لم يستلم للإعاقة لأنه اعتقد بأن النجاح الحقيقى هو تحدى الصعب، وقبل التحدى رغم جلوسه على كرسى متحرك لا يستطيع القيام منه، وصل تحديه لنفسه إلى أنه مارس لعبته المفضله وهى رياضة" البوتشى" بفمه، وحصد الميدالية الذهبية" أنه الطالب عبد الرحمن أحمد سعد بالصف الثالث الثانوي وزميله إسلام عمرو بنفس المدرسة والذى حقق المركز الرابع، بمدرسة جنة الأطفال للإعاقات الحركية بالسيدة زينب.
قصتهما تبدأ من داخل المدرسة، بعد أن أحب الرياضة ومارسا كثيرا من الألعاب، منها الكارتية والسباحة ولعبة البوتشى، ويسرد محمد بيومى معلم التربية الرياضية بمدرسة جنة الأطفال للإعاقات الحركية التابعة لإدارة السيدة زينب التعليمية بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة، حكاية البطلان، قائلا: إنه شارك طلاب من ذوى الإعاقة فى البطولة العربية الأفريقية للعبة البوتشى بتونس، خلال الفترة الماضية، حيث شارك منتخب مصر بـ" 4 لاعبين في البطولة، وفاز الطالبان، عبد الرحمن أحمد سعد بالصف الثالث الثانوى وحصل على الميدالية الذهبية، وإسلام عمرو بالصف الأول الثانوي بالمركز الرابع على الدول الإفريقية والعربية المشاركة فى البطولة.
ويقول محمد بيومى: إسلام وعبد الرحمن استطاعا تحويل "الإعاقة إلى طاقة"، موضحا أن عبد الرحمن يعانى من شلل دماغى تشنجىن وحركات لا إرادية تؤثر على جميع أطراف الجسد من إيدى ورجلين ودماغ، وهو لاعب منتخب مصر للبوتشى وحصل على 3 بطولات محلية مصرية من الاتحاد المصرى.
وتابع المعلم: عبد الرحمن يلعب BC3 وهو أصعب برنامج فى لعبة البوتشى لأنها تعتمد على الأطراف والطالب لا يستطيع التحكم فى الكرة، فاللعبة فى قانونها يتم توفير منحدر ومساعد يحرك للاعب المنحدر، موضحا أن هذه اللعبة يستطيع الطالب فيها أن يمارسها بيده أو بقدمه، وتخطى عبد الرحمن صعاب كثيرة أثناء البطولة، منها استيعاب تدريبات اللعبة بشكل سريع قبل انطلاق البطولة بساعات قليلة، كما وصل الإصرار عند اللاعب إلى ممارسة اللعبة بفمه، حيث قام بتحريك الكرة بفمه أكثر من مرة، كما وضع عصا فى فمه لتحريك الكرة، قائلا: الإصرار على النجاح لا يوقفه أى معوق طالما أن الشخص لديه طموح كبير.
وأوضح محمد بيومى: رغم أنه لأول مرة يستقل عبد الرحمن طائرة إلا أن رحلة السفر لتونس تميزت بالهدوء، وحصل على تدريب يومين فقط قبل البطولة وبدأت البطولة وفاز بجميع المباريات التى خاضها مع منافسيه، والذين وصل عددهم لأكثر من 20 لاعبا من الجزائر وتونس والسعودية والمغرب.
وتحدث عبد الرحمن عن شعوره عقب حصوله على الميدالية الذهبية، قائلا: ثقتى بنفسى زادت وأشعر بالفخر والفرحة لرفع اسم مصر دوليا والبطولة، جزء بسيط من أحلامى تحقق، وأحلم ببطولة كأس العالم فى المستقبل.
سماح حمدان محمد والدة البطل عبد الرحمن، كلمة السر فى تفوق عبد الرحمن رياضيا وتعليميا، ظهرت بجانبه لتسانده وتدعمه وتشجعه طوال الوقت، حريصة على الوقوف خلفه لتحقيق أحلامه، تميزت ببساطة كلماتها، تتحدث عن أبنها البطل بكل فخر وسعادة، قائلة: أبنى لديه طموح ونفسى يحققه رغم أن ظروفه الصحية صعبة وعبد الرحمن يشعر بأنه سيكون له شأن كبير ومستقبل مشرق، موضحة أن والده كان يرفض سفره إلى تونس للمشاركة فى البطولة، ولكن عبد الرحمن أصر على السفر قائلا: انتم عايزين تضيعونى، قائلة: اللى انت عايزه هنحققه لك حتى لا يشعر بأنه أقل من أحد، وكان لديه شغف وحب ومن ثم عاد من البطولة بالميدالية الذهبية.
وتابعت والدة عبد الرحمن: نفسه يدخل الجامعة ويبقى حاجة كبيرة فى المستقبل وعلى قد ما أقدر هكون معاه، لافتة إلى أنه متميز فى دراسته ومتفوق طوال الوقت.
حكاية إسلام عمرو بالصف الأول الثانوى الحاصل على المركز الرابع، فى البطولة العربية للبوتشى، يقول إن حلمه أن يصبح مثل الدكتور أحمد زويل، موضحا أنه رغم إعاقته ولكنه حاصل على بطولات محلية ويلعب سباحة وكارتيه.
وتقول والدته، غادة عيسى، أن أبنها ترتيبه الأول بين أشقائه، يعانى من شلل دماغى ولديه مشكلة فى 4 أطراف، تم اكتشاف إعاقته منذ الصغر، لافتة إلى أن بدايته فى الألعاب كانت منذ دخوله المدرسة، وحقق بطولات محلية، ثم بدأت لعبة البوتشى مع أبنها إسلام وكانت طموحه تحقيق هدف كبير فى هذه اللعبة، مؤكدة أن إسلام بدأ فى ممارسة الرياضة وممارسة السباحة فى الصف الرابع الابتدائى، مضيفة أن المدرب ومدرس التربية الرياضية شرح لإسلام رغم أنه يعانى من شلل دماغى وإصر على مارستها، وإسلام لديه طموح كبير وإرادته قوية جدا ويرغب فى أن يحقق أحلام كثيرة.
وأوضحت ولى الأمر، أن إسلام لديه صعوبة فى التحدث وكثير من الأشخاص لا يفهمون كثير من كلامه، ولكن ربنا عوضه بالرياضة وتفوقه، وما حققه إسلام من بطولات كبيرة تهون أى تعب وأجهت الأسرة فى حياته، قائلة: من المواقف الإنسانية التى قابلها إسلام فى حياته هى حصوله على بطولات، ومن أصعب المواقف أيضا هى لحظة رغبته فى الاعتماد على نفسه، ودخول للحصول على حمام داخل المنزل وأصيب بحرق فى جسده نتيجة فتح المياه الساخنة بشدة، رغم أن لديه كانت بطولة للكارتية وخاضها وحصل على مركز متقدم أبهر الجميع.
وتابعت: إسلام لا يستطيع أن يمسكك بقلم ويعوض ذلك من خلال الكتابة على اللاب ويتم طباعتها ومذاكرتها، مشددة على أن أبنها اجتماعى مع الأخرين، قائلة: بعض الأشخاص يوجه له بعض العبارات التى تحمل تعاطفا وإساءة فى كثير من الأحيان، مثل" هو بركة البيت" فيرد إسلام قائلا: متقولش كده تانى أنا زى الفل" فهو يستطيع التعامل مع الجميع دون تفرقه ولسانه حلو مع الجميع.
ووجه إسلام الشكر لوالدته ووالده، قائلا: تعبوا معايا كثير فى حياتى ونفسى أطلع زى أحمد زويل.