عائلات غير مقدسة فى التاريخ.. كيف صار الدم ماء بين الأخوة فى دول الخلافة

الثلاثاء، 16 يوليو 2019 07:00 م
عائلات غير مقدسة فى التاريخ.. كيف صار الدم ماء بين الأخوة فى دول الخلافة الصراع الحكم - تعبيرية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"البقاء للأقوى" واحد من أفسد القوانين التى شهدتها الحضارة الإنسانية،  لكنه فى الوقت نفسه غلب على عدد كبير من الإمبراطوريات والدول عبر التاريخ البشرى، ووجد لنفسه مساحة كبير داخل جناحات دول الخلافة فى التاريخ الإسلامى.
 
والقارئ للتاريخ يعرف أن دولا مثل "الحلافة العباسية، والدولة الحمدانية فى الشام، والخلافة العثمانية" من أكثر الدول الإسلامية التى شهدت اقتتال الأخوة والأبناء من أجل كرسى الحكم، حيث صار الدم ماء كما يقولون.
 
وتشير أغلب المصادر التاريخية إلى أنه بعد موت الخليفة العباسى السفاح وتولى الخلافة أبى جعفر المنصور دعا العم عبد الله بن على لمبايعته هو بدلاً من المنصور  ابن أخيه فقتله المنصور ثم خرج عليه أبو مسلم الخراسانى فقتله، وتذهب الروايات التاريخية أيضا إلى الصراع العنيف الذى وقع بين الخيرزان والبرامكة وكتلتهم وبين الكتلة العسكرية التى أيدت الهادى أو بقيت مخلصة للدولة، حيث قام هارون الرشيد بقتل البرامكة بعد محاولتهم إبداء الفتنة..
 
وبحسب كتاب "الجيش والسياسة فى العصر الأموى ومطلع العصر العباسى 41 هـ 661 م - 334 هـ" للدكتور فاروق عمر فوزى، فإنه فى الفترة الأخيرة من حكم الهادى، زاد الصراع بين الكتلة العسكرية التى تؤيد الخليفة الهادى وتحبذ خطواته فى نقل ولاية العهد من أخيه هارون إلى ابنه جعفر بن موسى الهادى، وبين كتلة الرشيد وعلى رأسها البرامكة والخيرزان، وهو ما يشير بأصابع الاتهام الى الخليفة هارون الرشيد فى قتل أخيه من أجل الحكم.
 
والدولة العباسية شهدت أيضا نزاعا بين الشقيقين الأمين والمأمون على خلافة العرش العباسى. فوالدهما، هارون الرشيد، كان قد اختاره الأمين كأول خليفة له، لكنه أيضاً اختار المأمون كخليفة ثانى ومنحه خراسان كإقطاعية، بينما ابنه الثالث، القاسم، خليفة ثالث، وبعد وفاة هارون الرشيد عام 809، خلفه الأمين فى بغداد. بتشجيع من بلاط الخلافة فى بغداد،و بدأ الأمين يحاول أن يعلن الحكم الذاتى فى خراسان؛ وسرعان ما غاب القاسم عن المشهد، رداً على ذلك، طلب المأمون الدعم من سادة المقاطعات فى خراسان، وقام بتحركات للتأكيد على الحكم الذاتى لخراسان. بزيادة الفجوة بين الشقيقين، أعلن الأمين ابنه موسى ولياً للعهد، وحشد جيشا كبيرا، وتحركت قوات الأمين نحو خراسان، لكنه طاهر بن الحسين قائد قوات المأمون تمكن من هزيمتهم فى معركة الرى، ثم غزا العراق وحاصر بغداد نفسها، وسقطت المدينة بعد عام، وأُعدم الأمين، وأصبح المأمون خليفة، لكنه ظل يحكم من خراسان وليس من بغداد.
 
أما الدولة الحمدانية أيضا فشهدت صراعا بين أبناء العائلة الواحدة من أجل السلطة، من أجل الدولة الشيعية التى قامت فى الموصل، وبعض مدن الشام وجزء من الأناضول، فمن بين الصراعات ما تذكره عدد من المراجع، هو إنه حينما كان أبى فراس الحمدانى فى الثالثة من عمره قُتل والده على يد ابن أخيه حسن الملقب بناصر الدولة أمير الموصل في زمن الراضي بالله الخليفة العباسي ، وذلك حين طمع سعيد بولاية الموصل بدلاً من ناصر الدولة الذي ارتاب بأمر عمه رغم تكتمه فتظاهر بأنه خارج إلى لقائه ، لكنه اتخذ طريقاً غير الطريق التي كان سعيد قادماً منها ، وعندما دخل سعيد إلى المدينة برجاله الخمسين وسار إلى قصر ابن أخيه ، وهذا ما كان يرغب فيه ناصر الدولة ، لأن عمه أصبح في حوزته فأرسل إليه بعض غلمان فقتلوه ونكلوا به .
 
كما أن الدولة العثمانية واحدة من الدول الإسلامية، التى شهدت صراعا مريرا بين الأخوة وأبناء "الدم الواحد" من أجل السلطة، فكان السلطان سليم الأول، من أكثر السلاطين عنفاً، فهو الذى اختتم حياته بصفحة سوداء مع نجله الأمير ولى العهد الذى أصبح السلطان سليمان القانونى، عندما حصل على فتوى بقتله للحفاظ على العرش، ثم أرسل إليه عباءة مسمومة إلا أن والدته أنقذته قبل ارتدائها، أما اعتلاء "سليم" للعرش فكان على جثمان شقيقيه الأميريْن كوركود وأحمد، حيث كان الأخير وليّاً للعهد، بحسب ما يذكره الكاتب والفقيه الدستورى رجائى عطية، فى كتابه "دماء على جدار السلطة".
 
ولكن "سليم" استطاع أن يجذب إليه الباشوات والإنكشاريّين الذين كانوا أصحاب القوّة ليوصلوه إلى العرش بعد أن تحارب مع شقيقيْه اللذين تحالف كل منهما مع الصفويّين من جهة، ومع بعض من جهة أخرى، فأمر بإعدامهما ما بين صراعه على العرش ووصوله إلى السلطة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة