تمر اليوم ذكرى ميلاد الإمام البخارى، أحد أشهر الشخصيات فى التاريخ الإسلامى، ومن أبرز علماء الحديث الشريف.
اسمه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى، وقد ولد فى بخارى إحدى مدن أوزبكستان الحالية عام 194 هجرية (الموافق 810م).
حصل البخارى على مكانته بسبب جمعه للحديث النبوى حيث صنفه فى النص المعروف بـ صحيح البخارى، والذى يعتمد عليه أهل السنة بصورة كبيرة مؤكدين أنه أصح كتاب إسلامى بعد القرآن الكريم.
ومع هذه المكانة التى حظى بها الإمام البخارى إلا أننا نجد البعض يهاجمون شخصه ويشككون فى مكانته، وقد تجمعت التهم الموجهة للإمام فى 5 تهم هى:
أولا: الإمام البخارى ليس عربيا.
ثانيا: بينه وبين الرسول حوالى 200 سنة وهى مدة طويلة مات خلالها كل الصحابة.
ثالثا: رحلات البخارى إلى بغداد ومكة ومصر كانت قصيرة ولم تكن كافية للسماع من كل الرواة.
رابعا: معظم أحاديث البخارى تساعيات بينه وبين الرسول تسعة رواة ما يوسع مجال النسيان والتدليس أو الكذب والتلفيق.
خامسا: أن 16 سنة مدة وَضْعه لكتابه لا تكفى لتنقيح 600 ألف حديث للتحقق من شرطه وهو العدل والصدق وعدم التدليس، وبحسبة بسيطة يحتاج إلى أكثر من 200 سنة لكى ينقح 600 ألف أى 15 دقيقة لكل حديث وهى غير كافية للقاء الرواة وتطبيق المعايير!
ومع ذلك يظل صحيح البخارى له مكانته الكبرى فى التاريخ الإسلامى وعدد أحاديث الكتاب 7275 حديثًا، اختارها من بين ستمائة ألف حديث كانت تحت يديه، لأنه كان مدقِّقًا فى قبول الرواية، واشترط شروطًا خاصة فى رواية راوى الحديث، وهى أن يكون معاصرًا لمن يروى عنه، وأن يسمع الحديث منه، أى أنه اشترط الرؤية والسماع معًا، هذا إلى جانب الثقة والعدالة والضبط والإتقان والعلم والورع.
وكان البخارى لا يضع حديثًا فى كتابه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين، وابتدأ البخارى تأليف كتابه فى المسجد الحرام والمسجد النبوى، ولم يتعجل إخراجه للناس بعد أن فرغ منه، ولكن عاود النظر فيه مرة بعد أخرى، وتعهده بالمراجعة والتنقيح؛ ولذلك صنفه ثلاث مرات حتى خرج على الصورة التى عليها الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة