"اللى أهم من الشغل ظبط الشغل".. مثل شعبى دارج بين الكثير من أصحاب الحرف والمهن المختلفة، يعبر عن أهمية ضبط الصورة العامة للمنتج التى يظهر بها أمام الناس أو أمام صاحب العمل، ومنطقهم فى هذا أن مراحل العمل أو صنع أى منتج ليس مهمًا والأهم هو شكل المنتج النهائى، الذى ربما كان مجرد شكل فقط!.
تطبيق هذا المثل الشعبى فى العمل بالمحليات يصبح كارثة فى حد ذاته، فللأسف بعض الأحياء تطبق هذا المثل جيدًا، حيث تستعين بمقاولين وشركات خاصة ليست ذات خبرة وغير أمينة على أموال الدولة، ومع انعدام الخبرة والأمانة واجتماعهما مع عدم متابعة العمل أولاً بأول تحدث الكارثة وهى إهدار الوقت والمال العام، فنرى مثلا أرصفة تتهدم بعد أيام من تركيبها وأسفلت يتهاوى مع أول سيارة تمر عليه.
وربما كان إهدار المال العام أيضًا فى توظيفه لأغراض غير التى خٌصص لأجله، كأن ننفق الملايين على رصف شارع لا يحتاج فى الأساس لرصف أو أنه ليس من أولويات الحى الذى يضم عشرات الشوارع بدون أرصفة وعشرات الطرق الرئيسية غير الممهدة.
مقولة "اللى أهم من الشغل ظبط الشغل".. يجب أن تٌمحى من عقولنا جميعًا ولنستبدلها بعبارة "اللى أهم من الشغل .. متابعة ومراجعة الشغل"، و"اللى أهم من الشغل..الضمير فى الشغل من بدايته لنهايته"، وخاصة رؤساء الأحياء والعاملين فى المحليات لأن عملهم يرتبط بشكل أصيل المواطن وربما تعلق بحياته، فالأحياء هى المسئولة عن رصف الطرق وأمان أعمدة الإنارة هنا وإصلاح ماسورة مياه هناك.
حى الوراق بمحافظة الجيزة ، على سبيل المثال لا الحصر، ينفذ خطة جيدة لتطوير ورصف الحى بدأها قبل عدة أشهر ، وبالفعل بدأ أهالى الوراق يشعرون بهذا التطوير حيث تم رصف جزء كبير من طريق الكورنيش الرئيسى، مما قضى نوعا ما على التكدس المرورى الذى كانت تتسبب فيه وعورة الطريق وكثرة الحفر و"المطبات".
ولكن .. وللأسف بعد أيام قليلة من رصف الطريق فوجئ الأهالى فى أكثر من مرة بإجراء تكسير للأسفلت خاصة فى المنطقة من أمام حى الوراق وحتى إدارة المرور مما أعاق حركة السيارات نوعًا ما والسؤال هنا ألم يكن هناك دراسة جدوى ولقاءات بين مسئولى القطاعات المختلفة فى المحافظة قبل بدء الرصف لإنهاء أى أعمال تتطلب حفر قبل عمل الأسفلت؟!.
ملاحظة أخرى فى حى الوراق أيضًا أن الحى لم يعيد وضع بعض المطبات الصناعية كما كانت من قبل عملية الرصف، فمثلا قبيل مبنى الحى بعدة مترات يوجد مفترق طرق على طريق الكورنيش الرئيسى من وإلى جزيرة محمد تسرع فيه السيارات مع كثرة الحركة فى هذه المنطقة الحيوية من المارة وطلاب المدارس، إضافة إلى أن بعد المسافة إلى مكان "الدوران" للخلف يجعل السيارات تسير عكس الاتجاه ومع عدم وجود مطبات يزداد الخطر!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة