هل كان نزار زكا جزءا من صفقة إيرانية – أمريكية برعاية حزب الله ؟ طهران تطلق سراح رجل الأعمال مزدوج الجنسية قبل ساعات من زيارة وسيط يابانى لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن.. ودعوة ظريف لتبادل السجناء كلمة السر

الثلاثاء، 11 يونيو 2019 11:00 م
هل كان نزار زكا جزءا من صفقة إيرانية – أمريكية برعاية حزب الله ؟ طهران تطلق سراح رجل الأعمال مزدوج الجنسية قبل ساعات من زيارة وسيط يابانى لتخفيف التوتر بين طهران وواشنطن.. ودعوة ظريف لتبادل السجناء كلمة السر طهران تطلق سراح رجل الأعمال مزدوج الجنسية قبل ساعات من زيارة وسيط يابانى
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أطلقت إيران اليوم، الثلاثاء، سراح رجل الاعمال اللبنانى نزار زكا الذى يحمل الجنسية الأمريكية أيضا، بعد أن مضى أكثر من 4 سنوات فى سجن ايفين شمال العاصمة طهران، بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وغادر فى اليوم نفسه إلى العاصمة بيروت بصحبة المدير العام للأمن العام اللبنانى اللواء عباس إبراهيم، وتزامن إنهاء ملف المعتقل الأمريكى اللبنانى قبل ساعات لزيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي غدا الأربعاء، من أجل تخفيف التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن، الأمر الذى طرح بعض التساؤلات حول أسباب الخطوة التى أقدمت عليها طهران وما هو المقابل الذى ستحصل عليه طهران؟.

 

D8xtD--W4AAIzcR

 

هل كان نزار زكا قربان طهران لتخفيف التوتر مع الولايات المتحدة

رغم أن اطلاق سراح نزار زكا المواطن اللبنانى – الأمريكى، أعاد إلى الأذهان دعوة لصفقة إيرانية – أمريكية بتبادل السجناء، طرحها وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف على أسماع الأمريكيين خلال زيارته لنيويورك أبريل الماضى لتخفيف التوتر بين البلدين، قال وقتها خلال حضوره فعالية في مؤسسة "Asia Society" بنيويورك، "لنحاول القيام بتبادل السجناء... أنا مستعد لفعل ذلك ولدي الصلاحيات الضرورية"، ورغم عدم تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر، إلا أن الجانب اللبنانى سارع بنفى ذلك.

وقال مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم من طهران، إن إيران ستفرج عن نزار زكا وأن إطلاق سراحه ليس جزءا من صفقة تبادل سجناء واسعة، وردا على سؤال حول ما إذا كان الإفراج عن نزار زكا مرتبطا بموضوع العقوبات الأمريكية على إيران، قال اللواء إبراهيم: "لست مخولا بالكلام بالإنابة عن الإيرانيين، ولكن إيران تؤكد عدم رغبتها بالتفاوض"، غير أن وسائل الاعلام الإيرانية والمسئولين قالوا إن أحد أسباب الإفراج عنه يرجع إلى العلاقات الوثيقة مع جماعة حزب الله اللبنانية.

 

 

ووضعت إيران شروط للإفراج عنه، وبحسب المتحدث باسم القضاء الإيراني غلام حسين إسماعيلي أن السلطات القضائية الإيرانية حصلت على ضمانات من الرئيس اللبناني ميشال عون و"حزب الله"، بأن زكا لن يرتكب جريمة بعد الإفراج عنه، وبناء عليه وافقت المحكمة اليوم الثلاثاء، على الإفراج المشروط عنه، وتم تسليمه إلى ممثلي الدولة اللبنانية".

صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله، قالت "جاء الإفراج عن زكا نتيجة مسعى بدأه اللواء إبراهيم منذ أكثر من عام بناءً على طلب من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. حينذاك، تواصل إبراهيم مع قيادة حزب الله، طالباً مساعدته في فتح أبواب تواصل في إيران، ليُضيفها إلى علاقاته في طهران. وبحسب المعلومات، فإن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تابع شخصياً هذا الملف، وساعد في فتح قنوات لإبراهيم مع جهات مختلفة في الجمهورية الإسلامية، وتحديداً في وزارة الأمن وجهاز الاستخبارات في الحرس الثوري، كذلك مكتب المرشد علي الخامنئي".

