تعد منطقة تانيس الأثرية، المعروفة باسم منطقة صان الحجر، إحدى قرى مدينة الحسينية بمركز فاقوس فى محافظة الشرقية، ومؤخرًا تبحث وزارة الآثار رفع كفاءة المنطقة، تمهيدًا لافتتاحها متحفًا مفتوحًا، لهذا نستعرض خلال السطور المقبلة كل ما تريد معرفته عن المنطقة.
وتبعد منطقة تانيس عن شمال شرق القاهرة مسافة 150كم، وقد ورد اسم صان الحجر فى النصوص القديمة باسم "جعنت" ومعناها المدينة التى بنيت فى الأرض الخالية وورد ذكرها فى التوراة باسم "صوعن" وأسماها الأغريق "تانيس" حيث تقع على أحد فروع النيل الفرع التانيسى إلى أن أسماها العرب باسم "صان" ولكثرة أحجارها سميت بصان الحجر.
وتضم المنطقة عددًا من المقابر أهمها مقبرة "أوسركون الثانى" والتى تتكون من مدخل فى الجانب الأيسر به نقش غائر يؤدى إلى حجرة بها تابوت ضخم وعلى جدرانها مناظر دينية، إضافة إلى حجرة أخرى منقوشة لكنها متأثرة بشكل واضح بالظروف البيئية، وفى الجانب الشرقى توجد حجرة زينت إحدى جدرانها بنقش غائر وبها تابوت كبير.
وتحتوى المنطقة أيضًا على مقبرة الملك "شاشانق الثالث" وتتكون من حجرة واحدة بدون سقف وعلى جدرانها مناظر ونصوص دينية كما عثر بداخلها على تابوتين للملك وغطاء تابوت، هذا إضافة إلى مقبرة الملك "بسوسنس الأول، ومقبرة مجهولة تتكون من حجرة واحدة بها تابوت ضخم.
أما عن المعابد بالمنطقة، فتحتوى بقايا معبد كبير للإله آمون يشبه فى تخطيطه معابد الدولة الحديثة، حيث توجد به بقايا صرح ومسلات وأعمدة وتماثيل مزدوجة ومفردة وقطع منقوشة بنصوص هيروغليفية ومناظر دينية، والمعبد مساحته كبيرة ويقدر طوله بحوالى 300م وحوله سور ضخم من الطوب اللبن، ومن أقصى الشمال توجد بقايا بحيرة مقدسة جافة وبجوارها مجموعة أحجار قيل ربما بقايا معبد للاله خونسو.
وفى الناحية الجنوبية من المعبد الكبير يوجد معبد الإلهة موت، إلهة الأمومة فى مصر القديمة وهو عبارة عن بقايا أحجار وتماثيل مزدوجة بجواره سلم من الحجر الجيرى يؤدى لبحيرة مقدسة جافة ويحيط بالمعبد بقايا سور من الطوب اللبن، والمعابد كلها عبارة عن أجزاء غير كاملة وغير محددة وهي مدماك واحد فقط.
وقد عمل بالمنطقة عدد كبير من البعثات الأثرية منذ الحملة الفرنسية، حيث عمل بها بترى وماريت ومونتيه الذى كشف عن آثارها الذهبية فى مقبرة بسوسنس الأول، كما خرج منها الكثير من المسلات واللوحات مثل لوحة الأربعمائة ومرسوم كانوب وتماثيل لأبى الهول بالمتحف المصرى ومسلتى حديقة الأندلس ومطار القاهرة.
وفى 17 سبتمبر 2017، بدأ مركز تسجيل الآثار المصرية أعمال التسجيل والتوثيق الأثرى لمنطقة آثار تانيس بمحافظة الشرقية، وذلك فى إطار حرص وزارة الآثار على تسجيل أكبر عدد من المواقع الأثرية بمختلف أنحاء الجمهورية.
وأوضح الدكتور هشام الليثى، مدير عام مركز تسجيل الآثار، أن أعمال التسجيل والتوثيق يقوم بها بعثة أثرية مصرية تتكون من أثريين ومهندسين ومصورين ورسامين، و أن الأعمال تشتمل على التوثيق الأثرى، والرفع المعمارى، والتصوير الرقمى، والرسم الخطى.
وأكد الدكتور هشام الليثى، أن مشروع تسجيل منطقة آثار تانيس من أهم الأعمال التي يقوم بها المركز، نظرا لأهمية المنطقة إذ تعد بمثابة جبانة ملكية لملوك الأسرة الـ 21،22، بالاضافة إلى إحتوائها على مجموعة من المعابد.