حلفوا له على المصحف 7 مرات وخانوه.. تفاصيل خيانة شيوخ العرب للسلطان طومان باى

الإثنين، 15 أبريل 2019 03:21 م
حلفوا له على المصحف 7 مرات وخانوه.. تفاصيل خيانة شيوخ العرب للسلطان طومان باى السلطان المملوكى طومان باى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إن الأنفس التى تربت فى العز لا تقبل الذل.. وهل سمعت أن الأسد يخضع للذئب؟ أنتم لستم أفرس منا ولا أشجع منا وليس فى عسكرك من يقاسينى فى حومة الميدان"، لعل الكلمات السابقة كانت السبب الأول فى قيام السلطان الغازى سليم الأول، بإعدام آخر سلاطين المماليك فى مصر السلطان طومان باى.
 
وتمر اليوم الذكرى الـ 502، على رحيل السلطان المملوكى الأخير فى مصر طومان باى، وهو آخر السلاطين الشراكسة فى مصر، والوحيد الذى شنق من حكامها على باب زويلة، حيث كان تولى حكم مصر بعد مقتل عمه السلطان الغورى فى موقعة "مرج دابق"، وكان حينها نائبا له، وبعد مقتل الأخير اجتمع الأمراء على اختيار طومان باى سلطانا للبلاد، ورغم رفضه بحجة تشتت الأمراء وضعف الموقف العام، لكنه وافق بعد إلحاح كبير من جانب المماليك.
طومان باى، السلطان الباسل الذى أحبه المصريون، والذى ظل يدافع عن البلاد وعن ملكه إلى النفس الأخير من حياته مقدما بطولة وشجاعة كبيرة، اضطر أمامها السلطان العثمانى سليم الأول إلى تقديره.
 
ويذكر كتاب "المماليك الشراكسة" للدكتور شفيق توفيق إسماعيل، أن السلطان طومان باى، لم يكن ليتوقف عن القتال والدفاع عن مصر فقط، لكنه أيضا قرر الصلح لصون المسلمين، وأرسل إلى سليم كتابا مع قاضى بهنا يوضح فيه فيما إذا كان يريد المفاوضة على أن تكون الخطبة والسكة باسمه ويبقى هو نائبا، ويحمل إليه خراج مصر على أن يرحل عن مصر وعساكره إلى الصالحية صونا لدماء المسلمين، وأوضح له: "إذا كنت لا تريد ذلك لاقنى فى الجيزة ويعطى الله النصر لمن يشاء"، ثم ذكر ما معه من قواد وأمراء وقوات، ورأى السلطان سليم ألا يرفض الصلح بحسب القواعد التى ذكرها طومان باى، وكتب صورة معاهدة إليه، ووقع عليها على أن يقوم الخليفة المتوكل والقضاة بحملها إلى طومان باى، ولكن الخليفة اعتذر وأناب عنه دواداره الخاص "برد بك"، وربما اعتذار الخليفة من أحد أسباب عدم الصلح وربما ظن الخليفة فى حينه عندما أعطاه سليم صلاحية صاحب الحل والعقد سيستمر بذلك.
 
ونشبت الحروب من جديد قرب الجيزة، وانتهت فى النهاية بنصر العثمانيين، فاختفى طومان باى للمرة الثالثة خلال المعارك، وهذه المرة توجه إلى الغربية عند حسن بن مرعى وابن عمه شكرى، من شيوخ غرب محارب، حيث كان ولاهم طومان باى على عربهم، وبعد أن أخرج حسن من الحبس المؤبد زمن السلطان الغورى، فالتقى بهم وأخذ العهود والمواثيق والأيمان المغلظة، بأن يكون معه ظاهرا وباطنا وبالقلب، وأن يكونوا هم على قلب رجل واحد، وشرح السلطان طومان باى، بأن العدو خلفه وأحضر مصحفا وحلف حسن وابن عمه على القرآن ألا يخونا ولا يغدرا به ولا يدلا عليه بشىء ولا لسبب من الأسباب، وحلفا على المصحف سبع مرات فاطمأن طومان باى.
 
ويوضح المؤلف، أن حسن بن مرعى، بعدما اطمأن على استقرار طومان باى ومن معه، خرج ليستطلع الأخبار، وقد حدثته نفسه بالخيانة، ويقال إن مجادلة حادة وقعت بينه وبين أمه فى أمر الخيانة، وحذرته الأم من هذا العمل، وأخذت تذكره بما لطومان باى من أياد بيضا، وجاهدت فى نصحه فلم ينتصح، وطمع فى المكافأة وشجعه شكرى ابن عمه بقوله: " هل عاقل يبيع عاجله بآجله، لا تمل إلى الكفة الخاسرة فيحصل لك الخسران"، واستقر حسن على الخيانة واحاط بعربانه، وأرسل إلى السلطان سليم بالخبر.
 
ويشير الكاتب إلى أن عندما وقف طومان باى أمام سليم الأول، استقبله وأحاط به خاير بك والغزالى وحسن بن مرعى والوزير يونس باشا، سمح له سليم بالجلوس وقال له معاتبا وكان يشهد له بالشجاعة والفروسية وكمال العقل: "يا طومان باى نهيناك عن القتال وسفك دماء المسلمين وأرسلت لك من الشام أن تجعل السكة والخطبة باسمى وأنت مقيم على مصر فأبيت ذلك وقتلت رسلى والرسول لا يقتل"، فنفى له طومان باى ذلك وأكد أن من قام بقتل الرسل هم الأمراء، وناقش طومان باى سليم على أساس أنه لا يزال سلطان مصر، وقال له "من تربت نفسه فى العز لا تقبل الذل، وهل سمعت أن الأسد يخضع للذئب، لا أنتم أفرس منا ولا أشجع، ولكن أنت كنت تستحل دماء المسلمين"، وهنا قرر سليم قتل طومان باى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة