تمر اليوم الذكرى الـ67 لثورة 23 يوليو 1952 التى قضت على الملكية وأعلنت قيام الجمهورية فى مصر، وكلما جاءت ذكرى الثورة كثر الكلام عن العلاقة بين الثورة ورجالها من جانب وبين جماعة الإخوان المسلمين من جانب آخر، وبالتالى يطرح سؤال نفسه: هل كانت جماعة الإخوان المسلمين على علم بموعد الثورة؟
وحسب كتاب "ثورة يوليو والحياة الحزبية: النظام واحتواء الجماهير" لأحمد زكريا الشلق، والصادر عن دار الشروق، يقول: "على العكس من الحزب الوطنى الجديد والحزب الاشتراكى، كانت جماعة المسلمين، خلال الأربعينيات، بذلت جهودا موفقة لاختراق الجيش، بل والشرطة أيضا، وصارت لها علاقات تنظيمية وشبه تنظيمية بعدد من الضباط الذين قادوا الثورة. وكان هؤلاء يتعاطفون مع الإخوان بحكم أنهم يصبون فى التيار الداعى لإقامة دولة إسلامية. فضلا عن أن حركة الضباط ذاتها كانت تتقارب بشكل محسوب مع التنظيمات الشعبية والجماهيرية التى تعادى النظام وصفوته الحاكمة آنذاك".
وأضاف الكتاب: "وفى مذكرات حسين حمودة وعبد المنعم عبد الرؤوف، وهما من الضباط الأحرار المنتمين للإخوان، تفاصيل كثيرة عن صلة الإخوان بالضباط ومحاولاتهم اختراق الجيش وتجنيد ضباطه فى جماعة الإخوان، كما تبرز حقائق وأسماء منها عبد الناصر وكمال الدين حسين وخالد محيى الدين وصلاح خليفة وسعد توفيق وحسن إبراهيم وعبد اللطيف البغدادى ومعروف الحضرى ومجدى حسنين وغيرهم.. وإن فى تواريخ مختلفة وخلايا مختلفة، ويضيف السادات، بعد تأييده ذلك، إن كثرة الضباط كانت ترى أن يتم التعاون مع الإخوان دون الانضمام إلى صفوفهم رسميا، وقد أيد أحد قيادات الإخوان وهو صلاح شادى المعلومات السابقة، لكنه أضاف ملاحظة مهمة تمثل فى أنه خلال اجتماعات الضباط بقيادات الإخوان فى أعقاب حريق القاهرة، لاحظ الإخوان أن الضباط لهم أعضاء مندسون فى كثير من الأحزاب لمعرفة أخبارها.
وتابع الكتاب: "وهكذا يبدو أن اتصالات عبد الناصر ورفاقه بالإخوان، رغم صلاته القديمة بهم، قد باتت جزءا من خطة عامة مستقلة ينتهجها الضباط إزاء كافة الأحزاب والجماعات السياسية، فضلا عن أن الضباط وتنظيمهم نشط هو الآخر من جانبه لاحتواء الضباط الإخوان والتغلغل على نطاق واسع فى صفوف الجيش، ويبدو أن المنافسة بين الفريقين قد احتدمت داخل الجيش فى أعقاب حرب فلسطين، وبالرغم من إحراز جماعة الإخوان قدرا من النجاح فى تجنيد بعض عناصر الجيش لصالح دعوتهم، إلا أن قيادة حركة الضباط فطنت إلى ذلك وهى تتغلغل بأفكارها وتكون خلاياها داخل الجيش فاصطدمت بتلك المحاولات، ثم حاولت الاقتراب من الجماعة لأسباب تكتيكية بالدرجة الأولى ولتستفيد من دورها عندما تحين الساعة، ولكن يبدو أن قيادات الإخوان قد فطنت إلى ذلك، وقررت عدم التورط معهم فى نشاطهم داخل الجيش على أساس أن تنظيمهم لا يقبل الوصاية من الجماعة".
وأضاف الكتاب: "وبالرغم من ذلك سار الإخوان مع التيار العام للضباط الأحرار، وقد شارفت حركتهم على القيام أملا فى نجاحها، وإتاحة الفرصة لمحاولة احتوائها من جديد، ومن جانبه لم يقطع عبد الناصر صلته بهم، بل لقد اتصل بهم فى الساعات الحاسمة ليبلغهم بالتحرك ويطلب مساعدتهم فى حالة تحرك الإنجليز، وهكذا كان الإخوان على علم بموعد الثورة قبيل قيامها، كما أنهم اطلعوا على تفاصيل الخطة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة