- نوال: مأساة بسبب صراع البحث عن ميراثى ومنزل زوجى المتوفى فالتهديد إما بالقتل أو القبول بالترضية
- مختص: نفقة الأقارب تشمل الحاجات الضرورية لمعيشة طالب النفقة من مأكل وملبس ومسكن وبدل الفرش والغطاء
تعيش الأرامل أزمات أشد وطئاً وعبئاً ، تشمل مسئولياتها بعد وفاة الزوج، الكفاح من اجل إعالة أولادها وإكمال الحياة وتربيتهم، فضلا عن معاناتها من الخلافات التى تنشب بينها وأهل زوجها، على الميراث والنفقات ورؤية الأطفال ومسكن الحضانة.
وتعتمد الأرامل على نفقة الأقارب، وميراث الأزواج، والتى تخضع لأحكام المادة 3 من قانون 1 لسنة 2000 طبقا لقوانين الأحوال الشخصية، بالقدر الذى يكفى الحاجة الضرورية لمعيشة طالب النفقة، وتشمل المأكل والملبس والمسكن وكذلك بدل الفرش والغطاء .
زواج الأقارب
وتروى "هناء.خ.أ"، مأساتها التى ما زالت تلاحقها وتنهش فى استقرار أطفالها، بعد أن نال منها العنف على مدار سنوات، بسبب أهل زوجها، لتقول وهى تقف أمام محكمة الأسرة بزنانيري:" اللى يرميك على المر اللى أمر منه- فى أشارة لطلبها النفقة من أهل زوجها-، حيث تزوجت زواج أقارب، وعن ذلك تقول: "مكثت طوال 13 عام أتعرض للعنف على يد حماتى، حرمت من حقوقى، ليعتاد أهله على معايرتى بحجة أنفاقهم على مستلزمات المنزل، ويفرضوا على مواعيد لتناول الطعام والنوم والخروج من المنزل ".
وتضيف السيدة البالغة من العمر 30 عام، بعد وفاة زوجها :"فى وقت ما زالت فتيات ترسم الخطوط التى تسير عليها، مات زوجى الذى كان يرفع عنى بعضا من إيذاء أهله، فأصبحت محاصرة بمفهوم العيب والخوف على من جلب العار لأسرته، ومرت على أسوء أيام، خوفا على مشاركتى ممتلكاتهم".
وتكمل الزوجة:" أعيش كالخادمة أستيقظ من 5 فجرا، لإنجاز عمل المنزل قبل الخروج لعملى، وبعد العودة أمكث لـ 11 مساء، حتى أصبت بعجز فى يدي، وبعدها ثار أهله على وحرموا أطفالى من النفقات، وأصبحت حبيسة لجدران المنزل أواجه تأنيبهم لى والسب والضرب أحيانا ".
قدم شؤم
بنظرات مليئة بالغضب والتهديد والوعيد واجهت نورا.خ.س، ابنة محافظة الجيزة، أهل زوجها المتوفى بعد رفضهم مكوثها فى المنزل رغم علمهم بحملها ومصارحته حماتها لها بغلظة :"أنتى قدم شؤم خربت بيتنا "، لتحارب من قبلهم فى محاولة حرمانها من الطفل الذى ولدته بعد خطفهم له، ويحاول أهلها عزلها عن الدنيا، والبحث عن عريس آخر لها، ليفرضوا عليها الزواج، بحكم العادات التى تمنع مكوثها دون زواج".
وتضيف الزوجة المهددة بالتعذيب والفتك بها من قبل أهل زوجها:"حظى التعيس لم يقف عند زواجى بالإكراه، وذهب بى لسيناريو عنف من نوع آخر بعد أن توفى زوجها، وتركنى حامل فى طفل حتى أحمل هم استرداد حقوقى".
وتكمل الزوجة:" حملت الهم طوال العامين التى قضيتهم مع زوجي، كبرت قبل الأوان، وأصبحت مطالبة بأشياء لا أفهمها وأعنف بسبب تقصيرى فى تأديتها، وعدم رضا والدة زوجتى عنى ".
وتتابع وهى تبحث عن حقوقها من محكمة الأسرة بإمبابة :"شاء القدر أن يتوفى، ومن هنا بدأ جميع أهله يصبوا غضبهم على، طردونى للشارع ورفضوا أن يمنحونى مليما واحد من حقوقي، وعندما خالفت أهله ولجأت لإقامة دعوى للمطالبة بميراثى ونفقة لطفلى الصغير، صدمت أن لا صوت يعلو فوق صوتهم، واتهمونى بارتكابى كبيرة وهددنى حمايا برفع السلاح على بعد التسبب بفضيحة لهم، مضيفة :"عاقبونى بخطف طفلى الرضيع، حتى يتهربوا من دفع النفقات".
سوء الحظ
"دمرت حياتى غصب عنى بسبب سوء حظى، اخترت الطلاق بعد الصبر على عيش 16 سنة مليئة بالذل، وبعدها بشهور توفى طليقي، ولم أتحصل على حقوقى، ومن هنا بدأت الحرب ضدى ومعاملتى وكأنى وباء، واعتبرتنى والدة زوجى السبب فى وفاة نجلها"..بتلك الكلمات شكت الزوجة "شادية.ص.و" البالغة من العمر 35 عاما، معاناتها أمام محكمة الأسرة بأكتوبر بعدما أستولى أهل طليقها على منقولاتها .
وتتابع : كان زوجى مصابا بمرض البخل يذلنى ليعطينى المال، ويرفض دفع مصروفات البيت، وهو ما دفعنى للخروج للعمل، وعندما فشلت فى اصلاحه وتحمل العنف الزوجي، وتقبل الإساءة، طلبت الطلاق فحلت الكارثة وبدأ فى تعنيفى ودخلت دنيا أخرى اصعب واشد مرارة وهى دنيا المطلقات، ومن وقتها ونظرة الناس تغيرت " الهمز واللمز والخوض فى عرضى وشرفي"، بسبب الاتهامات التى اشاعتها ضدى حماتى .
وتضيف :" زوجى لديه مشكلة صحية لتحل مشيئة الله بعد طلاقى بـ 3 شهور، لتتهمنى حماتى أننى السبب فى وفاته، وترفض منحى منقولاتى التى تحصلت على حكم قضائى بها أو أعطائى نفقة لأطفالى، واستولت على منزل الحضانة"،مضيفة :" أعيش حبيسة لجدران منزل أهلى، محرومة من الرجوع للعيش فى منزلي، وتلاحقنى الاتهامات من أهل زوجى ومعاملتى كعبء عليهم ".
القتل أو الترضية للتنازل عن الميراث
أما الأرملة "نوال.خ.ه"، الأم لطفلتين تؤام، فتعيش بعد وفاة زوجها، مأساة بسبب صراع البحث عن ميراثها فى أرضه ومنزله، وتتعرض لمضايقات على يد أعمامهم، وتواجه بالتهديد أما بالقتل إذا لم تتنازل عن ميراثهم البالغ 450 ألف أو قبول الترضية بمبلغ 10 آلاف .
وتضيف الزوجة التى أقامت دعوى قضائية ضد أقارب زوجها أمام محكمة الأسرة بالتجمع:" أصبحت مطاردة بلا مصدر للعيش لا أجد قوت يومى بعد أن كنت مدللة بمنزل زوجى، خرجت للعمل، بعد أن فوجئت بشقيق زوجى يساومنى على الزواج منه لحمايتى من بطش حماتى وزوجها، وإنهاء إجراءات تسليم ميراثى من زوجى ، وعندما رفض هددنى".
وتتابع :" أصبحت محاطة بالسواد رغم أننى مازلت فى ريعان شبابى وسنى لم يكتمل بعد السابعة والعشرين، محاصرة بالاتهامات غير الأخلاقيه بسبب امتلاكى قدر من الجمال، متهمة من اهل زوجى برغبتى بتضييع أرض العائلة، أتعرض للمضايقات التى تصل احيانا إلى درجة التعدى على بالضرب من قبل عائلة زوجي، ولا أستطيع اللجوء إلى الشرطة خوفا من تهديدات أهل زوجي، بالنيل من سمعتى وشرفى ".
نفقة الأقارب
وتعليقا على المشاكل القانونية التى تتعرض لها الزوجات بعد وفاة أزواجهن، قال المحامى محمود مصطفى، النفقة الواجبة على الأقارب هى قدر الكفاية من المأكل والمشرب والملبس والمسكن وسائر الاحتياجات الضرورية، بالمقدار اللائق بحالهم وشأنهم، باستثناء الدراسة.
وتابع: إذا أقام الأولاد مع والدتهم بعد وفاة الأب وكانوا معسرين، فهذا لا يوجب سقوط النفقة عنهم، وإذا امتنع من وجبت النفقة عليه عن الإنفاق مع يساره فيعاقب، ويشترط فى وجوب النفقة على القريب ، قدرة المنفق على الإنفاق بعد نفقة نفسه ونفقة أهله.
وأضاف: وقفا للقانون إذا فقد الأب أو كان معسراً، فيجب إنفاق الجد أو الخال أو العم، وهكذا مع مراعاة الأقرب فالأقرب.