وفقًا للإيمان المسيحى، والعهد الجديد فإن يسوع المسيح صلب فى يوم الجمعة (الجمعة العظيمة) بيد الرومان، ويحتفل المسيحيون، اليوم، بعيد القيامة المجيد، وهو ما يتعلق بقيامة السيد المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته كما هو مسطور فى العهد الجديد، وفيه ينتهى أسبوع الآلام.
وفى التقرير التالى، نعيد بعض الروايات والقصص الدينية حول أشخاص قاموا من الموت بعد أن ماتوا، ومن أبرز تلك القصص:
قوم موسى
ذكر الله تعالى فى كتابه الكريم قصة صعق بنى إسرائيل، ثم بعثهم بعد الموت، فى موضعين اثنين، وقد جاءا فى سياق الحديث عن بنى إسرائيل وما أنعم الله به عليهم، وذكر حالهم وما قابلوا تلك النعم بالكفر والجحود والنسيان.
ويقول الله تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ. ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة/55-56، فقد كانت الصاعقة عقوبة لهم على جرأتهم على الله، وإصرارهم على التعنت فى السؤال، والتكلف فى تحقيق أسباب الإيمان، ومكابرتهم رغم كل الآيات والبراهين التى أراهم الله عز وجل، ومع ذلك سألوا الله أن يروه جهرة فى الدنيا.
فرغم النعم إلا أن بنى إسرائيل جحدوا بها، وطلبوا من موسى أن يدعو الله بأن ينبت لهم الثوم والعدس والبصل والقثاء بدلا من المن والسلوى، فوبخهم على انكارهم للنعم، وقال: (اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم) ثم اختار عليه السلام 70 رجلاً من علماء بنى إسرائيل ليستغفروا لهم، وذهبوا مع موسى إلى الطور، فلما جاءهم بالأوامر من عند الله تعالى (قالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) فأخذتهم صاعقة العذاب، ثم دعا موسى ربه واستغفر لهم فغفر الله لهم وأعادهم إلى الحياة.
أهل الكهف
وفقا للاعتقاد السائد فإن أصحاب الكهف, الذين أثنت عليهم المصادر الإسلامية والمسيحية، تعرضوا لطغيان الإمبراطور الرومانى ديقيانوس، وفى محاولة من هؤلاء الفتية للتصدى لظلم ديقيانوس وطغيانه، حذروا قومهم مراراً من أن يتركوا دين الله، ولكن أمام إعراض قومهم، واشتداد ظلم الإمبرطور وتوعده لهم بالقتل، ترك الفتية مساكنهم، ففروا إلى أحد الكهوف البعيدة، وظلوا بها، ولبثوا نائمين 309 سنوات شمسية، حتى عادوا من غفلتهم والتى عليها اختلاف فى التفسير بين إن كانوا فى حالة نوم عميق أم فى حالة موت، لكنهم بعد كل هذه السنوات، فاقوا من غفوتهم، وقرروا العودة إلى مدينتهم.
وذكرت قصة فى القرآن الكريم، وفقا للآيات: "أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِى الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَى الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى".
عزير
أحد أنبياء بنى إسرائيل، وإن تختلف الرواية الإسلامية عن ذلك باعتباره، رجلا صالح من بنى إسرائيل، بحسب العقيدة الإسلامية أمات الله العزيز مائه عام ثم أعاده للحياة، وفقا للنص القرآنى" أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِى خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِى هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ".
لعازر
لعازر هو شخص قام من موته كأحد معجزات "يسوع المسيح"، ويعتقد معتنقو "المسيحية" بأن لعازر هو صديق المسيح، واسمه عبرى مختصر أليعازر، ومعناه من يعينه الله، وهو من بيت عنيا بأورشليم، وكان يسكن مع أختيه مريم ومرثا، وقد قام المسيح بإحيائه من موته بعد عودته لأورشليم، حيث كان قد توفى قبلها بأربعة أيام، وذلك استنادا لمخطوط دلاَّل حارة الروم وذلك بعد أربع أيام من رقاده، حيث مات يوم الثلاثاء الذى يسبق أحد الشعانين، ويعتقد البعض أن قبر لعازر الأول لا يزال موضوع إكرام فى بلدة بيت عنيا قرب القدس التى تحمل حتى اليوم اسمه وتدعى بالعربية "العيزرية".
وتستند الرؤى المسيحية حول سبت لعارز إلى النص الإنجيلى: "وكان رجل مريض وهو لعازر من بيت عنيا، من قرية مريم وأختها مرتا * فقال لهم يسوع عندئذ صراحة: قد مات لعازر* فلما وصل يسوع وجد أنه فى القبر منذ أربعة أيام* فلما سمعت مرتا بقدوم يسوع خرجت لاستقباله، فى حين أن مريم ظلت جالسة فى البيت* فقالت مرتا ليسوع: يا رب، لو: كنت ههنا لما مات أخى* ولكنى ما زلت أعلم أن كل ما تسأل الله، فالله يعطيك إياه* فقال لها يسوع: سيقوم أخوك* قال: أين وضعتموه؟ قالوا له: يا رب، تعال فانظر* فجاش صدر يسوع ثانية وذهب إلى القبر، وكان مغارة وضع على مدخلها حجر* فقال يسوع: ارفعوا الحجر! قالت له مرتا، أخت الميت: يا رب، لقد أنتن، فهذا يومه الرابع.*فرفعوا الحجر* قال هذا ثم صاح بأعلى صوته: يا لعازر، هلم فاخرج* فخرج الميت مشدود اليدين والرجلين بالعصائب، ملفوف الوجه فى منديل. فقال لهم يسوع: حلوه ودعوه يذهب، (فصل من إنجيل يوحنا11).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة