أحيانا مسار الحياة يتغير، فى حال حادثة قد تدمر صاحبها نفسيا وجسديا، وأحيان أخرى تعيد ترتيب كافة الأوراق بما فيها العمل والدراسة والحياة الأسرية ولم تكن تتوقع سارة قطب مصطفى محمد 17 سنة مقيمة جزيرة النص مركز فاقوس محافظة الشرقية، طالبة الصف الثالث الثانوى الأزهرى، أن حادثة إشعال زميلاتها فيها النيران بسبب الغيرة منها سيدمر حياتها.
"اليوم السابع" ذهب لمنزلها والتقاها هى ووالدتها زينب السيد سليم، فى بيت تحمل ملامحه سنوات من الفقر وقلة الحيلة لفتاة يتيمة تعيش هى ووالدتها وأخواتها الأصغر، ورغم كل ما تعانيه الأسرة من فقر إلا أنها كانت من المتفوقات.
فى البداية قالت سارة: "أنا عمرى ما كنت أتوقع أن زميلاتى اللاتى أحبهم وأشعر بوجودى بينهم بالسعادة، يخططون لإنهاء حياتى، ولم أصدق ما حدث لى حتى الآن، وأدعو الله أن يكون ما أنا فيه حلما وليس حقيقة".
ومع الشعور بالأنين الذى أعتصر قلبها أضافت سارة قائلة: "أنا لا أدرى لماذا أشعلت زميلاتى الناربى، وأنا فى ذهول من وقتها، فلا يعقل أن الحقد والغيرة تصل لدرجة الإيذاء بهذا الشكل، وكل ما فعلته أنى متفوقة وختمت القرآن الكريم فى الصف السادس الابتدائى، ومجتهدة جدا فى دراستى، وأملى أن التحق بكلية الطب البشرى بجامعة الأزهر، لكن للأسف بعد حادث حريق ساقى، انكسر الحلم بداخلى وضاع الطموح، خاصة وأن ما حدث كان أول أيام الامتحانات، وهذا أثر نفسيا على ولم استطيع التركيز".
وانهمرت سارة فى البكاء، مطالبة بتدخل النائب العام فى قضيتها، وإعادة حقها، كما طالبت شيخ الأزهر بتبنى حالتى علاجيا ودراسيا.
واستعادت سارة تفاصيل يوم الحادثة وكأنها لم تفارق ذهنها قط قائلة: "بعد ركوب الميكروباص،ودعت والدتى، وبدأت فى مراجعة مذكرة خاصة بالمادة التى سامتحنها، وقبل الوصل للجنة بوقت قصير، فوجئت بالنار تشتعل بساقى اليمين والشمال من أسفل الكرسى، الذى أجلس عليه وعم الصراخ الميكروباص، وبدأت زميلاتى فى القفز من الميكروباص وانتظرت لحظات، وأنا لا استطيع التفكير من المفاجأة، وتجمع الأهالى وقاموا بإنزالى من الباص، فى محاولة لإنقاذى، وتم عمل إسعافات أولية وأدخلونى لجنة الامتحانات، وأنا فى حالة نفسية صعبة".
وقال زينب السيد سليم والدة الطالبة: "بنتى يتيمة بعد وفاة والدها منذ 8 سنوات وبنتى سارة قطب مصطفى ودايما متفوقة وتحتل المركز الأول على مستوى منطقة فاقوس الأزهرية، ويوم الحادث حاولت الذهاب معها الامتحانات لكنها رفضت تماما".
وتكمل الأم حديثها بتذكر يوم السبت الموافق 25 مايو الماضى، فهو كان أول يوم امتحانات الصف الثالث الثانوى الازهرى، حين ذهبت وركبتها الباص من جزيرة النص إلى لجنة الامتحانات بمعهد الطاروطى مدينة فاقوس، مضيفة: "فوجئت عقب صلاة الظهر بأحد جيرانى يخبرنى أن هناك حادث وتمت إصابة بنتى، وهرعت مسرعة حتى وصلت أمام المعهد الذى يؤدون الامتحانات به وجدت سائق الميكروباص فأخبرنى أن أحد زملائها أشعل النيران بها، وانتظرت على أحر من الجمر حتى انتهت الفترة الأولى فى الامتحان وذهبت مسرعة لتجد ابنتها فى ظروف صعبة".
وتستطرد الأم حكاية رحلتها فى علاج ابنتها، قائلة:" انتقلت بها لطبيب تجميل وجروح، وأكد أن الحروق درجة ثالثة من أول الركبة حتى الكاحل بالساقين، ويلزمها علاج لمدة شهر مبدئيا، وكانت الكارثة التى ألمت بى أن تكلفة العلاج اليومى بلغت 1000 جنيه يوميا، عبارة عن أجرة طبيب وقطن وشاش وعلاجات، توضع على الحروق لتطهيرها بالإضافة للمواصلات".
وذرفت الأم الدموع قائلة: "الطبيب أكد لنا أن العلاج يستمر لمدة شهر كامل، ونحن فقراء لا نملك أى شئ من حطام الدنيا، وأسرتنا تتكون من 5 أفراد نعيش على معاش 700 جنيه معاش لا يكفوا أى شئ، وزملاء بنتى كسروا نفسها أول أيام الامتحانات، ووضعونا فى ظروف صعبة وألم ليل نهار، والعيد مرعلينا ونحن فى حزن شديد، وحالة بنتى النفسية أصبحت سيئة جدا، مع التغيير على ساقيها".
وطالبت الأم بتبنى حالة ابنتها وعلاجها لأنها لا تستطيع تحمل علاجها وزاد عليها الدين من جميع الأهل والجيران.
الاصابات
الطالبة
الطالبة وشقيقها ووالدتها
والدة الطالبة