يعد السلطان سيف الدين قطز، أحد أبرز ملوك مصر على مدار تاريخها خاصة فى عصرها المملوكى، فهو بطل معركة عين جالوت وقاهر التتار المغول، ومحرر القدس من التتار، استطاع إيقاف زحف التتار الذي كاد أن يقضي على الدولة الإسلامية، ويعيد صفوف الجيش المصرى، ليقود الأمة الإسلامية إلى النصر.
وتمر اليوم بحسب العديد من المراجع، ذكرى مولد السلطان المملوكى، إذ ولد فى القرن الثالث عشر ببلاد ما وراء النهر، وورد ذكر السلطان الراحل فى العديد من الكتب والدراسات، كما تناولت أعمال درامية عدة سيرته وحياته، ولعل من أشهر الأعمال التى عالجت حياة "قطز" كانت رواية "وإسلاماه" للأديب الكبير الراحل على أحمد بكثير، حيث سلط الضوء على حياة البطل المملوكى الراحل، كما أظهر الجانب العاطفى، من خلال علاقته بالجارية جهاد.
رواية وإسلاماه
وذكر الروايات التاريخية ومنها رواية "باكثير" الشهيرة و"إسلاماه" إن "جلنار" زوجة الملك المظفر سيف الدين قطز وصاحبة العبارة الشهيرة (واإسلاماه) والتي كانت آخر كلمة نطقت بها قبل أن تموت (تصاب) على يد التتار في عين جالوت، وفى روايته ذكر "باكثير" إنهما "قطز" و"جلنار" حين وصلا إلى دمشق بعد سقوط حكم أبو جهاد جلال الدين خوارزم شاه، بيعت "جلنار" دون قطز لرجل مصري فاشترى رجل يدعى ابن الزعيم قطز ومن ثم انتقل إلى مصر وصار تحت رعاية الأمير عز الدين أيبك ووجدها هناك وتزوجها، وقد كانت مقاتلة شجاعة.
وبمراجعة عدد من الموسوعات والمراجع التاريخية، تظهر سيرة القائد والسلطان المملوكى الراحل، فقيرة للغاية، ولم يتم ذكر إلا فترة وصوله للحكم وقيادته المسلمين للانتصار على التتار بقيادة هولاكو.
معركة عين جالوت
وفيما يخص "جلنار حب الرمان" المنسوبة فى بعض المراجع على إنها زوجة "قطز" لم يتم ذكرها على إنها زوجة السلطان المملوكى، فلم يتم الإشارة إليها فى ذكر سيرة السلطان سيف الدين قطز، ففى موسوعة "السلوك لمعرفة دول الملوك(الجزء السابع ص 507-520)"، أشار "المقريزى" إلى كلمة "وإسلاماه" إنه عند التقى جيش المسلمين وجيش التتار ف ى يوم الجمعة 15 رمضان، وعندما اصطدم العسكران اضطرب جناح عسكر السلطان وانتفض طرف منه، ألقى الملك خوذته على رأسه إلى الأرض، وصرخ بأعلى صوته وإسلاماه" وهو النداء الذى تكرر من السلطان عدة مرات أثناء المعركة كما جاء فى كتاب "المقريزى".
وذكر أن المقريزى عن قطز: يقال اسمه محمود بن ممدود، وإن أمه أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه، وإن أباه ابن عم السلطان جلال الدين، وإنما سبة عند غلبة التتار، فبيع بدمشق، ثم انتقل إلى القاهرة.
أما موسوعة " النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" لابن ابن تغري بردى، فلم يذكر فى سيرة ذكر السلطان قطز فى الجزء السابع (ص 67- 85) أى ذكر لسيرة زوجات السلطان المملوكى أو نداء "وإسلاماه" أو جلنار.
تمثال سيف الدين قطز
وتبقى إشارة "باكثير" إلى شخصية زوجة السلطان الراحل والتى أسماها "جهاد" محل اختلاف كثير من النقاد إذ يرى الكثير إنها شخصية خالية من وحى إبداع الكاتب الراحل، بينما رأى البعض أن "جهاد" هى زوجة السلطان الراحل "جلنار حب الرمان" والتى استشهدت خلال معركة "عين جالوت".
وربما يساند الرأى الأخير عدد كبير من الدراسات، فيذكر كتاب "فلسطين: التاريخ المصور" أن جيش المغول أثناء معركة عين جالوت وصل إلى خيمة السلطان، وضربوا زوجته "جلنار حب الرمان" فصدهم المسلمون فترجعوا عنها، وطار قطز نحو زوجته فرآها تكاد تموت، فقال: "وا حبيبتاه"، فقالت: "لا تقل وا حبيبتاه، قل وإسلاماه".
بينما يشير الدكتور عبدالله الخطيب فى كتابه "روايات باكثير: قراءة في الرؤية والتشكيل" إلى معالجة شخصية "جهاد" موضحا إلى أنه هى أيضا "جلنار" زوجة السلطان المملوكى الراحل، مشيرا إلى كانت أن جلنار إحدى النساء اللواتى شاركن فى المعارك على مدار التاريخ الإسلامى، ولم تكن مشاركتها فقط لمجرد تطبيب الجروح أو إسعاف الجرحى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة