صفعات متعاقبة تلقتها حركة النهضة الإخوانية فى تونس، إثر كشف مخططهم بتشكيل حكومة إخوانية فى باطنها ومستقلة فى ظاهرها، الأمر الذى لم ينطلى على نخبة البرلمان، الذين أعلنوا رفضهم منح الثقة لحكومة الجملى بإجمالى 134 صوتا رافض للحكومة مقابل 72 صوتا مانحها الثقة، ووفقًا للدستور التونسى، فإن رئيس الجمهورية مكلف خلال 10 أيام بإجراء مشاورات مع الأحزاب والائتلافات والكتل النيابية لتكليف الشخصية الأقدر من أجل تشكيل حكومة في أجل أقصاه شهر.
ولكن هرولة راشد الغنوشى إلى حليفه التركى رجب أردوغان، كانت القشة التى قصمت ظهر البعير، حيث التقى به بعد ساعات من فشل الحكومة فى اجتماع مغلق بزيارة لم تكن معلنة، مما أثار حالة من الغضب لدى التونسيون شعبًا وسياسيون وطالبوا بسحب الثقة منه بعد أن وصفوه بأنه "مخبر أردوغان فى تونس".
وقال البرلمانى التونسى المبروك كرشيد على حسابه بموقع "فيس بوك"، إن زيارة راشد الغنوشى إلى تركيا هتكت الأعراف الدبلوماسية، ومست السيادة التونسية فليس مسموحا له الالتقاء بالرئيس التركى منفردا دون حضور السفير التونس، وحده رئيس الجمهورية يمكن أن يعقد اجتماعا منفردا برئيس دولة أجنبية.
فيما أشار البرلمانى محسن مرزوق، إلى أن ذهاب الغنوشي لاسطنبول لمقابلة أردوغان مباشرة بعد سقوط حكومة النهضة في البرلمان كما ذهب فى مناسبات مماثلة يؤكد مرة أخرى بما لا مجال للشكّ فيه أن قرار حركة النهضة مرتبط بتوجيهات تركيا.
ونصت تغريدته على مواقع التواصل الإعلامى، قائلًا: وطبعا سيخرج علينا من سيبحث عن عذر أقبح من ذنب هذا الارتهان اللاوطنى العلنى، فيقول مثلا أنه ذهب هناك لبيع صابة زيت هذا الموسم والموسم المقبل أيضا، ولا مانع عند الأتراك شراء بعض زيتنا إذا كانت النتيجة "تزييت" أقفال قرارنا الوطني، ولكن هيهات. فهذا الوطن عصى على الغزاة.
وقال مرزوق إن على أعضاء مجلس نواب الشعب الأحرار أن يسألوا أنفسهم كيف يمكن أن تتحول مؤسسة رئاسة مجلسهم في شخص رئيس المجلس إلى حالة تبعية لدولة أجنبية؟ وهذا سبب إضافى لإحداث تغيير فى رئاسة المجلس، فالغنوشي يمكن أن يذهب للقاء زعيمه التركى متى شاء ولكن بصفته الشخصية أما صفة رئيس البرلمان المؤتمن على سيادة الشعب، فهذا غير مقبول ولا يجب أن يواصل.
وذهب الحزب الدستورى الحر فى تونس، إلى حد الدعوة إلى سحب الثقة من الغنوشي، موضحا فى بيان، أنه يعتبر التصويت بأغلبية مريحة على إسقاط الحكومة، "بداية إيجابية للشروع في عملية إصلاح شامل للمنظومة السياسية".
من جانبها، أعلنت حركة النهضة الإخوانية فى بيان لها، إن الزيارة تناولت التطورات التي تشهدها المنطقة، ولتهنئة الرئيس أردوغان على السيارة التركية الجديدة.
وقال إخوان تونس فى بيانهم: "دار بين الجانبين حوار حول التطورات الجديدة في المنطقة والتحديات التي تواجهها، وكان اللقاء مناسبة هنأ فيها الأستاذ راشد الغنوشي الرئيس أردوغان على السيارة التركية الجديدة، التي تعتبر نموذجا يحتذى للصناعات الوطنية".
وتابع: "وجدد رئيس الحركة دعوة الرئيس أردوغان إلى تشجيع رجال الأعمال الأتراك على زيارة تونس والاستثمار فيها، وبعث شراكات مع رجال الأعمال التونسيين بما يعدل الميزان التجاري بين البلدين".