غير أن بعض الأصوات فى لبنان استنكرت مصادرة جهود الرئيس ميشال عون إلى حزب الله، وخرج كتاب لبنانيون يستنكرون منح هدية العفو عنه إلى حزب الله رغم جهود الدولة اللبنانية، وكتبت سابين عويس فى صحيفة النهار اللبنانى "لم تكد وكالة "مهر" الإيرانية تكشف قبل أسبوع تقريبا عن توجه السلطات الإيرانية لإطلاق المعتقل فى السجون الإيرانية نزار زكا المتهم بالعمل لمصلحة الولايات المتحدة، "بناء على طلب الرئيس اللبناني"، حتى جاء الموقف الذى نقلته وكالة أنباء "فارس"، عن مصدر إيرانى مطلع، وفيه انه سيتم فى غضون ساعات الافراج عن زكا وتسليمه إلى "حزب الله".

 

 

وأضافت: "أثار التناقض الواضح بين الوكالتين شبه الرسميتين تساؤلات فى الوسط اللبنانى حول السبب الكامن وراء تراجع طهران عن تقديم نزار زكا هدية إلى عون، وحصر الهدية بـ"حزب الله" وتحديدا أمينه العام، بعدما عبرت وكالة "فارس" بوضوح تام "أن تسليم هذا الجاسوس الأمريكى - اللبنانى يأتى فقط بناء على طلب ووساطة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، ولم تجر فى هذا السياق أى مفاوضات فى أى مستوى مع أى شخص أو حكومة، وأن هذا الأمر تحقق فقط بناء على احترام ومكانة السيد نصرالله لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وبغض النظر عن الروايتين، يرجح المراقبون ألا يخرج اطلاق سراح زكا الذى يحمل الجنسية الأمريكية عن إطار مساعى خفض التوتر بين واشنطن وطهران، يمعنى أن يكون زكا قربانا قدمته طهران لتهدئة التوتر المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما وأن الافراج عنه جاء قبل ساعات من وصول المسئول اليابانى فى أول زيارة يقوم بها لإيران منذ 41 عاما، ومن المقرر أن يعقد شينزو آبى مباحثات مع المرشد الأعلى الإيرانى والرئيس حسن روحانى يتخللها طلب وساطة مع طهران، وعشية الزيارة أجرى آبي والرئيس الأمريكي دونالد ترمب محادثة هاتفية حول رحلة رئيس وزراء اليابان إلى إيران، كل ذلك جاء بعد زيارة للرئيس ترامب لليابان أكد خلالها أنه منفتح على إجراء محادثات مع طهران، فكانت بمثابة ضوء أخضر لليابانيين كي يتحركوا كوسطاء مع الإيرانيين، وينتظر أن تخرج إلى النور الأسام المقبلة نتائج الوساطة اليابانية.

 

رجل الاعمال اللبنانى
رجل الاعمال اللبنانى

 

من هو نزار زكا ؟

تجدر الإشارة إلى أن نزار زكا هو خبير لبنانى فى تكنولوجيا المعلومات ومن الداعمين لحرية الإنترنت، حاصل على الجنسية الأمريكية، وشغل منصب الأمين العام للمنظمة العربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات "إجمع" فى العاصمة الأمريكية واشنطن.

واختفى زكا فى 18 سبتمبر 2015، فى إيران بعد حضور مؤتمر فى طهران، وتم اعتقاله فى طريقه للمطار للمغادرة، واحتجز بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة الأمريكية. وحُكم عليه فى 2016 بالسجن 10 سنوات فى إيران، ودفع غرامة 4.2 مليون دولار، وتم تأييد الحكم فى 2017.

وانشغلت الأوساط السياسية فى لبنان بقضية نزار زكا وبدأت المساعى والجهود لإطلاق سراحه ما دفع أهله فى بلدة القلمون إلى إعلان ترشيحه للانتخابات الفرعية التى جرت مؤخرا لأجل الاستمرار بإثارة قضيته وحض الحكومة على العمل لإطلاق سراحه.

وفى يناير 2019، سلم رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى، السفير الإيرانى لدى لبنان محمد جلال فيروزنيا مذكرة موجهة إلى الرئيس الإيرانى حسن روحانى تطالبه بالإفراج عن زكا. وتواصلت الجهود وأوفد الرئيس ميشال عون، مدير الأمن اللبنانى ليطلق سراحه ويعود معه على متن طائرته فى 11 يونيو الجارى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة