تواجه شركة فيس بوك تدقيقًا تنظيميًا غير مسبوق على عملتها الرقمية جديدة، والتى تأمل الشركة أن تصبح عملة معترف بها عالميًا فى خلال عام، إلا أن إعلان الشركة تعرض لرد فعل عنيف من المشرعين والمنظمين فى الولايات المتحدة وفى جميع أنحاء العالم، والذين شعروا بالقلق نتيجة لمخاوف الخصوصية المتعلقة بفيس بوك.
وحسب موقع " gadgetsnow" الهندى، فقد حذر راندال كوارلز، رئيس مجلس الاستقرار المالى بقمة العشرين، من انتشار استخدام العملات الرقمية فى التعاملات، وأنه يحتاج إلى تدقيق عالمى من قبل المنظمين المسئولين، حيث تظل العملات المشفرة مثل "البيتكوين" واحدة من أقل تعاملات التمويل تنظيماً.
فيما قال "بارى لين"، المدير التنفيذى لمجموعة "الدعوة لمكافحة الاحتكار": "إنها كارثة كاملة من منظور تنظيمي".
كما يتوقع البعض أنها ستزداد سوءًا، حيث تتضمن خطة عملة Libra أخذ ودائع العملاء، واستثمارها فى السندات الحكومية، والاحتفاظ بالعملات التقليدية فى الاحتياطيات، وتقديم الخدمات عبر الحدود والتعامل بالعملة الجديدة، وستتطلب المشاركة مع البنوك المركزية والجهات التنظيمية المالية والسلطات التنفيذية فى جميع أنحاء العالم.
وتقدمت شركة "Calibra" وهى شركة تابعة لفيس بوك تم تشكيلها للتعامل مع معاملات Libra، بطلب للحصول على تراخيص تحويل الأموال فى الولايات المتحدة وسجلت لدى شبكة مكافحة الجرائم المالية (FinCEN) كشركة خدمات مالية، كما تقدمت بطلب للحصول على الترخيص اللازم لتشغيل عمل تجارى مشفر فى نيويورك من إدارة الخدمات المالية بالولاية.
وقال ممثلى هيئة السلوك المالى فى بريطانيا وبنك إنجلترا والمنظم المالى السويسرى "FINMA" إن فيس بوك على تواصل معنا، وقال متحدث باسم فيس بوك أن: "التدقيق الذى حدث هو شيء توقعناه ونرحب به، ولقد أعلنا ذلك مبكرًا لجعل هذا الخطاب مفتوحًا ومعرفة جميع التعليقات."
وأضاف: "أن الاحتياطيات ستكون خاضعة للسياسات النقدية للبلدان التى توجد فيها أموال، كما أن Calibra لا تخطط لتقديم طلب للحصول على تراخيص البنوك المحلية."
وشكل فيس بوك أيضًا جمعية مقرها "جنيف" للتحكم فى العملة الجديدة والاحتفاظ بالاحتياطيات، إلى جانب العديد من الشركاء الرئيسيين، حيث يخططون لإطلاق النظام بالكامل فى النصف الأول من عام 2020، ويعتزمون تقديم مجموعة واسعة من الخدمات المالية، بما فى ذلك القروض.
وقال شون بارك، المؤسس وكبير مسؤولى الاستثمار فى شركة أنتيمس، وهى شركة رأس مال مغامر تدعم شركات الخدمات المالية الرقمية أن عملة فيس بوك: "لن تحصل على تصريح مجانى فى أى مكان، ونظراً إلى عزمهم على أن يكونوا عالميين، فسوف يحتاجون فى النهاية إلى مئات التراخيص، وربما الآلاف، من مئات المنظمين المختلفين فى جميع أنحاء العالم، إلى جانب البنوك المركزية والجهات المنظمة للأسواق وهيئات مراقبة حماية المستهلك والوكالات التى تتعامل مع غسل الأموال والتهرب الضريبى والجرائم المالية الأخرى، قد يتعين على شبكة فيس بوك للدفع أن تلتزم بمبادئ البنية التحتية للسوق المالية التى وضعها بنك التسويات الدولية و المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية".
كل هذا بجانب وجود منظمو الخصوصية ومكافحة الاحتكار فى جميع أنحاء العالم الذين لديهم مشاكل مع فيس بوك بالفعل.
لكن هذا التحدى يبدو أن فيس بوك على استعداد لتحمله، نظرًا للمكافأة المحتملة مع مستخدميها البالغ عددهم 2.4 مليار، واحتمال تكرار نجاح الشبكات الاجتماعية الصينية مثل WeChat، التى نمت أرباحها من خلال تقديم خدمات مالية على تطبيقاتها، كما وصف محللو RBC عملة فيس بوك Libra بأنها لحظة فاصلة محتملة لفيس بوك من حيث الإيرادات ومشاركة المستخدم.
ومع ذلك، قد تكون التكاليف كبيرة، فسوف تحتاج إلى إنشاء إطار امتثال داخلى مع الموظفين الذين يقومون بفحص المعاملات بحثًا عن نشاط غير مشروع والتحقق من هويات العملاء.
وقد ذكر المتحدث أن شركة تحويل الأموال الغربية العملاقة Western Union Co على سبيل المثال أنفقت مليار دولار على مدى السنوات الخمس الماضية.
ويذكر أن شركة Western Union مسجلة لدى FinCen ويتم تنظيمها بموجب قانون سرية البنك الأمريكى، مع تراخيص فى 49 ولاية، بالإضافة إلى واشنطن العاصمة وثلاثة أقاليم أمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة