تمر اليوم الذكرى التاسعة على وفاة المفكر الإسلامى الدكتور عبد الصبور شاهين، أستاذ الدرسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة القاهرة سابقا، إذ رحل عن عالمنا فى 26 سبتمبر عام 2010، عن عمر ناهز 81 عاما.
ويشتهر المفكر الراحل بأزمته الشهيرة مع المفكر الكبير الدكتور نصر حامد أبو زيد، التى تسببت فى محاكمة الأخير ومن ثم هجرته إلى خارج البلاد، وذلك على خلفية تقديمه أبحاثا علمية للحصول على درجة الأستاذية من الجامعة، وتكونت لجنة لمنحه درجة الأستاذ من أساتذة جامعة القاهرة بينهم الدكتور عبد الصبور شاهين، الذى اتهم فى تقريره نصر حامد أبو زيد بالكفر.
وبحسب الكاتب الصحفى محمد الباز، فإن عبد الصبور شاهين، كتب تقريرا سيئا فى نصر حامد أبو زيد، وخان الأمانة العلمية وسرب هذا التقرير إلى الصحف، وسبب ذلك، أن نصر أبو زيد كتب ضد الذين يعملون فى شركة توظيف الأموال، وكان عبد الصبور شاهين أحد مستشارى شركات توظيف الأموال، على حد تعبيره.
وفى مقال لأحد الكتاب بعنوان "عبد الصبور شاهين ونصر أبو زيد.. معركة مصطنعة أم مسرحية ارتجالية؟" تناول الحديث عن قضية توظيف الأموال ودور عبد الصبور شاهين فيها، مبينا أن عبدالصبور شاهين الذى كان عضوا فى مجلس الشورى، اندفع إلى معركة عابرة مع بعض أجهزة الحكومة دون أن يدرى هو نفسه ودون أن تدرى الحكومة أن هذه المعركة ستتحول إلى أخطر معركة اقتصادية داخلية خاضتها حكومات عهد الثورة وكانت هذه المعركة هى معركة شركات توظيف الأموال، ومن المدهش أن عبدالصبور حين قاد المواجهة مع الاقتصاديين فى التجمع الكبير الذى خطب فيه ببلاغته وقوة تأثيره قد دفع الحكومة إلى أن تسارع بخطواتها إلى حد التعسف مع أبناء الشعب ثم إلى حد التعنت أيضا متخذة سياسات أدت إلى خراب بيوت كثيرة، وكان فى وسع الحكومة لو عالجت الأمور أن تنقذها، لكن الحكومة وجدت نفسها فى مواجهة عبدالصبور شاهين الأقوى من الإقطاع ومن الرجعية ومن الشيوعية! وهكذا حسمت المعركة مبكرا حتى لا يأكلها منطق عبدالصبور شاهين ولا قدرته على الإقناع والزعامة.
ويرى الكاتب أن هذه المعركة كانت معركة مصطنعة تماما وأن نصر حامد أبو زيد استخدم فيها ليكون درعا بشريا يصعد عليه غيره إلى المناصب العليا وإلى صدارة الحياة الثقافية، وربما لا يصدق أحد حقيقة ما حدث فى هذه المعركة الصناعية أو فى هذه المسرحية التى كانت مرحلة متوسطة ما بين المسرحيات الارتجالية والمسرحيات عديمة النص.
لكن الكاتب عاد وأكد أن ما حدث بعد ذلك من دعاوى قضائية كان بتدبير من آخريين، مشيرا إلى أن دعوة المحتسب المشهور إلى رفع قضية التفريق المشهور لم يكن لعبد الصبور أى علاقة بهذا كله من قريب ولا من بعيد، والغريب أن عبد الصبور نفسه وقبل وفاة نصر حامد بعدة أشهر، خرج فى حوار صحفى، وأكد أنه لم يكفر "أبو زيد" مطلقا، وأن كل ما فى الأمر أنه عقب على إنتاج المفكر الراحل بأنه "لا يرقى إلى درجة أستاذ" وأمر طبيعى جدا أن يسقط طالب ترقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة