ربما لم تخطط تيريزا ماى، وزير الداخلية البريطانية سابقا لـ6 أعوام أن تصبح رئيسة وزراء بريطانيا، فهى بالتأكيد لم تكن تعرف شأنها شأن جميع البريطانيين، أن تلبية ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء لدعوة حزب "استقلال بريطانيا" لإجراء استفتاء على عضوية البلاد فى الاتحاد الاوروبى فى مقامرة سياسية لكسب الدعم له، ستنتهى باستقالته وبإجراء استفتاء يعلن بوضوح رغبة البريطانيين فى الخروج، لترشح نفسها لرئاسة الحزب، فتفوز بالمنصب دون انتخابات بعد انسحاب وزيرة الطاقة أندريا ليدسوم.
جاءت تيريزا ماى فى ظروف استثنائية تمر بها بلادها، فكانت مهمتها تنفيذ رغبة البريطانيين فى الخروج، وهو ما تعهدت به رغم أنها من معسكر الراغبين فى البقاء، لكنها لطالما رددت "الخروج يعنى الخروج"، ليصبح "البريكست" العامل المحرك لفترتها فى الحكم، والعامل الحاسم أيضا لتركها الحكم، فبريكست أصبح ظلها الذى سيرتبط باسمها طالما حييت.
تيريزا ماى
وولدت ماى فى 1 أكتوبر 1956 في مدينة إيستبورن، في مقاطعة ساسكس جنوب إنجلترا، ولم يكن لديها أشقاء.
وهى ثانى امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ بريطانيا بعد مارجريت ثاتشر، وثالث سياسي بريطاني يتولى المنصب دون انتخابات رسمية، بعد أن أصبحت المرشحة الوحيدة إثر انسحاب منافستها وزيرة أندريا ليدسوم من السباق على زعامة حزب المحافظين.
وتولت منصب وزيرة الداخلية في الفترة ما بين 12 مايو 2010 إلى 13 يوليو 2016، لتكون بذلك واحدة من أطول الوزراء خدمة فى المنصب.
أناقة تيريزا ماى
وبدأت ماي مسيرتها المهنية في الاقتصاد حيث التحقت ببنك إنجلترا، واستمرت فيه حتى عام 1983، ويعرف عنها أنها امرأة متحفظة وتكره الأضواء حتى أنها لا تحبذ كثيرا الظهور الإعلامي، وهذا ما حاولت فعله طوال مسيرتها السياسية.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، "بى بى سى"؟، لمع نجمها في السياسة البريطانية لأول مرة عام 2013 حينما نجحت في ما فشل فيه كثير من الوزراء قبلها، وذلك في قضية ترحيل الإسلامي "المتشدد" ابو قتادة الفلسطيني، وإبعاده إلى الأردن.
كما تعرف تيريزا ماى بأناقتها وذوقها المتميز فى اختيار ملابسها وخاصة أحذيتها، التى كانت دائما محل اهتمام وسائل الإعلام وخاصة رسامى الكاريكاتير.
حذاء تيريزا ماى
ووصفت مجلة "فوج" دولاب تيريزا ماى بأنه "قوى وثابت" معتبرة أن لديها "هوس بالأحذية"، فمرة ترتدى حذاء بكعب ماسى، ومرة ترتدى حذاء مطبوع بلون النمر. وأشادت كذلك بحسها الأنيق فى اختيار ملابسها وقدرتها على اتباع موضة خاصة بها تميزها.
ومن ناحية أخرى، تعرضت تيريزا ماى لمحاولة اغتيال، حيث أعلن رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني "MI5"، فى 6 ديسمبر 2017 ، أن الأجهزة الأمنية نجحت في إحباط استهداف رئيسة الوزراء.
وذكرت شبكة سكاي نيوز البريطانية، أن الشرطة تعتقد أن الخطة كانت إلقاء عبوة ناسفة بدائية على مقر إقامة ماى فى دوانينج ستريت ثم استغلال الفوضى الناجمة عن ذلك لشن هجوم وقتلها.