"هتشكوك" اسم ارتبط عند الجمهور بالإثارة البوليسية والتشويق، عبر أفلامه على شاشة السينما والتليفزيون، كان رائداً في العديد من التقنيات والتشويق والإثارة نفسية في الأفلام، العديد من الكتاب والباحثين حاولوا تحليل ظاهرة هذا المخرج الرائع، لكن تجربة واحدة فقط هى من كشفت لنا رؤى وآراء هتشكوك، وذلك من خلال كتاب "اعترافات هتشكوك" لفرانسوا تروفو، وترجمة محمود على، والصادر مؤخرا عن سلسلة آفاق عالمية بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
والكتاب يتعرض بالتحليل والدراسة لأفلامه من خلال حوار طويل أجراه معه المخرج الفرنسى "فرنسوا تروفو" أحد أعلام ما عرف بالموجه الفرنسية الجديدة، التى اكنت تعبر عن رؤية نقدية جديدة بدعوتها إلى ما يسنى بسياسة المؤلفين، أو "سينما المؤلف" حيث المخرج ليس مجرد حرفى، وجزء من نظام فنى- كما فى هوليوود- بل هو من يضع بصمته الفنية على مجمل أفلامه.. حتى لو كان مخرجًا هوليوديًا ومن ثم اعتبرت المخرجين مثل هتشكوك وجون فورد وهيورد هوكس وأور سون ويلز ممن ينطبق عليهم هذا الوصف كمخرجين مؤلفين لهم رؤياهم وعالمهم الفنى، عبر أفلامهم.. وهذا الكتاب نموذج تطبيقى لهذه الدعوة والإعجاب بالمخرج "هتشكوك".
وخلال كتابه استطاع تروفو من تشريح أعمال هتشكوك وكيف استطاع أن يثير انتباه الجمهور على الشاشة إلى حد أن يتوقف المتفرجون عن إلتهام الفول السودانى، ويتخلى المتفرجون الإيطاليون عن التدخين، ويمنع الفرنسيون عن التحرش بجاراتهم.
واعترف فرانسوا تروفو بأن هتشكوك من فئة الفنانين القلقين من أمثال "دوستوفيسكى وآلان بو" هؤلاء كانت رسالتهم تجعلنا نشاركهم هواجسهم، وحتى لو لم يقصدوا ذلك فقد ساعدونا بأن نعرف أنفسنا على نحو أفضل وهو "الهدف الأساسى من كل عمل فنى".
السير ألفريد جوزيف هتشكوك (13 أغسطس 1899 - 29أبريل 1980) منتج ومخرج أفلام إنجليزي، انتقل إلى هوليود عام 1939 ،وأصبح مواطنا أمريكياً في عام 1955، أخرج هيتشكوك أكثر من خمسين فيلما في حياته المهنية التي امتدت ستة عقود. ينظر له في كثير من الأحيان على أنه أعظم مخرج بريطاني، هو جاء في المرتبة الأولى في استطلاع لنقاد السينما عملته مجلة دايلي تيليغراف البريطانية في 2007.
اعترافات هتشكوك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة