من خلف ستار وسائل التواصل الاجتماعى يسعى علاء مبارك لتطهير نفسه، فالرجل المتهم بسبب فساد النظام البائد فى عصر ما قبل ثورة 25 يناير 2011 يحاول الآن يبرئ نفسه على طريقة بيلاطس البنطى، الذى قال: "إنى برىء من دم هذا البار" (يقصد المسيح)، ثم صلبه، وكأن ابن الرئيس الأسبق يحاول أن يغسل يديه من ماضى نظامه الفاسد، مستغلا صفحات "تويتر" التى تصنع قناة سهلة مع عامة الناس، ظنا أن الجميع سوف ينسى ماضيه المدان بأحكام قضاء ثابتة يعرفه الجميع، ويحاول فرض واقع لا يعرف أحد نواياه.
علاء مبارك مشغول بفكرة القناع، وكان فى الماضى يرتدي قناع "المتسامح" و"المتدين"، مستفيدا من لعبة شعبية مثل كرة القدم وانتصارات المنتخب الوطنى فى جيله الذهبى، كى يخدع الجميع بصورة الرياضى المتسامح لكنه يخفى وراء ذلك المتاجر بالفقراء، وها هو يعود هذه الأيام فى محاولة جديدة لفرض نفسه مرتديا قناع "الوطنية".
فالرجل خرج الآن ينادى بكرامة المصرى، وينتقد "غيرة" وزيرة الهجرة الدكتورة نبيلة مكرم، التى هددت فيها بتقطيع يد من يسىء لمصر، والتى خرجت بعدها واعتذرت مبدية أسفها لتحريف تصريحتها، تناسى جميع خطايا الماضى، ووقف أمام "غيرة" الوزيرة، ليفاجئ الجميع، خلال الأيام القليلة الماضية، بكتابة تويتة على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى تويتر نصها: "لا شك أننا جميعاً كمصريين نحب بلدنا ولا نقبل أى كلام يسىء لمصر، ولكن ما صدر من وزيرة الهجرة المصرية فى كندا بأن أى حد يقول كلمة على بلدنا بره يحصله إيه! يتقطع! هو كلام غير مسئول، ما كان يجب أن يقال حتى لو كان عفوى وغير مقصود لأنه بيتم استغلاله من المتربصين للإساءة بمصر".
السيد علاء مبارك الذى لا يقبل إساءة المصريين الآن، وهو أمر لا يقبله أحد بالتأكيد، تغاضى هو نفسه عنه سابقا وتقبله فى صمت تام، وقتما كان والده فى السلطة، ووقتما كانت له كلمة مسموعة داخل أروقة إدارة الحكم فى البلاد، وترك وزيرا مدانا الآن فى قضايا فساد وسرقة أموال الدولة المصرية، (هارب فى الخارج)، وهو يسب المصريين جميعا، ومن قبله رئيس الوزراء المصرى أحمد نظيف عندما اعتبر الشعب المصرى غير مُهيأ للديمقراطية وكأنه شعب وليد ليست له عراقته فى السلطة ومع الحكام على مدار التاريخ الإنسانى، فى تصرف ليس له معنى سوى أن ابن الرئيس الأسبق، والذى خرج من سدة الحكم بثورة شعبية، يحمل الآن أفكارا خافية، وأجندات لا تدعم سوى المتربصين بالبلاد، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية وداعميها نظام الرئيس التركى أردوغان وتنظيم الحمدين الإرهابى فى قطر.
الحكاية التى تغاضى عنها السيد علاء مبارك بدأت عام 2009، خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب، عندما سأل أحمد عز رئيس لجنة الخطة، الوزير الأسبق، عن رأيه الاقتصادى بشأن هدم عمارات عزبة الهجانة المخالفة من ناحية المكسب والخسارة ليرد بأنه يرى تعويض الذين اشتروا هذه العقارات المخالفة بعد إزالتها ثم "نلاحق الملاك ونجرى وراء اللى خالف ونطلع دين اللى خلفوه"، ليكسر وزير مسئول كل القواعد والقيم، معتديا على الثوابت المقدسة، وكأننا انحدرنا إلى الدرك الأسفل القيم الأخلاقية.
الواقعة السابقة حدثت وغيرها من أحداث فساد دامت على مدار نحو 3 عقود كاملة، ما زالت السلطة المصرية القائمة تحاول أن تعالج ما تركته، وتمد يدها داخل أوكار الفساد التى استشرى داخل دواليب النظام البائد وعهد جماعة الإخوان، والسيد علاء مبارك لم نسمع صوته، ولم ينبس ولو بشطر كلمة اعتراض واحدة، وعمل المثل الشعبى "ودن من طين وودن من عجين"، وخرج كأنه "عنتر شايل سيفه" ويهاجم وزيرة لمجرد غيرتها على وطنها من الإساءة.