عقدت إسبانيا فى عام 2019 الجارى ، انتخابات عامة مرتين ، دون جدوى مع فشل جديد فى تشكيل الحزب الاشتراكى العمالى حكومة بمفرده، وكانت الأولى فى 28 أبريل، والأخرى فى 10 نوفمبر، وذلك لأول مرة فى تاريخ البلد الأوروبى، ويأتى ذلك بسبب الصعوبات التى يواجهها البلاد والأزمات السياسة، وكانت جميع المقاعد الـ 350 فى مجلس النواب مرشحة للانتخاب، وكذلك 208 مقعداً فى مجلس الشيوخ من أصل 266 مقعداً.
وأوشك عام 2019 على الانتهاء ولا تزال إسبانيا تعانى من أزمة سياسية وتغيب للحكومة، وذلك على الرغم من تكليف العاهل الإسبانى الملك فيليبى السادس لرئيس الحزب الاشتراكى العمالى بيدرو سانتشيز بتشكيل حكومة جديدة، وينتظر كثيرون معرفة متى سيتمكن الأخير بفضل حزب اليسار الجمهورى الكتالونى المنادى بالاستقلال من حصد الدعم فى البرلمان، وفقا لصحيفة "إيه بى سى" الإسبانية.
ويتبقى لسانتشيز، الذى اتفق على تشكيل حكومة ائتلافية مع زعيم حزب "بوديموس" اليسارى بابلو إجليسياس، إتمام المفاوضات مع حزب اليسار الجمهورى الكتالونى لكى يمتنع على الأقل عن التصويت فى البرلمان.
ويحظى حزب اليسار الجمهورى الكتالونى بخمس التمثيل فى البرلمان بـ13 نائبا، ما يجعل أصواته حاسمة فى ظل برلمان منقسم أو حتى امتناعه عن التصويت.
وكان الاشتراكيون وحزب "بوديموس" توقعا فى البداية إمكانية إجراء مراسيم التنصيب قبل نهاية العام الجارى، لكن هذا التفاؤل تراجع إزاء المفاوضات مع الحزب اليسارى الجمهوري الكتالونى، ما قد يؤدى إلى إجراء العملية فى يناير المقبل، لكن سانشيز وحزبه يصران على عدم التحدث عن مواعيد محتملة.
وانتقدت المعارضة اليمينية خطة سانشيز، على اعتبار أن إجراء محادثات مع تورا يمثل تنازلا فى إطار المفاوضات التى يجريها الحزب الاشتراكى مع الحزب اليسارى الجمهورى الكتالونى لدعم ترشيحه.
ويحكم اليسار المتمثل فى الحزب الاشتراكى العمالى برئاسة بيدرو سانتشيز إسبانيا بعد فوزه فى الانتخابات الأخيرة إلا أن فى الواقع، اليمين المتطرف المعادى للإسلام والمهاجرين، المتمثل فى حزب فوكس برئاسة سانتياجو أباسكال، هو الفائز الحقيقى، حيث فاز سانتشيز بأكبر عدد من الأصوات لكنه لم يحقق أغلبية مطلقة، وفقا لنتائج أولية جزئية، ليس هذا فحسب، بل تراجعت نسبة التأييد له مقارنة بالانتخابات السابقة، التى جرت فى أبريل، وفقا لصحيفة "الباييس" الإسبانية.
ففاز الاشتراكيون فى الانتخابات وحصل على أكثر من 27% من الأصوات وهو ما يعادل 120 مقعدا، أى أقل بثلاثة مقاعد عن الانتخابات السابقة، بعد أن كان يطمح فى توسيع عدد نوابه فى صناديق الاقتراع للاعتماد على الحد الأدنى لتشكيل حكومة 176 مقعدا.
واستفاد حزب فوكس اليمينى المتطرف فى الانتخابات من الأزمة الكتالونية، ومن العزوف القوى عن الأحزاب الانفصالية فى مناطق أخرى من إسبانيا، وقال زعيم حزب فوكس، سانتياغو أباسكال، أمام حشد بعد الانتخابات: إسبانيا اليوم تشهد تعزيزا لبديل وطنى وبديل اجتماعى بما يتطلب وحدة وطنية".
ويسبب صعود اليمين المتطرف جدلا واضحا فى البلاد، خاصة بعد صعوده بشكل واضح ليكون أحد القوى السياسية الرئيسية فى إسبانيا، ليكون فى المركز الثالث بعد فوزه بـ52 مقعدا.
ويرى الخبراء أن حزب فوكس هو خميرة الصعود اليمينى فى أوروبا خلال السنوات المقبلة، ووصل الحزب ليصبح القوة السياسية الثالثة فى إسبانيا بعد عامين فقط من ظهوره فى المشهد السياسى و5 سنوات من تأسيسه رسميا فى يناير 2014، وهو ما أثار قلق الاتحاد الأوروبى.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن الإنتخابات الأخيرة اتاحت للحزب الشعبى أن يعزز موقعه فى الثنائية التى تتناوب على الحكم فى إسبانيا منذ عودة الديمقراطية بعد أن كان قد مُنى بهزيمة قاسية فى الانتخابات الماضية، فضلاً عن انهيار حزب "ثيودادانوس" المعتدل الذى كان فى رأى كثيرين، ورغبة الدوائر الاقتصادية والعواصم الأوروبية، الحليف الطبيعى للاشتراكيين لتشكيل حكومة مستقرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة