الروائية العراقية إنعام كجه جى فى حوار لـ "اليوم السابع": الحروب جعلتنى روائية.. ورواياتى تكفير عن ذنب تركى العراق.. وعملى القادم كوميدى.. وأحب كتابات ميشيل ويلبيك ورشيد الضعيف وبهاء طاهر وعزت القمحاوى

الثلاثاء، 05 نوفمبر 2019 08:00 ص
الروائية العراقية إنعام كجه جى فى حوار لـ "اليوم السابع": الحروب جعلتنى روائية.. ورواياتى تكفير عن ذنب تركى العراق.. وعملى القادم كوميدى.. وأحب كتابات ميشيل ويلبيك ورشيد الضعيف وبهاء طاهر وعزت القمحاوى إنعام كجه جى مع محرر اليوم السابع
رسالة الشارقة - أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحمد-منصور
 
مبدعة وأديبة عراقية عملت فى الصحافة لزمن طويل، ولكنها سرعان ما كتبت الرواية لتحتل مكانها بين المبدعين العرب، حيث وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية بوكر أكثر من مرة آخرها فى الدورة السابقة بروايتها "النبيذة"، إنها الكاتبة العراقية إنعام كجه جى، والتى كان لـ اليوم السابع لقاء معها ضمن مشاركتها فى معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ 38، إلى نص اللقاء..

ــ ما عوالم كتابة إنعام كجه جى التى أتت من أرض العراق والتى شكلت الحروب وجدانها وتكوينها الروائى؟

كأن الحرب أصابت أبناء هذه البلد العراق فلم نهرب منها، الكثير من الأبناء والأشقاء ومن جيراننا، ينضمون للخدمة العسكرية منذ سن 18 من أعمارهم، ويبقون فيها 15 سنة، ولا يعرف متى يخرج ويمضى شبابه وهو مجند، وبسبب هذه الحروب المتتالية تتعطل مشاريع الحياة، حتى لا توجد مشاريع للزواج، هذه هى مادة الروايات.

ــ هل يتغير مزاج المبدع العربى تحديدًا حيث يذهب للاغتراب ويعيش فى بلد آخر؟

ما فشلت فيه هو أن أغير مزاجى فما يزال مزاجى عراقيا مائة بالمائة، والآن أعيش السنة الأربعين فى فرنسا، بمعنى أننى عشت فيها ثلثى عمرى والثلث الآخر فى العراق، ومع هذا لم أشعر يومًا أننى فرنسية على الإطلاق، ولا يمكن لأولادى أن يشعروا إلا أنهم عراقيون، وهذا متوفر لدى شعوب تنتج حضارات، فالحضارات لا تنتج من شعب بارد، والمزاج العراقى هو ما أحبه ولا أتصور يومًا أننى قد أتخلى عنه.

ــ متى يعود أدباء العراق إلى بلد المتنبى؟

الآن توجد عودة قوية بالأخص فى مجال كتابة الرواية والشعر، وهناك عشرات ومئات الروايات التى كتبت فى الفترات الأخيرة وبالتحديد فى بداية القرن الـ 20، صدرت حوالى 100 رواية عراقية، من 2003 وحتى الآن صدرت 800 رواية، صحيح أن الزمن سيغربل، ولكن الإنتاج معقول لحد ما.

ــ فكرة الحرب التى دمرت البلدان .. كيف يرى العراقيون ما فعلته أمريكا؟

العراق تعرض خلال تاريخه المجيد لغزوات كثيرة من الأتراك إلى الإنجليزى، يأتى الاحتلال كالفاصل، فالجملة التى تكتب تعترضها فواصل ولكن الجملة تبقى، ليس مهما أن يأتوا الأمريكان والإنجليز ويذهبون، وكما يقول الشاعر الراحل محمود درويش "عابرون فى مكان عابر" فالشعب ما يبقى والإرادة تبقى.

ــ لماذا تعاقبين نفسك لأنك تركت العراق؟

لأن أى إنسان يترك وطنه ومسقط رأسه وعائلته ويلوع والدته ووالده ويفرض على أبنائه أن يعيشوا غرباء، ودائما أشعر بالذنب لأننى تركت العراق ولكن الظرف كان أكبر منى.

ــ هل يهون عليك الأمر لأنك تركت العراق بالجسد ولكن رواياتك لا تغادر العراق؟

لعل هذا هو التكفير عن تركى لبلدى العراق، وإنى أكتب هذه الروايات من أجل العراق، وربما أكون قد هجرت الصحافة لأن أفق الحرية لا يسمح لى بأن استمر، وبالفعل قد تكون كتاباتى لتلك الروايات تكفيرا عن ابتعادى عن العراق.

ــ ما الذى جعلك روائية.. الصحافة أم الحروب؟

السؤال صعب، لكن الحروب هى ما جعلتنى روائية، لأن الصحافة حبى من الطفولة، ولم أكن أريد أن أصبح شيئا أخر، حتى بعد حصولى على شهادة المؤهل العالى، فضلت العمل الصحافة، لأننى أحب الأدب واقر أ كثيرًا، فربما أصابتى العدوى.

ــ هل ترشح المرأة للجائزة تعبيرًا عن قيمتها فى عالم الأدب؟

أنا لا أعترف بما تكتبه المرأة وما يكتبه الرجل، وإذا نظرنا إلى المشهد الروائى العربى نجده تفوقا لما تكتبه المرأة اليوم، والترشح للجوائز يساهم فى الترويج للكتاب، ومن هذا المنطلق يفرح الكاتب بترشيح رواياته كأنه نوع من الاعتراف بما كتب.

ــ ما المشروع الإبداعى المقبل لك؟

أنا أعمل على رواية شبه كوميدية تتناول الأحزاب السياسية لأننى اعتبر أن السبب الرئيسى فى مأساة العراق هو تناحر الأحزاب، والرواية عن جيل جديد يكتشف أن ما يبقى على حياته هى فرصة التقدم فى الحزب الذى مارس فيه أجداده العمل السياسي.

ــ لمن تقرأ إنعام كجه جى؟

هناك شخص فى فرنسا اسمه ميشيل ويلبيك وهو كاتب ممتاز، ومن الكتاب العرب أحب روايات رشيد الضعيف، علوية صبح، وهدى بركات، وعزت القمحاوى، علياء ممدوح، بهاء طاهر.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة