محمود عبدالراضى

إساءة استخدام الإنترنت.. 102 جريمة فى أسبوع

الأربعاء، 17 يوليو 2019 02:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إساءة استخدام الأشياء" أسلوب حياة عند البعض، يستمتعون فى استخدام الشىء المفيد فى غير موضعه، ولا يلقون بالاً للنتائج الوخيمة التى تترتب على ذلك.
 
"الإنترنت" هو الأكثر استخداماً فى الإساءة لدى شريحة كبيرة من الأشخاص، فبدلاً من تطويع التكنولوجيا الحديثة لصالحهم واستخدامها فى شىء مفيد، يجنحون لتوظيفها فى أعمال مخالفة، مقابل إرضاء شهواتهم، وللانتصار على خصومهم فى حروب واهية، لينتهى الأمر بمحاضر رسمية لدى مباحث الإنترنت.
 
عزيزي القارئ.. أضعك الآن أمام إحصائية صادمة تؤكد مدى ما وصلنا إليه من استهتار وعبث بكل شىء، وتبرهن على استخدامنا الخاطئ لشبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"، فوفقاً لجهود إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات بالإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات ـ خلال أسبوع ـ تم ضبط 102 قضية، تنوعت بين"سب وقذف وتشهير، والابتزاز والتهديد، والملكية الفكرية، ونصب إلكتروني، والاختراق، وسرقة الحسابات، وانتحال صفة".
 
للآسف.. أصبحنا أمام أشخاص يعبثون بكل شىء، يوظفون كل شىء فى مكانه الخاطئ، يعشقون السب والقذف عبر صفحات فيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت مثل "المراحيض العامة" مرتعاً للنيل من الأعراض والتطاول على الآخرين، ونشر الشائعات والترويج لها، والتهديد وسرقة الحسابات وصولاً لابتزاز الآخرين.
 
بدخول الإنترنت حياتنا الهادئة الآمنة انقلبت رأساً عن عقب، فظهرت جرائم لم نألفها من قبل، وزاد العنف في مجتمعنا، وبات الإنترنت وسيلة للترتيب للجرائم تمهيداً لارتكابها، وعبر "الشات الحرام" وقعت العديد من النساء والفتيات ضحايا لشباب فانتهى المشهد بالقتل أو السجن.
 
أصبحنا ـ للآسف ـ نتفنن فى إيذاء غيرنا، ونخوض معارك وهمية عبر منصات التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وأصبحنا نشاهد صور وفيديوهات صادمة، تتعارض مع مجتمعنا الشرقي المتدين والذوق العام، وتحولت أماكننا فى مواقع التواصل الاجتماعي لمسارح للجريمة، ترتكب عليها جرائم عنيفة دون إراقة نقطة ندم واحدة، فيما يعرف باسم "جرائم أصحاب الياقات البيضاء"، كل هذا لأننا أساءنا استخدام الأشياء وسخرناها لشيطاننا، بدلاً من تطويعها لخدمة الإنسانية ومساعدة الآخرين.
 
يقيني أنه يوجد أيضاً من يسخر التكنولوجيا لأشياء مفيدة، يتورعون عن إساءة استخدام الانترنت ومنصات التواصل الإجتماعي، نتمنى زيادة عددهم، وأن يكونوا نموذجاً يحتذى به لغيرهم، حتى لا نندم جميعاً ـ أنا وأنت ـ بعد فوات الآوان.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة