يسدل اليوم الستار على النسخة الأهم فى بطولة الأمم الأفريقية بنسختها الـ32، المقامة فى أرض الكنانة مصر، وذلك بإقامة المباراة النهائية بين منتخب الجزائر والسنغال باستاد "ناصر" القاهرة حالياً.
ورغم خروج المنتخب الوطنى المصرى فى الدور 16 من عُمر البطولة، مما عصف بأحلام المصريين فى الحصول على اللقب الثامن، الأكثر حصولاً عليه "مصر"، إلا أن المكاسب للمصريين كانت كبيرة.
ولعل أول المكاسب التى حصدها المصريون، حفل الافتتاح الأسطورى الذى أقيم باستاد القاهرة، فى احتفالية وصفها متخصصون بأنها أفضل بكثير من احتفالات افتتاح بطولات كأس العالم، وتحدثت عنها وسائل الإعلام الأجنبية المختلفة، الذين تحدثوا عن عظمة مصر وتاريخها وقدرتها على تحقيق الإنجاز والإعجاز وإبهار العالم، بالرغم من قلة الوقت الزمنى الذى تم إسناد المهمة فيه لمصر، لكنها كانت حاضرة بقوة "شعباً وحكومة"، لتكون على قدر المسئولية.
لم نخسر، بل كسبنا أشياء عديدة، كسبنا احترام العالم كله، وحديث الأشقاء الأفارقة والعرب عن حفاوة الاستقبال، حيث كتب أحد الأشقاء العرب على السوشيال ميديا عن مصر: "هنا الأهرام الشاهقة الصامدة فى أرض الكنانة، يقرأ القارئ - كما الأمى - فى واجهاتها صفحات التاريخ التى ترويها ناصعة فى كتاب مكين! هنا يمكنك أن تتنفس عبيرَ الحضارة، وتشم رائحة التاريخ، وتعيش تراث الأمم التى خلت، وترى تنوعها، وتفهم سر اختلافها! هنا تقرأ لنجيب محفوظ أجمل وأبرع ما جاد به القلم، وهنا تسمع من حنجرة كوكب الشرق أم كلثوم ومن العندليب الأسمر عبد الحليم ما جادا به من عذب الغناء، شدواً شهياً سائغاً للذائقين! هنا نهر النيل العظيم، وما أدراك ما النيل؟ ذلك النهر الذى شهد على ميلاد الحضارة الإنسانية الأولى فى التاريخ! هنا باختصار، أم الدنيا وأبوها، وأختها وأخوها، وعمتها وعمها، وخالتها وخالها، وابنتها وابنها، وأهلها وذووها، وفصيلتها التى تؤويها!
كسبت مصر من البطولة الإفريقية مجموعة من الاستادات العالمية التى تليق بمصر، والتى سيتم استغلالها فى البطولات المحلية، وربحت عودة الجماهير مجدداً للمدرجات، فى مشاهد راقية تليق باسم وسمعة مصر.
رواج سياحى كبيرة كسبته مصر من البطولة، وشخصيات كبيرة ونجوم كرة معروفين حرصوا على الحضور لأم الدنيا لمساندة منتخاباتهم، وسيكونون سفراء لها لدى بلادهم عقب عودتهم لها، يدعوهم للحضور لمصر للاستمتاع بجمالها، ويحدثوهم عن حفاوة الشعب المصرى فى استقباله للضيوف.
مكاسب أمنية كبيرة حققتها مصر، بنجاح الشرطة فى التأمين رغم الأعداد الهائلة التى جاءت لمصر من كل فج عميق، ورغم الضربات الأمنية ضد الخارجين عن القانون، إلا أن كل ذلك لم يشغل الشرطة عن تأمين البطولة والضيوف وتصدير مشاهد حضارية للعالم كله.
نسينا الخلافات والمعارك الوهمية ـ أنا أهلاوى وأنت زملكاوى"، وتوحدنا جميعاً خلف منتخبنا، فقد خسرنا بطولة وكسبنا كثيراً.