هند أبو سليم

عزيزي: يا جبروتك يا أخي

الخميس، 26 ديسمبر 2019 05:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعطى الله نبييه هبات وخوارق كثيرة إلا هذه العطية، لا يملكها إلا الله، وهب ملائكته صفات وقدرات لا يستوعبها عقل بشر، إلا هذه العطية، حلم كل العلماء وخيال البشر بالسيطرة عليه، و لكن رغم كل جبروت التطور والعلم و التكنولوجيا إلا إنه لا يخضع لأي قوانين بشرية.

ميزت دنيانا عن آخرتنا بهذا العطية وأى شى غيره يقع تحت معادلة، أسباب تؤدى إلى أفعال تؤدي إلى نتائج، كل ما نقوم به في الدنيا يقع تحت مظلة السعي للوصول.. الا هذا الخلق.

 

عزيزي الوقت

تحية طيبة وبعد:

يا جبروتك يا اخي....

 

كيف لك أن تكون الحاضر الخفي؟

كيف لك أن تكون المَلِكُ العبد؟

كيف لك ان تسيطر وتنساب كالرمال بين اناملنا؟

كيف لك أن تعطي وتأخذ في ذات الثانية؟

كيف لك أن تحيي فينا و تميتنا في نفس اللحظة؟

كيف لك أن تكون المانح وانت السارق الأعظم؟

كيف!!!!!!!

 

حين أخذنى التفكير لعظمة خلق الله لهذا الشيء في الأرض.. أصابني الذهول.

كل ما يقوم به البشر منذ بدء الخليقة هي محاولات وصراعات لإرضاء الإله، محاولات مستميتة لشراء جزء من روحه.. لمعرفة كيفية السيطرة عليه.. وكل كل المحاولات والمناورات والأحلام والتخيلات باءت بالفشل الذريع.

فالطب: لم يوجد فقط لعلاج أمراضٍ موجودة، بل كان درباً للبحث عن الخلود (الكفر بالوقت).. العيش الدائم والشباب الدائم، فى الأساطير القديمة ذكر كثيراً بينبوع الشباب أو ماء المحاياة.

 

والخيال العلمي: حلم السفر عبر الزمن.. من أجل محو أخطاء الماضي أو إصلاحها أو الحصول على مكاسب بمعرفة مسبقة للأحداث. أو الالتقاء بحب العمر (كله مأخوذ من كتب وأفلام تعبر عن أحلام البشرية بالتحم في الزمن).

أما العلم: الفيزياء، و الكيمياء والأحياء.. الخ. كلها علوم تفسر لك الكون وتبحث عن الباب السري الذي يدخلها إلى عرش الوقت.. عرش لا يعرف مكانه إلا الله.. الله جل جلاله الذي أشار في كتابه الحكيم أن عرش جلالته في السموات.. لم يفسر للبشرية سر الوقت في أي من كتبه السماوية.. فهذا الخلق- الفكر- الميكانزم... سره مع الله وحده.

ورغم هول وجبروت وعظمة هذا الخلق، ترانا كبشر نتعامل معه .....كبهايم (مع الاعتذار للبهايم).

 

- نتعامل مع ثواني عمرنا على انها مخلدة، و هي ان مرت الأن لن تعود ابداً ابداً ابداً أبداً أبداً إلى مالا نهاية.

- نختلق المبررات و الأعذار لأهدار أعظم  نعم الله في الكون أجمع.

- نستهين بقوة و جبروت هذه النعمة و لا نعيها الا و نحن في الرمق الأخير.

- نبعثر لحظاتنا على ما نظنه اولويات لنكتشف لاحقاً انها دقيقٌ تتناثره الرياح...

 

أعزائي:

 

- الموظف الذي يضيع ثواني حياته في وظيفة تسرق روحه كل يوم.... امشي الآن.

- الابن الذي يرضخ و يخنق اماله و احلامه كل لحظة من عمره املاً في أن يوما ما سيجد المتنفس.... جد متنفسك و حلق الآن.

- الزوجة التي تعيش الأسى و تموت في كل وحدة زمنية نعرفها خوفاً و رعباً و عجزاً.... اكسري القيود الآن.

- اللاعب الذي يجلس على مقعد الاحتياط و يرى حلمه يموت كل يوم.... غير سماء ملعبك الآن.

- الزوج الذي يعيش يومه كثورٌ في ساقية دون اي مردود نفسي او عاطفي او جسدي... هو ATM فقط... اهرب دون النظر الى الوراء الآن.

- العاشق الولهان الذي يحبس في صدره اروع كلمات الحب و الاشتياق... عبر عن قلبك الآن.

- و العاشق الولهان الناطر على مفترق ضيعة فيروز ... اغلق شباك دكانك و افتحه من الجهة الاخرى الآن.

- الفتى الرحالة الذي لازالت قدميه مكبلتان بالأرض بسبب الظروف و النظام الاجتماعي و احتياجاته... اجري زي فوريست جمب... ارتحل بلا توقف الآن.

- الكاتب الذي يحبس كلماته في صدره او في مذكرة هاتفه المحمول... اطلق سراحها الآن.

- الأم التي ربت و كبرت و شالت ووضعت عائلتها في المقدمة.. عزيزتي ابحثي عن ذاتك و جديها الآن.

الخ و الخ و الخ.. كثيرة هي الأمثلة والقصص والأشخاص... فلتضيفوا قصصكم وقصص أحبائكم ستجدون أننا جميعاً دون استثناء وضعنا أنفسنا ON HOLD طامعين و أملين أن يأتي الحل السحري و يوقف الوقت أو يعيده للوراء.

 

أحبائي:

لا مهرب من الزمن، لا مفر من الوقت....

- عيشوا ثواني حياتكم كما تريدون،

- تنفسوا هواءكم براحة لا انقباض،

- ضعوا امانكم في قلوب تعرف معنى حفظ الأمانة،

-اشربوا فنجان قهوتكم أو كوب شايكم منكهين بالسلام الداخلي الصباحي.

- لا تفرضوا على ارواحكم ضرائب بشرية لا يؤمن الوقت بها.

- فلتكونوا أنانيين... فوقتكم فردي... خلق لكم وحدكم... ليس حالة جماعية... هو حالة خاصة شخصية فردية نوعية لا نشارك بها مخلوق.

- استيقظوا محملين بالأمال لا االألام.... لا تسمحوا لشيء ان يحمل ثوانيكم القادمة اي اهات او دموع او اوجاع.

- ما هو أنت الآآآآآن ليس أنتتتتتت بعد ثانية....

 

ورغم كل ما كتبت في الأعلى فإن رب الوقت سينزل ستائره على عقولنا بمجرد أن نغلق هذه الصفحة وينسينا قوة أهميته.. ونعود مرة أخرى لنحيا دون أن نشعر به ينساب بين أناملنا.

شكراً

TIME IS TIMELESS

 

آخر الكلام:

 

بيقولوا الحب بيقتل الوقت

وبيقولوا الوقت بيقتل الحب

يا حبيبي تعا تا نروح

قبل الوقت وقبل الحب

 

فيروز / حبوا بعضن

 

 

 

 









الموضوعات المتعلقة

فلتكن برنس في غضبك.... لو سمحت!

الخميس، 19 ديسمبر 2019 04:15 م

وقفة الرجولة فى 2019

الخميس، 12 ديسمبر 2019 02:22 م

لا تكن طائر عنقاء.. خليك سفنجة

الخميس، 28 نوفمبر 2019 01:50 م

شكلك فاهم يا نصة

الخميس، 21 نوفمبر 2019 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة