كتب الشيخ الشعراوى، الذى تمر اليوم ذكرى رحيله الـ 21 قصيدة فى استقبال الدكتور طه حسين فى الأراضى المقدسة 1955، والتى زارها كرئيس للجنة الثقافية بالجامعة العربية، فى الوقت الذى كان فيه الشعراوى عضواً ببعثة الأزهر بالمملكة العربية السعودية فألقى قصيدة فى تحية عميد الأدب العربى مكونة من 112 بيتاً. . منها:
يا عميد البيان أنت زعيم، بالأمانات أريحىّ الأداء
وإذا القوس أعطيت من براها، فارتقب موقناً سديد الرماء
لك فى العلم مبدأ طحسنى، سرى فى العالمين مسرى ذكاء
يجعل العلم للرعية جمعاء، مشاعاً كالماء بل والهواء
فمن الغبن أن يوفر قوت، لجسوم والروح دون غذاء
لك أيدٍ على المعلم فى مصر، أزاحت عنه عنيف العناء
وقرت مهنة المعلم حتى، صيرتها رسالة الأنبياء
وهوان التعليم فى أى شعب، أن يرى غارسوه كالأجراء
يا فريد الأسلوب قد صغته من، نغم ساحر شجى الغناء
كلمات كأنهن الغوانى، يترقرقن فى شفيف الكساء
مشرقات ما انقدن إلا لطه، صاغها الفن من حروف الضياء
وجمال الإسلام فى وعدك الحق، تجلى فيه جلال الفداء
صور لا تكون فى غير حق، خلدتها مصارع الشهداء
وثبات إلى العلا وثبات، هازئ بالنكال والإغراء
هامش السيرة الحبيبة فيه، تتغنى سماحة الإنباء
فهو فى الأذن معبدى خفيف، وثقيل الميزان يوم الجزاء
وهو عن نعمة البيان زكاة، ولهذا أدركت سر النماء
ركب طه حياك فى بلد الله، جلال للكعبة الشماء
ركب طه هنا مطالع طه، وانبثاق الشريعة السمحاء
كل أرجائها جلالات ذكرى، لهدى الله خاتم الأنبياء
والتحايا له صلاة عليه، وسلام قد زكيا باقتداء
قل لطه قلوب شعب سعود، خفقت خفقة طروب الولاء
كل قلب فيه مباهج عُرس، خلعت بشرها على الأرجاء
قل لطه أذان شعب سعود، مرهفات للحن جد ظماء
عشقهم بالعقول والعشق بالعقل، يرى قصره على النبغاء
قل لطه جميع شعوب سعود، ترجمت عنه لهفة القراء.
حسب طه إن استقل بياناً، أن يشيع القرآن فى الأنحاء
قم فبشر فى الغرب بالدعوة الحق، دعاءً لله أى دعاء
حسب طه من دهره عن مولاه، إذا فاز واحد باهتداء
ياسيدى إن لى إليك رجاء، فى الذى قد حملت من أعباء
انشروا العلم ما استطعتم سبيلاً، فيه لا تذل للأعداء
وأعدوا به لهم ما استطعتم، إن حق الحياة للأقوياء
وكان رد طه حسين على هذه القصيدة: "دعوا أخاكم هذا الضعيف وما قدم إليكم من خير قليل، واصنعوا خيراً مما صنع، وأخطر مما صنع، وأريحوه من إطالة الثناء لأنها تخجله وتشعره بأنه يسمع ما ليس له الحق فيه. أكرر لهم شكرى وثنائى وتحيتى واعتذارى إذا لم أستطع ولن أستطع أن أرد إليهم بعض ما أنا مدين لهم به من الشكر، والأمر بينهم وبينى لا ينبغى أن يقف عند تعارض الثناء والشكر، فإنهم يعلمون أننى لا أرضى ذلك ولا أحبه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة