مراكز العلاج بالدفن توفر السكن والإعاشة والعلاج بأسعار مناسبة
تتميز واحة سيوة، بطبيعتها الخلابة وامتلاكها مقومات كثيرة، التي تجذب السياح من مختلف دول العالم، ومن أبر ما يميز الواحة طيبة أهلها وحسن تعاملهم مع الضيوف والسياح، إلى جانب حياتهم الفطرية وحفاظهم على الطبيعة والبيئة والتقاليد، مع القناعة وعدم السعي للاستغلال المادي.
وتعد سيوة، واحدة من أهم مناطق العلاج الطبيعي في مصر والدول العربية والعالم، لانتشار عيون المياه الكبريتية الطبيعية، والبحيرات المالحة، والرمال ذات الخصائص العلاجية، اكتشفها أهالي سيوة منذ القدم، ويستخدمونها في العلاج من خلال الدفن فيها من 10 دقيقة إلى 15 دقيقة يومياً، لمدة تتراوح بين 3 و 7 أيام، ويعقب حمام الرمال الجلوس داخل خيمة محكمة الإغلاق لمدة 30دقيقة، للتخلص من العديد من الأمراض، وآلام الأمراض المزمنة التى ليس لها علاج، ويلجأ أصحابها للمسكنات، مثل أمراض الروماتيزم.
وتشهد واحة سيوة، خلال هذه الفترة، بداية تزايد إقبال المرضى ومرافقيهم ومحبي الحياة البرية، من داخل مصر وخارجها، وانتعاش حركة السياحة والتجارة، وعدم قصرها على السياحة الشتوية، حيث أن واحة سيوة، مصنفة عالمياً على أنها من أجمل واهم المقاصد السياحية الشتوية، إلى جانب احتفاظ الواحة بطابعها البيئي والفطري، من حيث المعمار أو العادات والتقاليد والسلوكيات الحياتية.
أكد عبد العزيز زكريا صاحب مركز دار الشفاء للعلاج الطبيعي، أن عملية للعلاج بحمامات الرمال، تبدأ بعد منتصف شهر يونيو وتستمر حتى منتصف سبتمبر من كل عام، ويعتبر شهر أغسطس هو أنسب الشهور للعلاج.
وأوضح " زكريا" أن هناك أعداد كبيرة تتوافد على واحة سيوة من محافظات مصر المختلفة والسياح العرب والأجانب، من أجل العلاج الطبيعي، وتتزايد هذه الأعداد كل عام مع تزايد شهرة الواحة بخصائصها العلاجية الطبيعية، ومع تولي المراكز العلاجية بسيوة، توفير الإقامة والخدمة والإعاشة والانتقال، خلال مدة العلاج.
وأشار إلى أن التكلفة الشاملة لإقامة الفرد والعلاج والانتقالات تتراوح بين 400 و 600 جنيه للفرد يوميا، وتوجد بعض الأماكن تقدم الخدمة بأسعار أقل، مؤكدا أن الفارق في السعر يكون بسبب فرق الخدمة، وهناك مكان مخصص لعلاج السيدات، تعمل فيه وتشرف عليه سيدات من سيوة، لديهن خبرة في هذا المجال، ويحظر بشكل قاطع التصوير داخل أماكن علاج السيدات.
وأضاف صاحب مركز العلاج الطبيعي، أن العلاج يكون بحمامات الرمال الساخنة من حرارة الشمس، وعيون المياه الكبريتية وبحيرات الملح، كما يتم تقديم علاج بالأعشاب الصحراوية الطبيعية لبعض المراض، عن طريق عبد الفتاح تكلم معالج شهير بالأعشاب في سيوة، كما أنه إلى توفير جانب السكن المميز والإعاشة وأماكن لجلسات الاسترخاء وتناول المشروبات فى ظل أجواء هادئة، يتم تنظيم رحلات ترفيهية بالواحة، للتعرف على معالمها وطبيعتها الساحرة.
ونوه عبد العزيز زكريا، إلى أنهم تعاقدوا مع مركز طبى، لمتابعة حالات المرض والكشف عليهم وتقديم العلاج اللازم، لأصحاب الحالات المرضية، التي تحتاج إلى متابعة طبية خاصة.
وقال الحاج زكريا عبدالعزيز صاحب حمامات الرمل، أن غالبية من يأتون للعلاج بالرمال، ممن يعانون أمراضاً مثل الروماتيزم والروماتويد المفصلي والنقرس والأمراض الجلدية، مثل الصدفية والبهاق، إضافة إلى من يعانون قصور الشرايين والسمنة الزائدة، وغيرها من الأمراض، كما تساعد حمامات الرمال على الهدوء والتخلص من القلق والضغوط النفسية والعودة لصفاء الذهن والنفس.
وأوضح أن أهالي سيوة، توارثوا عملية العلاج بحمامات الرمال من الأجداد، الذين أخذوها من الفراعنة، الذين اكتشفوا الطاقة العلاجية لرمال جبل الدكرور، مؤكداً أنه ليس كل مكان في سيوة يصلح للعلاج، وأن أفضل مكان هو جبل الدكرور، لأنه أعلى الأماكن فى سيوة وجاف وخالي من الرطوبة.
وأشار علي راجح أحد العاملين في مركز العلاج الطبيعي بحمامات الرمال، إلى أن واحة سيوة تتفرد بوجود حمامات الرمال العلاجية والعلاج بالمياه الكبريتية الفوارة والأحجار الساخنة والطمي الطبي، إلى جانب الهدوء الساحر ونقاء الجو وانعدام الرطوبة، والبحيرات المالحة، وهو ما يجعل من أفضل الأماكن فى العالم للسياحة العلاجية ومقصد الراغبين فى الهدوء و الاستجمام.
وقال سعيد عبد العزيز أحد العاملين بمركز دار الشفاء للعلاج الطبيعي، أنه قبل بدء البرنامج العلاجي اليومي للمريض، يتم تنظيم رحلة ترفيهية لمشاهدة معالم الواحة والبحيرات والعيون الجوفية والزراعات والأماكن السياحية، وبعدها يبدأ البرنامج اليومي صباحاً بتناول الإفطار، ويمنع المريض بعد ذلك من تناول الطعام حتى الساعة 12 ظهراً ويسمح له بتناول السوائل فقط، ويتم تجهيز حفرة الرمال منذ الصباح لتتشبع بحرارة الشمس، وعند الظهيرة يتم نقل المرضى، من مكان إقامتهم إلى "المردم" ويتم دفن المريض في الرمال لمدة من 10 دقائق إلى 15 دقيقة حسب الحالة، ويحظر على مرضى القلب ومن سبق لهم إجراء عمليات قلب أو تغيير صمام، العلاج بالردم لأنه يمثل خطورة على حياتهم.
وأضاف محمد عبد العزيز من أصحاب حمامات الرمال، بأن عملية العلاج تتم من خلال عمل حفرة فى الرمال تتسع لنوم شخص، في الصباح وتترك حتى تتعامد عليها الشمس، وفى فترة بعد الظهيرة يتم إدخال المرضى الحفر، لأخذ جلسة أو حمام الرمل، وبعدها يتم لف المريض ببطانية جيدا، بحيث لا يصل الهواء إلى جسده ويتم إدخاله الخيمة، وهي كنظام السونا ولكن بنظام طبيعى، ويحظر تناول المريض للمياه ويتناول مشروب الحلبة فقط، وبعد جلسة الخيمة يتم نقله إلى السكن المخصص له، بسيارة تكون في انتظاره خارج " المردم " وعند السكن يقدم له مشروبات مهدئة تعيده للحالة الطبيعية، ويظل المريض في حالة تدفئة لفرز كميات من العرق إلى قبل حلول الليل، مشيراً إلى أن المريض يبدأ في ازالة الرمال عن جسده عن طرق المسح بيده أو بفوطة ويحظر عليه الاستحمام أو غسل جسده طوال فترة العلاج، مع السماح له بتناول المياه والطعام بشكل طبيعي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة