ولد لورنس ستيرن فى 24 نوفمبر 1713 فى أيرلندا، ورحل فى 18 مارس 1768 (عن عمر يناهز 54 عامًا) فى لندن بإنجلترا)، وقد كان رجل دين وروائى، كتب رواية ناجحة هى "حياة ورؤى تريسترام شاندى" ونشر أيضًا العديد من الخطب، وكتب مذكرات، وشارك فى السياسة المحلية.
قضى لورانس العقد الأول من حياته متنقلاً من مكان لآخر حيث تم تعيين والده فى جميع أنحاء أيرلندا.
فى عام 1724، ذهب لورانس إلى شقيقه روجر كى يدخل المدرسة، قرب هاليفاكس، ومن يومها لم ير والده مرة أخرى، حصل لورانس ستيرن على درجة البكالوريوس فى الفنون فى يناير 1737، وعاد فى صيف عام 1740 ليحصل على درجة الماجستير فى الآداب.
كتبت عنه رشا المالح فى صحيفة (البيان) تقول:
على الرغم من أن الروائى البريطانى لورنس ستيرن قد أنتج عملين أدبيين فقط، إلا أنه صنف من أهم الروائيين فى القرن الثامن عشر، بسبب تجاربه حول بنية ومنظومة الرواية. ولم يكتب كلاً من روايته «حياة وآراء تريسترام شاندي» التى تضم تسعة أجزاء ونشرت ما بين 1760 و1767 وروايته الثانية«رحلة مؤثرة عبر فرنسا وإيطاليا» التى نشرت عام 1768، إلا خلال الأعوام التسعة الأخيرة من حياته.
وفى روايته «تريسترام شاندي» التى نشرها كما ذكرنا ضمن تسعة أجزاء يتضمن كل جزء ما يقارب من ستين صفحة، يصعب وصفها كما ذكر العديد من النقاد. فهى فى الواقع لا تعتمد على أسس الرواية التقليدية، فمن الصعب تحديد حبكة القصة. وهى أقرب إلى أدب السيرة الذاتية.
ولكن فى ذات الوقت يصعب على القارئ بعد انتهائه من قراءة الرواية أن يعرف أى شيء يذكر عن حياة بطلها شاندي، فكل ما يعرفه عنه يتلخص فى يوم ولادته، واليوم الذى عانى فيه من حادث حينما كان فى الخامسة من عمره، ورحلته عبر فرنسا. كما لا يتوفر للقارئ معلومات كافية ليحكم إن كانت المرأة جينى التى ذكرت فى مواقع عدة هى زوجته أم لا. ومن خلال عنوان الكتاب يتجلى مضمون القصة المتمثل فى عرض آراء وأفكار والد شاندى وليس هو شخصيًا.
كما أن الأجزاء الثلاثة الأولى كتبت قبل ولادة شاندى وفيها يتناول شخصية والده وعمه ولاحقا أخيه. والرواية عبارة عن سرد لذكريات لنبيل من القرن الثامن عشر، وتتضمن الكثير من المواقف الكوميدية والطريفة، وإن كانت تتطلب من القاريء الكثير من التركيز للانتباه لها.
وتتجلى أهمية هذا العمل عبر تطوير لورنس لبنية الرواية من خلال أسلوب السرد، الذى تبناه العديد من الكتاب فى إطار أدب الحداثة وما بعد الحداثة، فالموضوع لا يرتبط بشخص البطل، بل بالمواضيع التى يحلو للكاتب تناولها، والتى تكون متفرعة عن المحور، إلى جانب حوارات متخيلة مع قراء ونقاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة