أصبح الغرب يعى جيدا، حجم الجرائم التى ارتكبتها جماعة الإخوان، فالتنظيم الذى أثبت ارتباطه بتنظيمات إرهابية كداعش، والقاعدة أضحى يشكل خطرا كبيرا على الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
أسباب عديدة تدفع الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لاعتبار الإخوان كمنظمة إرهابية، فجرائم التنظيم أصبحت على مرأى ومسمع، بل إن بعضهم ثبت تورطه فى أعمال إرهابية شهدتها دول أوروبا خلال الشهور الماضية.
ولعل أبرز ما يؤكد إرهاب الإخوان، هو الاجتماع الذى عقدته لجنة الأمن القومى فى الكونجرس، فى يوليو 2018 لبحث حظر تنظيم الإخوان، وإدراجه على قوائم الإرهاب، حيث أشار الحاضرون فى هذا الاجتماع من نواب الكونكرس أن التنظيم يشكل تهديداً للأمن القومى الأمريكى ويستوجب حظر نشاطه وتواجده داخل الولايات المتحدة، كما أكدوا تنظيم الإخوان الإرهابى يشكل تهديدا للأمن القومى الأمريكى، مشددة على أن الإخوان جماعة تبنت الإرهاب، وطالبت بإدراجها بقوائم الكيانات الإرهابية على غرار ما قامت به مصر والسعودية والإمارات.
واقعة أخرى تكشف تورط الإخوان فى أعمال إرهابية شهدتها أوروبا وكان على رأسها بريطانيا، عندما أعلنت السلطات البريطانية فى يونيو 2018، القبض على الإخوانى زهير خالد نصرات مؤكدة تورطه فى أحداث مانشستر، حيث فضحت هذه الواقعة طبيعة العلاقة بين جماعة الإخوان والتنظيم الإرهابى "داعش".
الغرب أصبح يعى خطورة الإخوان، وهو ما يفسر أسباب توجه برلين نحو تضييق الخناق على أنشطة التنظيم، بعدما داهمت السلطات الألمانية مقر عدد من المنظمات الإسلامية، وأغلبها منظمات تنتمى للإخوان، بسبب توصل التحقيقات التى أجراها أجهزة الأمن الألمانية المعروف باسم هيئة حماية الدستور هناك، وأثبتت أن المنظمات الإخوانية تجمع التبرعات باسم المساعدات الإنسانية لترسلها إلى التنظيمات الإرهابية فى الشرق الأوسط.
وفى نوفمبر 2011، خرج تصريح لرئيس لجنة مكافحة الارهاب فى البرلمان البلجيكى كوين متسو، والذى كشف من خلاله أن قطر تدعم تنظيم الإخوان فى أوروبا بـ 55 مليون يورو، بهدف تغذية المدارس والمساجد بالعنف والتطرف.
كل هذه الوقائع تدفع بشكل كبير الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاعتبار الإخوان تنظيما إرهابيا، فى ظل الجرائم الكثيرة التى يرتكبها التنظيم والتحذيرات الغربية من تفاقم نشاط هذا التنظيم وما يشكله من خطر على المجتمعات.
إلى جانب كل ذلك يأتى التحالف القائم بين جماعة الإخوان وإيران، فى ظل التوتر الكبير فى العلاقات بين طهران وواشنطن، وبالتالى فإن هذا التحالف القائم بين التنظيم وإيران، ودفاع نظام الملالى عن الجماعة وجرائمها يجعله سببا كبيرا فى إدراج دونالد ترامب الإخوان كتنظيم إرهابى.
توقع عبد الشكور عامر، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن يصدر قرار من الإدارة الأمريكية لتصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية لما لدى الإدارة من دلائل على ضلوعها فى أعمال عنف وتخريب فى الكثير من البلدان العربية والأوربية وبسبب دعم الجماعة لجماعات العنف والمتطرفين حول العالم بالفكر والمال من خلال بعض الأنظمة والدول والحكومات الداعمة للجماعة وللجماعات المسلحة مثل تركيا وقطر وإيران .
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن التوجه الحالى للإدارة الأمريكية هو محاصرة الإرهاب والجماعات المتطرفة فى العالم، وبالتالى فمن المتوقع أن ترفض الدول الداعمة للإرهاب تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية مثل إيران وتركيا نظرا لتورط هذه الدول فى دعم جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة حول العالم ماديا ولوجستيا بكل أشكال الدعم.