رقى البابا تواضروس منذ أسابيع الأنبا انطونيوس مرقس مطرانا لجنوب أفريقيا، معلنا تأسيس إيبراشية جديدة للكنيسة القبطية فى القارة السمراء، إلا أن الرجل الذى بدأ خدمته عام 1966 فى أثيوبيا قد روى سيرته وحكاياته فى كتاب بعنوان "أعبر إلينا وأعنا" حكى فيها كيف أسس عشرات الكنائس المصرية فى أثيوبيا وكينيا وزامبيا وناميبيا وجنوب أفريقيا وتنزانيا حتى دخلت الكنيسة القبطية غالبية الدول الأفريقية، حيث أتقن القس انطونيوس اللغات الأمهرية والسواحيلية ولغات القبائل الأفريقية.
يقول الأنبا انطونيوس، إنه تخرج فى كلية الطب وفور إتمامه سنة الامتياز عام 1960، فكر فى السفر إلى أفريقيا لخدمة تلك الشعوب وبالفعل تم تعيينه طبيبا بوزارة الصحة الأثيوبية عام 1966، تم تكليفه بالخدمة كجراح بمدينة أسمرة عاصمة اريتريا الحالية قبل انفصالها عن أثيوبيا، ثم سرعان ما أصبح مديرا لمركز طبى ومستشفى بمدينة تسمى جبل النور بدأ فيها أعمال التبشير المسيحى حيث لاحظ انتشار الأمراض الجنسية والعصابات التى تعمل فى الدعارة بين سكان تلك المدينة ممما عرض حياته للخطر وقتها، حتى أن وزارة الصحة أحالته للتحقيق فلا يجوز الجمع بين العمل بها والخدمة الدينية.
وأثناء التحقيق قال أن بلدة جبل النور تعانى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الجنسية وأن ما فعله هو من صميم عمله فى الطب الوقائى الذى هو خير من العلاج فتم نقله إلى أديس ابابا ثلاثة أشهر حتى تهدأ الأجواء ضده.
ثم قامت الثورة فى أثيوبيا وتغير النظام وتم منعه من التبشير والقيام بالنشاط الدينى وأصدرت الحكومة الاثيوبية قرارات تمنع حرية العبادة، وذلك حين بدأت لحرب الأهلية الإثيوبية في الثامن والعشرين من نوفمبر سنة 1974، عندما نظّم المجلس الماركسي انقلابًا ضد الإمبراطور هيلا سيلاسي، وقد استمرت حتى أطاحت الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية (EPRDF)، وفى العام 1975 عاد إلى مصر وقابل البابا شنودة الذى أمره بالالتحاق بدير البراموس ليبدأ حياة الرهبنة وبعدها بعام واحد قرر البابا البطريرك رسامته قسا باسم الراهب القس انطونيوس مرقس وعاد إلى التبشير بكينيا وحصل على ترخيص للعمل كطبيب لمدة عام بكينيا.
قصة الأب المزيف فى كينيا
فى كينيا، واجه القس أنطونيوس تحدى من نوع جديد حيث اكتشف وجود رجل افريقي ارتدى ملابس أسقف وحاول الوقيعة بين الأنبا أنطونيوس والشعب، وقال أن هناك أموال كثيرة جدا أرسلتها الكنيسة فى مصر لفقراء كينيا ولكن القس أنطونيوس أخذها لنفسه الأمر الذى تسبب له فى مشاكل بخدمته.
واستمر هذا القس المزيف فى ادعاءاته تلك حتى اختطف الانبا أنطونيوس ورفع عليه سيفا ليقتله وقال له قتلت ثلاثة من قبل وستكون أنت الرابع، وظل القس انطونيوس هادئا يقرأ الانجيل حتى قرر الأب المزيف تركه، واستمر الوضع هكذا حتى القت الشرطة القبض على القس المزيف بتهم التعدى بالضرب والاعتداء الجنسى على أحد الأشخاص، واستدعت المحكمة القس انطونيوس للإدلاء بشهادته حول هذا الرجل الذى قال إنه بابا الكنيسة القبطية ولحسن الحظ كان القس انطونيوس قد تمكن من تسجيل الكنيسة القبطية رسميا لدى الحكومة الكينية عام 1977، من أثيوبيا وكينيا تمكن القس انطونيوس من التبشير فى بلاد كثيرة بينها تنزانيا وناميبيا وغانا حتى وصل إلى جنوب أفريقيا التى صار مطرانا لها.
حكاية أكبر كاهن أرثوذكسى فى العالم
فى حوار له بقناة سي تي في القبطية، روى القس مرقس خوبي ( ١٠٢ سنة) وهو أكبر كاهن فى العالم حكايته حيث ولد لقبيلة أفريقية لها تقاليد غريبة من بينها العري للرجال والنساء حتى عثر فى الأربعينيات على نسخة من الكتاب المقدس وبدأ فى قرأته كاملا فدخل المسيحية.
وفقا لما قاله، فقد توقف القس عند الآية "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا." (إش 19: 19) وبدأ يحلم بالسفر إلى مصر ولكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الاحتلال الانجيلزي الذى كان يحكم جنوب أفريقيا ولا يمنح السود أية أوراقا ثبوتية تمكنهم من التنقل بين الدول.
ويضيف: بدأت مراسلة الانبا يوساب بطريرك الكنيسة القبطية لأسأله عن بعض القضايا التى تحيرنى فى المسيحية وقد كنت انتظر خطاباته التى يجيب فيها علي حتى قررت أن أصبح كاهنا وارتديت ملابس الكهنوت وبدأت أبشر الناس فى قبيلتي أحدثهم عن الله وعن الكتاب المقدس وبالفعل أسست كنائس كثيرة طوال 40 سنة، وخلال تلك الفترة كنت أتواصل مع الانبا صموئيل اسقف الخدمات بالكنيسة القبطية الذى كان يزور جنوب أفريقيا من وقت لأخر حتى تحسنت الأمور السياسية وقررت زيارة مصر.
ويستكمل: حين زرت مصر، قررت أن اسلم الكنائس التى أسستها للبابا شنودة لكى يرسل كهنة للخدمة فيها وطلبت منه أن يسامحنى على انتحالى صفة الكاهن لكن البابا قرر رسامتى كاهنا أنا وأولادى الاثنين الذين كانوا يساعدانى فى الخدمة الكنسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة