البعض يجد صعوبة للربط بين ما يجرى من هجمات إرهابية فى الداخل، وبين منصات الدعاية التى تدعم الإرهاب علنا أو بشكل غير مباشر، وخلف ستار مهنى أو حقوقى. وبالرغم من وجود أكثر من إشارة لعلاقة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، بجهات وتحركات إقليمية واستخبارية، فإن البعض يتعامل مع الهجمات الإرهابية التى تشنها تنظيمات إرهابية فى العريش أو غيرها باعتبارها أمرا منفصلا، بالرغم من وجود العلاقات الرابطة، بل وأيضا وجود علاقات واضحة بين العمليات الررهابية ومنصات الدعاية فى الجزيرة وتوابعها من قنوات دعم الإرهاب فى تركيا ولندن.
ويبدو بالفعل أن الهجمة الأخيرة التى فشلت على كمين البطل 14 فى العريش، كان مخططا لها أن تكون نقطة انطلاق لحملات دعائية تصورها على أنها مؤشر عدم استقرار، ولهذا فقد تزامن مع هذه العملية أكثر من علامة على وجود ترتيبات ترتبط بالعملية الإرهابية، منها تزامن ظهور بعض اعضاء اللجان الإخوانية لاطلاق حملات تحت ستار حقوقى أو دولى تساوى بين الإرهابيين والدولة، مثل التدوينات التى أطلقها المدعو أحمد بحيرى، حول المساواة بين الإرهابيين والقوات المسلحة والشرطة التى تتصدى للإرهاب، وتكشفت علاقة تربط بين المدون ومنظومة الإخوان الدعائية التابعة لقطر وعزمى بشارة، حيث اتضح أن بحيرى تم توظيفه لاستقطاب صحفيين وإعلاميين للعمل مع رئيس الجزيرة السابق والذى سبق وأصدر هافينجتون بوست عربى، وأغلقت بعد تأثيراتها على النسخة الانجليزية وعاد ليفتح موقعا آخر يلعب نفس الدور ضمن منظومة يديرها عزمى بشارة بأموال قطرية، وبالرغم من التمويل الضخم، فشلت مواقع الدعاية للإرهاب، ولهذا تلجأ قطر لدعم مباشر لإعلاميين ومنصات دولية لشراء مساحات وبرامج، ومقالات فى صحف ومنصات مختلفة.
ويبدو أن تكثيف الدعاية الداعمة للإرهاب يرتبط بمحاولة إنقاذ التنظيمات الإرهابية التى تلقت هزائم على جبهات متعددة، وأصبحت تخوض حربها الأخيرة فى ليبيا، وبالتالى تسعى قطر وتركيا لتخفيف الضغط على هذه التنظيمات بدعم عمليات نوعية فى مصر، بالرغم من الفشل المتتالى، وتزامن هذا مع حملات تتجدد كل فترة خلف ستار حقوقى أو قانونى، مثلما جرى مع أحمد بحيرى، وعدد من فلول الإخوان فى إسطنبول، لكن الحملة انتهت بسرعة ولحقت بغيرها من حملات فاشلة.
واللافت أن هجمات العريش وحملات الدعاية، جاءت تزامنا مع ظهور الإرهابى هانى السباعى ليخطب فى لندن ويحرض على الإرهاب ويدافع عن هشام عشماوى الإرهابى الذى تسلمته مصر بعد القبض عليه فى ليبيا، ويعيد ظهور السباعى مدافعا عن الإرهاب فى لندن ومحرضا على القتل، الربط بينأاطراف مختلفة تدعم الإرهاب وترتبط بالعمليات الدائرة.
ومن يعرفون الملف البريطانى وعلاقته بالإرهاب لا يشعرون بالدهشة من رؤية الإرهابى هانى السباعى وهو يلقى خطبة الجمعة فى لندن، يحيى فيها الإرهابى هشام عشماوى ويحرض على القتل والإرهاب فى مصر، فى وقت ترفض فيه بريطانيا استعادة مواطنيها المقبوض عليهم فى العراق ضمن فلول داعش.
وكانت لندن دائما طرفا غامضا فى معادلات الإرهاب المستمرة من الثمانينيات، واستضافت قيادات الإرهاب ومنهم ياسر السرى المتورط فى اغتيالات وتفجيرات أبرزها محاولة اغتيال عاطف صدقى، رئيس الوزراء الأسبق عام 1995 وراحت ضحيتها الطفلة، حصل ياسر السرى على حق الاقامة فى لندن وأسس مؤسسة حقوقية هى «المرصد الإسلامى»، ضمن شبكة علاقات ربطت التنظيمات الإرهابية بالاستخبارات البريطانية.
وهناك تقارير أشارت إلى أن ياسر السرى يرتبط بعلاقات مع تنظيم «أنصار بيت المقدس»، وداعش، فضلا عن علاقاته مع التنظيم الدولى للإخوان، بمعرفة وتحت حماية الأجهزة البريطانية، مثلما كانت لندن مقرا للمرصد السورى لحقوق الإنسان، المصدر الرئيسى للمعلومات عن سوريا، والتمهيد لسفر الشباب البريطانى والأوروبى إلى سوريا والعراق وانضمامهم إلى داعش والتنظيمات الإرهابية.
وبالتالى، فإن ظهور هانى السباعى الإرهابى وهو يحرض على الإرهاب، من قلب لندن والربط بينه وبين حملات على الإنترنت تهاجم الجيش والشرطة وتدافع عن الإرهاب، وحملات بواجهات حقوقية أو إنسانية، يؤكد حجم التقاطعات والتشابكات بين الإرهاب هنا، ولجان ومراكز بواجهات حقوقية أو قانونية، فى لندن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة