ذكر لفظ طيرا أبابيل مرة واحدة فى القرآن الكريم فى موضع واحد فى صورة الفيل " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ*تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ".
بدأت قصة أصحاب الفيل عندما قام أبرهة الأشرم "قائد جيش الحبشة" فى هذا الوقت ببناء كنيسة كبيرة وأسماها القليس، وذلك ليجعل العرب تحج اليها بدلا من بيت الله الحرام، إلى أن قام رجلا من بنى كنانه بالدخول والتبول بداخلها مما أثار غضبه وجعله يقسم بأنه سوف يذهب الى مكة لهدم الكعبة انتقاما لما فعله الرجل بكنيسته.
الأمر الذى جعله يجهز جيشا يضم الكثير من الفيلة وسار به الى أن اقترب من الوصول إلى مكة، وهنا قام بإرسال رسله لأهالى مكة ليخبرهم بأنه لا ينوى قتالهم وأن كل ما يريده هو هدم الكعبة، وفى البداية قد أغضب هذا الأمر أهالى مكة كثيرا إلا أن أدركوا أنه لا طاقة لهم بقتال أبرهة وجنوده فتركوه وقبل أن يدخل هو وجنوده مكة أمرهم بأن يقوموا بنهب كل ما يجدونه أمامهم من أموال، وكان من ضمن ما نهبوه 200 بعير "لعبد المطلب بن هاشم جد النبى عليه السلام" وبعد ذلك أمرهم بأن يأتوه بشريف مكة، فأحضروا اليه "عبد المطلب" وهناك دهش أبرهة من مظهره، فقد كان رجلا وسيما ذو هيبة ووقار، فأجلس بجانبه وسأله عن حاجته، فقال له عبد المطلب" حاجتى أن يرد على الملك 200 بعير أصابها لى" فتعجب أبرهه من طلبه وقال له" تكلمنى فى 200 بعير أصبتها لك، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك، قد جئت لهدمه".
فأجابه عبد المطلب : "إنى أنا رب الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعه عنك" وبعد ذلك رجع عبد المطلب الى قريش وأخذه معه ليشكلوا حلقة حول الكعبة حتى يدعو الله ويستنصرونه ليحمى الكعبة.
وتوجه أبرهة وجنوده الى الكعبة لهدمها، وهنا قد آتى أمر الله بإهلاكهم، فقد بعث لهم طيورا تحمل احجارا من طين صلبة لترميهم بها، وبعد فترة وجيزة من رميهم بتلك الأحجار لم يلبثوا إلا ان أصبحوا كأوراق الشجر الجافة الممزقه وهزم أبرهة وجنوه شر هزيمة.
فكانت هذه الطيور التى تحمل الأحجار تسمى طيور الأبابيل، والتى تعنى فى اللغة سربا وراء سرب متتابعة ومتجمعة، وقد اختلفت الروايات حول وصف تلك الطيور، فالبعض قال بأنها طيور لها خراطيم كخراطيم الطير وكفوف كأكف الكلاب، ورؤوسها كرؤوس السباع، وتتعدد ألوانها بين الأسود والأبيض والأخضر، وتمتلك مناقير صفراء اللون، وقد اعتبرها البعض الخطاطيف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة