رفضت وارسو دفع تعويضات لعائلات يهودية عن أملاك خسرتها ببولندا أثناء الغزو النازى لها، مشيرة إلى أن ألمانيا مدينة لبولندا بأكثر من تريليون دولار، كتعويضات عن أضرار الحرب.
وشددت المتحدثة باسم الحكومة البولندية، جوانا كوسينسكا، فى حديث لإذاعة محلية أمس الخميس، على أن الموقف البولندى حازم وواضح فى هذا الشأن: "لسنا مدينين بأى شيء لأى أحد".
هذه المواقف، رفضتها مجموعات يهودية مثل المنظمة اليهودية العالمية للتعويضات (WJRO)، التى دعت وارسو إلى دفع تعويضات مالية للعائلات اليهودية التى تم الاستيلاء على ممتلكاتها ونهبها إبان الاحتلال الألمانى النازى لبولندا فى الحرب العالمية الثانية.
وفى شهر فبراير الفائت، انتقد رئيس المنظمة جدعون تايلور، بولندا، معتبرا أنها الدولة الوحيدة فى الاتحاد الأوروبى التى لا تملك قانونا شاملا للتعويضات، فيما ردت الحكومة البولندية بقوة على هذا الادعاء، مصرة على أن هذه المسألة تم حلها منذ مدة طويلة.
واشتعل الجدل حول التعويضات لليهود هذا الأسبوع، بعدما ألغت وارسو بشكل مفاجئ زيارة كان من المقرر أن يقوم بها لبولندا وفد إسرائيلى برئاسة وزير العدالة الاجتماعية، إيلى كوهين، وكان من المقرر أن تتركز المحادثات خلالها على إعادة الممتلكات اليهودية.
وتعتبر بولندا أن مسألة إعادة ممتلكات اليهود التى صودرت خلال الحرب العالمية الثانية هى مسألة مغلقة.
وفى يوم السبت الفائت، تظاهر آلاف البولنديين فى وارسو احتجاجا على القانون الأمريكى لعام 2018، الذى كلف وزارة الخارجية الأمريكية بمراقبة كيفية تعامل الدول الأجنبية مع دفع التعويضات لليهود الناجين من المحرقة "هولوكوست" وأحفادهم.
وكان الهجوم الألمانى النازى على بولندا فى 1 سبتمبر 1939، بمثابة بداية الحرب العالمية الثانية، وكانت بولندا أول من وقع ضحية لجيوش أدولف هتلر.
ومع ذلك، اتهمت إسرائيل البولنديين مراراً بالتعاون مع النازيين فى ارتكاب المحرقة، بينما أكدت وارسو أن هذا الأمر غير صحيح، وجرمت الحديث عن دور مزعوم لبولندا فى الهولوكوست، وحظرت استخدام مصطلحات مثل "معسكرات الموت البولندية".
وبينما يرفض مسؤولو حزب القانون والعدالة اليمينى الحاكم فى بولندا دفع التعويضات لليهود، يصرون على أن تدفع ألمانيا تعويضا لبولندا عن الدمار الذى لحق بها فى زمن الحرب.
وفى هذا السياق، قال رئيس الحزب الحاكم، ياروسلاف كاتشينسكي، خلال حديثه مع المؤيدين للحزب الأسبوع الفائت: "يجب أن يدفعوا لبولندا، وليس العكس".
وأضاف أن "بعض جيراننا على طول الحدود الغربية مدينون لنا بعشرات، بل مئات المليارات من اليوروهات أو الدولارات. وربما، أكثر من تريليون دولار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة