين، وهو في طريق عودته من أمسية شعرية أقيمت في جزيرة (صلبوخ).
وأوضحت الدراسة أن هاشمي رفسنجاني (1989 - 1997) ركز على اغتيال رموز المعارضة الإيرانية خارج الحدود الإيرانية فيما باشر عهد خاتمي 1997 – 2005 بدوره عمليات الاغتيال التي شملت المثقفين والسياسيين، فتم تصفية العشرات منهم وهي العمليات التي عرفت آنذاك بـ "الاغتيالات المتسلسلة" ومن بينهم الكاتب والصحفي العربي الأحوازي يوسف عزيزي بني طرف.
ورأت الدراسة أن عهد أحمدي نجاد (2005 - 2013م) هو عهد اغتيال الشعراء، إذ تم في مارس من عام 2008م اغتيال ثلاثة شعراء عرب من الأحواز المحتلة في ليلة واحدة هم: طاهر سلامي وعباس جعاوله وناظم هاشمي بعد عقدهم أمسية شعرية في مدينة دينة معشور، كما أنه وفي عام 2012م تم اغتيال الشاعر منان بن صياح الذي اشتهر بقصائده الثورية وهو في الطريق إلى أمسية شعرية، وبعدها بعام واحد تم اغتيال الشاعر سعيد جاسم عباس بعد حضوره لأمسية شعرية في إحدى المدن الأحوازية.
فيما وصفت الدراسة عهد حسن روحاني الذي يتولى الرئاسة الإيرانية منذ عام 2013، بأن عمليات الاغتيال السياسي وصلت فيه إلى حد غير معقول، خاصة المثقفين في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة