سرقت إسرائيل الأرض لكنها لم تكتف، فهى تسعى بشكل جاد لسرقة الهوية والتراث، وفى سبيل ذلك زعموا أنهم اكتشفوا آثارا وتوصلوا إلى دراسات جديدة، والغرض من كل ذلك التشكيك فى حقيقة الفلسطينيين وحقيقة امتلاكهم للأرض.
إسرائيل مثلها مثل أى محتل تنزعج من فكرة عدم انتمائها للأرض التى استولت عليها، لذا تبحث بكل الطرق غير المشروعة لإثبات أن لها وجودًا قديمًا، وتاريخًا مشتركًا، ولونًا واحدًا، مع أهل الأرض التى يحتلونها، وهذا ما فعله الكيان الإسرائيلى.
ومؤخرا نشرت دراسة فى مجلة "ساينس أدفانسز" على عينات الحمض النووى المستخلصة من رفات عشرة أشخاص كانوا مدفونين فى عسقلان، فى الأراضى المحتلة، أن الفلسطينيين القدامى الذين عاشوا فى الجهة الغربية من بلاد الشام، قبل آلاف السنين، منحدرون من مناطق ساحلية فى الجنوب الأوروبى، قد هاجروا خلال العصر البرونزى قبل ما يزيد عن 3 آلاف سنة إلى الشرق الأوسط.
ولم تكن تلك المرة الأولى التى تثير دراسة أو اكتشاف إسرائيلى الجدل، ويحمل فى طياته التشكيك فى هوية الأرض الفلسطينية، ومنها ما أعلنته عدد من الصحف الإسرائيلية فى سبتمبر عام 2007، حول اكتشاف آثار تعود لمعبد يهودى خلال أعمال صيانة يجريها الوقف الإسلامى فى باحة المسجد الأقصى، وحسبما نشرت إحدى الصحف الإماراتية، وأعلن حينها عالم الآثار غابى باركاى من جامعة بار ايلان القريبة من تل أبيب عبر التليفزيون عن اكتشاف ''جدار سميك طوله سبعة امتار'' يعتقد بأنه جزء من المعبد اليهودى الذى يعود الى العام 70 ميلادية، وهو ما تم التشكيك فى صحته من جانب عدد كبير من الخبراء.
ووفقا لما جاء فى إحدى الصحف الفلسطينية، فى يوليو من عام 2013، ادعى علماء آثار إسرائيليون أنهم اكتشفوا موقع قصر الملك داود، ثانى ملوك بنى إسرائيل، أو النبى داود، أحد أنبياء بنى إسرائيل، وفق المعتقدات الدينية، حيث قال علماء فى الجامعة العبرية وهيئة الآثار الإسرائيلية إنهم وجدوا مجمعا محصنا فى خربة "كيافا" غربى مدينة القدس المحتلة، مرجحين أنه يعود لمملكة داود.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الحفريات استمرت مدة 7 سنوات، وأدت إلى اكتشاف مبنيين ضخمين يفترض أن أحدهما كان قصرا والآخر مستودعا كبيرا، لكن علماء إسرائيليين آخرين عارضوا هذا الزعم وقالوا إن الموقع يمكن أن ينتمى إلى ممالك أخرى فى المنطقة، خاصة أنه لا يوجد دليل مادى قاطع على وجود الملك داود.
وفى عام 2016 أعلن علماء آثار يهود أنهم عثروا على "بردية" ترجع إلى ألفين و700 سنة، كتب عليها بالعبرية "يروشَالِمه"، وهو الاسم العبرى لمدينة القدس، مشيرين إلى أن هذه البردية المزعومة تسلط الضوء على "العلاقة التاريخية لليهود بالقدس"، وفق موقع "المصدر" الإسرائيلى، وهى مخطوطة أكد باحثون إسرائيليون أنها مزيفة.
كما أعلن علماء آثار إسرائيليون تفاصيل جديدة حول ما قالوا إنها أول قطع أثرية صغيرة تم اكتشافها فى الحرم القدسى خلال عمليات التنقيب والحفر التى تقوم بها سلطات الآثار الإسرائيلية هناك، ويعود تاريخها إلى فترة الهيكل الأول قبل أكثر من ألفين و600 عام، وفق ما أورده موقع "تايمز أوف إسرائيل.
وتبدو الاكتشافات والدراسات الإسرائيلية العديدة، التى يعلن من حين إلى آخر أدوات اختراع الأساطير وصياغة الأمة، واستنساخ لتاريخ مزعوم لا يعرفه ولا يعترف به غيرهم، ويظهر أن اكشتافات دولة الكيان الصهيونى ليست سوى دسائس تشويه التاريخ وتزييف الحضارة، وباعتراف كثير من علماء وخبراء الآثار، بينهم علماء يهود بارزون فإن هناك فجوة بين التاريخ اليهودى وعلم الآثار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة