فشله الكبير داخليا، ومنازعة أصدقاء الأمس، على انتزاع البساط من تحت أقدامه، حزبيا وسياسيا وشعبيا فى تركيا، وفقدان نفوذه وشعبيته فى أكبر المدن التركية، إسطنبول، دفعه إلى تصدير أزماته للخارج، وتسجيل انتصارات زائفة، تعيد مجده المفقود.
رجب طيب أردوغان، رسم خطة دغدغة مشاعر الأتراك، خاصة الذين يعانون من مرض الحنين إلى الماضى «نوستالجيا» وإعادة مجد أجدادهم العثمانيين، بغزو الدول العربية والإسلامية والاستيلاء على مقدراتها وثرواتها، وبدأ فى تنفيذ الخطة فعليا، باحتلال سوريا، واعتبارها نقطة انطلاقة كبرى تحقق هدفين، إعادة شعبيته، ومحاولة حثيثة لإعادة بعض من إرث أجداده، فى سوريا وليبيا ومصر والخليج.
نجح فى تأسيس قاعدة عسكرية فى قطر، تعد تهديدا حقيقيا للخليج، ووضع موطئ قدم فى سوريا والسعى لتأسيس قاعدة عسكرية فى «مرج دابق» وهى القرية التى شهدت انطلاقة سليم الأول، لاحتلال ليبيا والقاهرة ومن بعدهم الخليج.
ومؤخرا، وبعد سيطرته على الشمال السورى واستتباب الأمر، قرر اجتياح ليبيا، ودخولها بطريقة «النصب السياسى» بتوقيع اتفاقية ليس لها أى أساس قانونى أو شرعية جغرافية، مع شخص لا يملك القرار، ثم توظيف هذه الاتفاقية لغزو ليبيا، واحتلالها والسيطرة على ثرواتها، ومنازعة ثروات مصر واليونان وقبرص من الغاز فى شرق المتوسط، ثم والأهم، مناكفة مصر وإثارة القلاقل على حدودها، وتصدير الإرهابيين والمتطرفين لأراضيها، بعد تقوية شوكتهم فى ليبيا وسوريا، ما يجعل أمن واستقرار مصر على المحك.
وفى ظل تحرك الجيش الوطنى الليبى لتطهير طرابلس من التنظيمات الإرهابية، والنجاحات التى يحققها وإحكام سيطرته على الأرض والجو والبحر، وصار سقوط «السراج» وتنظيماته الإرهابية قريبا، ما دفعه إلى الاستغاثة بالجيش التركى، أعلن أردوغان وحزبه الإخوانى خلال الساعات القليلة الماضية، عن اعتزامه إرسال «قواته المشلحة» إلى طرابلس لدعم السراج وتنظيم الإخوان والدواعش، وإنقاذهم من السقوط والهزيمة.
هنا، لابد من إدراك حقائق جوهرية، أن دخول الجيش التركى «المشلح» ليبيا، يعد غزوا واحتلالا، ما يستوجب من الدول العربية حشد قدراتها لمناهضة هذا الغزو بكل الوسائل والطرق، تحت مظلة قرارات واضحة من الجامعة العربية، فلا يمكن السكوت أمام محاولة ابتلاع ليبيا، على يد مستعمر قديم، دمر الدول العربية لثلاث قرون، وسلب ثرواتها ومقدراتها وساهم فى دخولها لأنفاق التخلف والجهل.
حشد عربى موحد تحت مظلة الجامعة العربية واستصدار قرارات تمنع تدخل تركيا فى ليبيا بكل الوسائل ومن بينها المواجهة العسكرية، وعدم الاكتفاء بقرارات الشجب والإدانة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، فقه الضرورة، وعلى كل دولة عربية إدراك خطورة غزو تركيا لليبيا، بعد احتلالها شمال سوريا، لما يمثله ذلك من مخاطر جسيمة على الأمن القومى العربى بمفهومه الشامل.
ونطالب الشعب الليبى الشقيق، خاصة القبائل العريقة، التى تمثل العمود الفقرى للدولة الليبية، التوحد وحشد الجهود لمواجهة الغزو التركى، وإخراج أكثر من عمر مختار، جدد، يقاومون أى غزو لبلادهم، ويُنكلون به أيما تنكيل، فلا يمكن السكوت والصمت أمام عربدة أردوغان وحزبه الإخوانى ومحاولة غزو واحتلال الدول العربية، وسلب ثرواتهم والعبث بمقدراتهم..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة