الفن تجسيد لخيال وإبداع الفنان، وفى الفن التشكيلى قد يستلهم الفنان موضوع لوحته من خياله أو من الواقع الذى يعيش فيه، أو يحاكى إحدى الأساطير القديمة، وبعضهم يستلهم موضوعات لوحاته من خلال الأحداث الدينية الشهيرة.
وهناك لوحات جسدت مواقف من واقع رؤيتهم الخاصة للأديان الإبراهيمية الثلاث، وبناء على خلفيتهم الدينية الخاصة، وقد يترك الفنان فى رسمته انطباعه الشخصى أو لو اختلف بعضها مع الموضوع الأصلى كما جاء فى النصوص الدينية.. ومن أشهر اللوحات التى استمدت موضوعاتها من قصص دينية أو كانت ذات طابع دينى.
لوحة عاصفة البحر
تجسد اللوحة معجزة تهدئة العاصفة، إحدى معجزات السيد المسيح، والتي تدور أحداثها عندما كان السيد المسيح مبحرا مع اثنى عشر من تلاميذه، فأيقظ التلاميذ المسيح بينما كان نائما مستنجدين به بعد أن دب بهم الرعب عند اشتداد العاصفة، فأمر الرياح بالسكون فهدأت العاصفة.
واشتهر رامبرانت بلوحاته التي تحمل في طياتها الطابع الديني، وقد قسم رامبرانت لوحته إلى قسمين، أحدهما يظهر هيجان البحر، وهلع التلاميذ والآخر يظهر ضوء الشمس وبداية هدوء العاصفة.
في 18 مارس من عام 1990 كانت قد سرقت هذه اللوحة الى جانب اثنى عشر عملاً آخر من متحف أمريكي، وتعتبر من أكبر السرقات الفنية في التاريخ، وقد رُصدت مكافأة قيمتها 5 ملايين دولار لمن يعيدها إلى مكانها مرة أخرى ولكنها لا تزال مفقودة إلى الآن.
لوحة سالومى ورأس يوحنا المعمدان
أبدع الرسام أسطورة الإنجيل حول الأميرة اليهودية ويوحنا المعمدان، فى عام 1515 تقريبا.
ويعتقد النقاد وخبراء الفن التشكيلى أن أعمال هؤلاء الرسامين من مدرسة البندقية فى عصر النهضة الإيطالية لعبت دورا حاسما فى تشكيل الثقافة الفنية الأوروبية، وأثرت على تطور الفنون الجميلة فى القرون اللاحقة كثيرا، وتم تأمين لوحات معرض "البندقية فى عصر النهضة" بقيمة 300 مليون يورو. ويفتح أبوابه أمام الزوار فى متحف بوشكين بموسكو، حتى 20 أغسطس 2018.
لوحة الحساب الأخير
هي لوحة فريسكو ضخمة قام برسمها الفنان الإيطالي ميكيل أنجيلو على حائط كنيسة سيستين بالفاتيكان، وهي تخيل لعدوة المسيح ويوم الحساب الأخير، حيث يحاسب الخالق الناس على أعمالهم في الدنيا، قام الفنان ميكيل أنجيلو برسم تلك الصورة كما قام برسم سقف كنيسة سيستين خلال عام 1536 وعام 1541 بتفويض من البابا كليمنت السابع.
وتصور الصورة أرواح الإنسان تصعد وتهبط لملاقاة مصيرهم، حيث يحاسبهم المسيح وتحيط به الملائكة وبعض القديسين، وتشكل الصورة أكثر من 300 من الناس والملائكة، وكانوا مصورين أساساً في هيئات عارية؛ ولكن تم تغطيتهم بعد ذلك بوشاحات، بعضها ظهر ثانيا بعد ترميم صور الكنيسة.
واستغرق رسم الصورة أربعة أعوام بين 1536 حتى 1541 (وكان إعداد الحائط للرسم في عام 1535) كما قام ميكيل أنجيلو بهذا العمل بعد 25 سنة من قيامه برسم سقف الكنيسة وكان عمره في هذا الوقت 67 سنة، وتقبل ميكيل أنجلو عرض البابا كليمنت السابع لرسم الصورة، ولكن الصورة اكتملت في عهد البابا بولس الثالث.
عرس قانا
لوحة بريشة باولو فرونزه، رسمت عام 1563م، تجسد اللوحة لعرس قانا الجليل فى الدين المسيحي يعد من أولى معجزات يسوع الناصري، حيث وفقاً للإنجيل قام يسوع بتحويل الماء إلى خمر خلال مناسبة زواج في قرية قانا. في رواية الإنجيل، دُعا يسوع وأمه مريم وتلاميذه إلى حفل زفاف، وعندما نفد النبيذ، قام يسوع بمعجزة تحويل الماء إلى خمر.
العشاء الأخير
لوحة الفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي رسمت في عام 1498، وهو العشاء الأخير العشاء الأخير طبقًا للعهد الجديد، هو عشاء عيد الفصح اليهودي التقليدي، وكان آخر ما احتفل به يسوع مع تلاميذه، قبل أن يتم اعتقاله ومحاكمته وصلبه، يعتبر الحدث شديد الأهمية، إذ تأسس به سر القربان، وقدّم فيه يسوع خلاصة تعاليمه، الحدث يمثل المقابل الإنجيلي لمناسبة خميس الأسرار.
الإسراء والمعراج
اللوحات الدينية فى الفن الإسلامى غالبا تبتعد عن منطقة تجسيد الشخصيات الدينية، لكن ذلك لم يمنع ظهور بعض اللوحات عن المواقع الدينية ومنها واقعة الإسراء والمعراج، والتى جسدها الفنان العالمى أحمد مصطفى فى لوحته من الخط العربى، بالإضافة إلى لوحة للرسام الإيراني فرشجيان.
الإسراء والمعراج عبارة عن رحلتين متتاليتين حصلتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، الأولى: عندما أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والثانية: عند عروجه من المسجد الأقصى إلى السماء.