كشفت خطوة حركة النهضة التونسية، بإعلانها ترشيح عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة التونسية، فى انتخابات الرئاسة التونسية التناقض الشديد الذى يعانى منه تلك الحركة الإخوانية التونسية، ورفعها شعار "مغالبة لا مشاركة" على غرار باقى فروع الجماعة وعلى رأسهم إخوان مصر.
التناقض تمثل فى تصريحات عبد الفتاح مورو، الذى قال فى تصريح له فى عام 2014، أن التيار الإسلامى غير مهيأ لتولى الرئاسة، إلا أنه غير موقفه تماما فى 2019، وأعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة التونسية.
من جانبها ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، أن أغلب الأحزاب التونسية الكبرى التى تنشط فى البلاد قدمت مرشحين للرئاسية، فيما دعمت أحزاب أخرى مرشحين مستقلين مثل حركة نداء تونس التى أعلنت عن دعمها للمرشح عبدالكريم الزبيدى الذى استقال من منصبه كوزير للدفاع بمجرد تقديم ترشحه.
وأضافت أن القائمة ضمت مرشحين بارزين مثل رئيس الحكومة الحالى يوسف الشاهد عن حزب "حركة تحيا تونس" وعبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية وعبد الكريم الزبيدى وزير الدفاع الحالي، كما تقدم للانتخابات الرئيس السابق المنصف المرزوقى المدعوم من "تحالف تونس أخرى" ورئيسا الحكومة السابقين المهدى جمعة عن حزب البديل التونسى وحمادى الجبالى كمستقل ورجل الأعمال مالك قناة "نسمة" الخاصة نبيل القروي.
وفى تناقض شديد ظهر عليه إخوان تونس، تداول نشطاء تصريحات لعبد الفتاح مورو، نائب رئيس حركة النهضة التونسية، والمرشح من الحركة الإخوانية لانتخابات الرئاسة التونسية، يعود تاريخها عام 2014، وفى إحدى اللقاءات التليفزيونية، هو يقول أن الإخوان والتيارات الإسلامية غير مهيئة لتولى الرئاسة الآن، حيث استشهد حينها بوضع إخوان مصر وسقوطهم من الحكم.
نفس الشخص فى عام 2019، هو من أعلن ترشحه فى انتخابات الرئاسة التونسية، وأعلنت حركة النهضة التى يتزعمها راشد الغنوشى، الدفع بنائب رئيس الحركة الإخوانية فى الانتخابات الرئاسية.
هذا الموقف يكشف حالة التناقض الشديدة التى يعانى منها الإخوان، فمثلما فعل إخوان مصر عندما أعلنوا فى البداية عدم الدقع بمرشح فى انتخابات الرئاسة بعد 25 يناير 2011، تراجعت الجماعة ودفعت باثنين من مرشحيها.
ومن جانبه قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إعلان حركة النهضة الإخوانية الدفع بعبد الفتاح مورو فى انتخابات الرئاسة التونسية، يؤكد أن الحركة تسعى لتطبيق خيار مغالبة لا مشاركة وستناور فى إطارها العام وفى تعاملاتها مع القوى السياسية ولن تسمع النهضة إلا لنفسها، وهو ما سيؤثر على نمط التصويت ومخاوف الأحزاب من هيمنة النهضة ومواقفه السياسية والحزبية فى الفترة المقبلة.
وأضاف الدكتور طارق فهمى، لـ"اليوم السابع"، أن حركة النهضة فى تونس رشحت عبد الفتاح مورو، نائب رئيس الحركة، لخوض انتخابات الرئاسة، حيث تقرر ترشيح عبد الفتاح مورو، خلال اجتماع لمجلس شورى الحركة، وبهذه التزكية تراجعت حركة النهضة عن موقفها بعدم تقديم مرشح من داخلها فى الرئاسية، كما يعد ذلك أول مرة تقدم فيها الحركة مرشحًا للرئاسة منذ 2011، وبرغم ذلك فإن يرفض عدد كبير من أعضاء مجلس شورى الحركة هذا الاختيار، بل ويصرون على التزام الحركة بقرارها السابق بعدم الدفع بمرشح من داخلها.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الترشيح سيكون مدخلاً لصراع على السلطة، خاصة أن باقى المرشحين لديهم تخوف من ردود فعل النهضة مع أى سيناريو مطروح فى الفترة المقبلة وقبل إجراء الانتخابات، ومن ثم فإن مورو والدفع به فى توقيت له دلالاته سيؤدى لنتائج سلبية على مسار وسيناريوهات الاستقرار السياسى عمومًا فى تونس.