حذر خبراء أمنيون من أن اغتيال قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى ، قاسم سليماني على أيدى الولايات المتحدة قد زاد من احتمال تصعيد الأعمال العدائية عبر الإنترنت بين الولايات المتحدة وإيران وصولا إلى حرب إلكترونية حقيقية.
ومع تصاعد التوترات وتهديد إيران "بالانتقام الشديد"، زادت المخاوف من أن رد الفعل قد يأتي في شكل هجمات القرصنة على قطاعات البنية التحتية الحيوية، والتي تشمل شبكة الكهرباء ومرافق الرعاية الصحية والبنوك وشبكات الاتصالات.
واستثمرت إيران بكثافة في قواتها للهجوم السيبراني منذ هجوم Stuxnet في عام 2010 - الذي شهد تقويض الولايات المتحدة وإسرائيل لقدرات إيران النووية عن طريق فيروس كمبيوتر، لكنها أثبتت قدراتها بهجمات على البنوك الأمريكية وسد صغير ، وقد واجهت الولايات المتحدة الهجمات بهجوم على مجموعة من المخابرات الإيرانية وقاذفات الصواريخ.
وقالت جوزفين وولف أستاذة سياسة الأمن السيبراني في كلية فليتشر في مقابلة الجمعة: "لقد رأينا القليل من التجسس والتخريب ، لكننا لم نر ذلك يمتد إلى سفك الدماء، هل هم مجهزون لوقف شبكة الكهرباء التى يستفيد منها جزء كبير من السكان؟ من الطريقة التي يتحدثون بها الآن ، يبدو الأمر وكأنهم يمتلكون هذه الأنواع من القدرات ، فهذه هي اللحظة التي قد يفكرون في استخدامها. "
وقالت وولف إنه من الناحية التاريخية ، أدت الهجمات الإلكترونية بين الولايات المتحدة وإيران إلى تصعيد الصراع بين البلدين ، مما يوفر وسيلة لمواجهة بعضهما البعض دون عنف. قتل سليماني قد يضع حدا لهذا النمط.
وقالت: "لأن التفاقم المبدئي من جانب الولايات المتحدة لم يكن هجومًا عبر الإنترنت ، فمن الصعب أن نقول ما هو الرد النسبي.. ليس لدينا الكثير من القواعد لذلك".
وقال جون هولتكويست ، مدير تحليل الاستخبارات في شركة الأمن السيبراني FireEye ، إنه يتوقع أن تركز إيران ردها على القطاع الخاص.
وقال هولتكويست في مقابلة: "سوف يستفيدون من الهجمات الإلكترونية والتدمير كوسيلة غير متكافئة للتأثير على الولايات المتحدة.. لا نعتقد أن لديهم القدرة حتى الآن على التلاعب بالأنظمة ... ولكن على الأرجح لديهم القدرة على حذف أنظمة ووقفها".
وتوقعت "الجارديان" نشوب هجوم مماثل لـ WannaCry ransomware - المنسوب إلى كوريا الشمالية - الذي أصاب الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة بالشلل التام لفترة وجيزة في مايو 2017.
واعتبرت الصحيفة أن مكان وزمان الهجوم المضاد ليس معلوما ، ولكن وولف اقترحت أن الحكومة الإيرانية من المرجح أن لديها بالفعل "موطئ قدم" في مختلف النظم الأمريكية بحيث يمكنها الرد غدًا إذا اختارت ذلك.
وقالت إن قدرات إيران أقل تطوراً من قدرات الصين وروسيا ، لكنها قابلة للمقارنة بكوريا الشمالية ، مما يجعلها "عدوًا خطيرًا للغاية".
وأضاف: "قد تكون لدينا هذه الميزة الهائلة بقدرات متطورة للغاية ، لكن لدينا أيضًا مجتمعًا متطورًا للغاية يجعلنا معرضين للغاية لهجمات الكمبيوتر."
وقال هولتكويست إنه يتوقع أن يكون هجوم إيران المضاد أكثر تركيزًا على الاضطراب العام بدلاً من التكلفة المالية.
وقال "الهدف من هذه الحوادث هو إظهار مدى تصميمهم وقدراتهم".
خطر حملات التضليل
إلى جانب الهجمات السيبرانية التي تلوح في الأفق بشكل علني ، يتوقع الخبراء أيضًا حملات مضللة خفية من إيران، قامت شركات التواصل الاجتماعي العملاقة مثل Facebook و Twitter بإزالة آلاف الحسابات من إيران في السنوات الأخيرة بسبب نشر دعاية كاذبة.
وفي تقرير الشفافية الذي صدر في يونيو 2019 ، ذكر موقع تويتر إنه أزال حوالي 4800 حساب في إيران.
وقال التقرير، إن أكثر من 1600 حساب تمت إزالته أرسلوا ما يقرب من مليوني تغريدة تتقاسم "محتوى الأخبار العالمية ، وغالبًا بزاوية استفادت من وجهات النظر الدبلوماسية والجغرافية الإستراتيجية للدولة الإيرانية" ، في حين أن آخرين "استخدموا مجموعة من الشخصيات المزيفة لاستهداف المحادثات حول القضايا السياسية والاجتماعية في إيران والعالم ".
وقالت سيندي أوتيس، ضابطة سابقة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وخبيرة أخبار مزيفة تراقب المحتوى ،إنه في الساعات التي تلت اغتيال سليماني ، انتشرت المزاعم عن قصف قاعدة أمريكية في العراق ، مصحوبة بمقاطع فيديو لهجمات سابقة.
وقالت: "إن إيران تتمتع بخبرة كبيرة في استخدام الدعاية المحلية كما تحول قدراتها لنشر معلومات مغلوطة للجماهير الأجنبية"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة