حاولت العناصر الإرهابية، عقب أحداث 30 يونيو، تحويل مصر إلى ساحة للقتال، والسعى لضرب استقرار الوطن، من خلال تنفيذ عمليات إرهابية، واستهداف أقسام الشرطة والتمركزات الأمنية، وإطلاق النار على رجال الشرطة، لم يعلموا أن مصر بها رجال قادرين على الدفاع عنها، وحمايتها، وبذل الغالى والنفيس فى الحفاظ على أمنها.
عشرات من الرجال قدموا أوراحهم فداء لوطن آمنوا به، فوهبوه حياتهم بلا تردد..
العقيد ساطع النعمانى ضحى بعينيه من أجل الوطن
خرج العقيد ساطع النعمانى نائب مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور، ويرافقه زملائه من الضباط والأفراد والمجندين، لمواجهة عنف جماعة الإخوان، وقت أحداث بين السرايات، التى سبقت فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، بداية شهر يوليو 2013، كان حينها مسلحون يطلقون النار من أعلى المبانى المرتفعة بعشوائية.
استغاث المواطنون بالنعمانى، وضباط بولاق الدكرور، لمواجهة تلك العناصر الإرهابية، وخلال محاصرته للمسلحين، أصيب بطلق نارى بوجهه، فيسقط غارقا فى دمائه، ويتم نقله إلى مستشفى الشرطة، ليعلن الأطباء عن فقده لعينيه.
وافقت وزارة الداخلية على نقل النعمانى لتلقى العلاج بإحدى الدول الأوربية، ليبدأ مشوار العلاج، حتى فارق الحياة فى شهر نوفمبر العام الماضى، ويتحول النعمانى، إلى أيقونة للتضحية، خاصة أنه أصر عقب عودته من العلاج بالخارج، إلى مواصلة العمل بوزارة الداخلية.
الشهيد طارق المرجاوى
العميد طارق المرجاوى، كان أحد الشهداء الذين دفعوا حياتهم، ثمنا للدفاع عن الوطن، حيث استشهد خلال عملية تفجير عبوة ناسفة أمام جامعة القاهرة، نفذتها عناصر إرهابية عام 2014 .
العميد طارق المرجاوى كان خلال تلك الفترة، يشغل منصب رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، ونجح خلال عمله، فى ضبط عدد من العناصر الإرهابية، والكشف عن الخلايا التى ينتمون إليها، مما دفع الإرهابين، لاتخاذ قرار بضرورة التخلص منه.
زرعت العناصر الإرهابية عبوة ناسفة، بجوار النقطة الأمنية أمام البوابة الرئيسية لجامعة القاهرة، صباح اليوم الثانى من شهر إبريل، وأثناء مرور الشهيد لمتابعة تمركز القوات الأمنية، تم تفجير العبوة الناسفة، ليصاب خلالها المرجاوى، وينال الشهادة، كما أصيب خلال التفجير اللواء عبد الرؤوف الصيرفى نائب مدير أمن الجيزة، لينال الشهادة عقب ذلك.
اللواء محمد جبر مأمور مركز شرطة كرداسة
اللواء محمد جبر مأمور مركز شرطة كرداسة، من أوائل شهداء الشرطة، الذين قدموا حياتهم فى سبيل أمن الوطن، عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة.
يوم 14 أغسطس، وعقب فض اعتصام جماعة الإخوان بميدانى رابعة العدوية بمدينة نصر، والنهضة بالجيزة، كان اللواء محمد جبر، يؤمن مبنى المركز، ويستعد لأى محاولة للإعتداء على المركز، ولم يمر وقت طويل على عملية الفض، حتى تجمع عدد كبير من الأشخاص، بحوزة البعض منهم أسلحة أر بى ى وألية، وحاصروا مبنى المركز.
رفض جبر ورجاله إخلاء المبنى، وتسليمه للعناصر الإرهابية، وقرروا الدفاع عنه حتى أخر قطرة من دمائهم، وعقب ذلك بدأت العناصر الإرهابية فى اقتحام مبنى المركز، وأشعلوا النار به، وتسببوا فى استشهاد مأمور المركز، و4 ضباط، و7 أفراد شرطة ومجندين، ليتركبوا مجزرة بحقهم، وتعرف فيما بعد بمجزرة مركز كرداسة.
ضرب جبر وزملائه أروع الأمثلة فى التضحية، وبذل النفس فى سبيل قضية أمنوا بها جميعا، وهى القضية الكبرى "مصر"، ليخلد التاريخ ذكراهم كشهداء فارقوا الحياة منتصبى القامة.
الشهيد أحمد شوشة بطل معركة الواحات
صباح يوم الجمعة الموافق 20 أكتوبر، 2017، خرجت قوة أمنية، تابعة لمديرية أمن الجيزة، لمحاصرة خلية إرهابية، أكدت المعلومات أنها ترتكز بصحراء الواحات، ويستعد عناصرها لتنفيذ عمليات تخريبية.
من بين القوة التى تم اختيارها للمشاركة فى المهمة الصعبة، الملازم أول أحمد شوشة، لكفائته القتالية، وخبرته السابقة فى التعامل مع الخلايا الإرهابية، ومحاصرة عناصرها والقبض عليهم، انطلقت مدرعات وسيارات الشرطة لتنفيذ مهمتها، ووسط صحراء الواحات، فوجئت القوة الأمنية، بإطلاق نار كثيف من أعلى تل، يتم إطلاقه من جانب العناصر الإرهابية، بدأ رجال الشرطة فى تبادل إطلاق الرصاص، مما أسفر عن استشهاد عدد منهم، وأصيب أخرين، حاولت العناصر الإرهابية إجبار الشهيد شوشة على تسليم نفسه، إلا أنه أبى التوقف عن القتال، فوجه إليه أحد الإرهابين حديثه قائلا له " انت بتقاتل لآخر لحظة فى عمرك أنت إيه" متعجبا من شجاعته بالرغم من صغر سنه"، وقاطع الشهيد حديث الإرهابى، مما دفع الإرهابى لإطلاق النار عليه، لينال الشهادة، وينال معها لقب المقاتل الأبى، ليكون بطلا لمعركة الواحات بالرغم من صغر سنه.
الشهيد محمود يونس
الشهيد النقيب محمود يونس، نال الشهادة خلال مواجهته عناصر إرهابية بمدينة العريش، خرج "يونس" بصحبة زملائه للمشاركة فى تأمين الطريق الدائرى بكمين "الصفا" بمدينة العريش، فى اليوم التاسع عشر من شهر مارس عام 2016، الذى شهد ذكرى تحرير طابا، فوجىء وزملائه بعناصر إرهابية تهاجم الكمين، يطلقون الرصاص بكثافة تجاههم، بدأ وزملائه فى الدفاع عن الكمين، والتصدى للإرهابيين، قاوموا حتى تأكدت العناصر الإرهابية من صعوبة المهمة، أمام شجاعة "يونس" ورفاقه، فلجأ الإرهابين إلى استخدام سلاح الهاون، وأطلقوا قذيفة تجاه الكمين، ليسقط إثرها "يونس" شهيدا، وبصحبته 12 اخرين، من زملائه، تاركا خلفه زوجة، وطفلا يبلغ من العمر 4 سنوات، أوصاه قبل استشهاده قائلا له " أوعى تزعل لما أموت، وافتكر إن ابوك استشهد عشان مصر".
عاد "يونس" إلى أسرته ملفوفا بعلم مصر، ويشيع أهالى قريته بمركز فاقوس بالشرقية جنازته، وسط هتافات "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله" و" لا إله إلا الله، الإرهاب عدو الله".