فى الوقت الذى كان الكونجرس يستعد فيه لمواصلة أكبر قضية محل اهتمام من جانبه فى هذه الفترة، وهى عزل الرئيس دونالد ترامب، بعد أن صوت مجلس النواب قبيل عطلة أعياد الميلاد لصالح عزله تمهيدا لمحاكمته فى مجلس الشيوخ، تأتى التطورات المتصاعدة بين واشنطن وطهران والتى أشعلها قتل الولايات المتحدة للقائد العسكرى الإيرانى قاسم سليمانى، لتدخل تعديلات على أجندة الكونجرس فى مستهل العام الجديد، بالشكل الذى يتوقع البعض أن يؤثر على مسار العزل، والذى سيكون له بالتأكيد تأثير كبير فى عام الانتخابات.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد قالت إن قرار إيران اغتيال أرفع مسئول عسكرى فى إيران قد أحدثت تغييرا فى الديناميكيات السياسية الهشة بالفعل بقضية العزل وأقحمت مسألة الحرب والسلام فى منتصف نقاش فى عام الانتخابات بشأن ما إذا كان يجب الإطاحة بترامب من منصبه.
ومع عودة الكونجرس للانعقاد، الاثنين، فإن شبح تصاعد العداوات مع إيران والنقاش المشتعل حول المبرر الذى دفع ترامب للتحرك سيكون محل تركيز داخل الكابيتول. فالتحول غير المتوقع للأحداث قد أضاف عنصرا مشتعلا جديدا للمعركة الدائرة حول محاكمة عزل ترامب فى مجلس الشيوخ.
فبالنسبة للجمهوريين، أشعل قتل سليمانى خطا جديدا للدفاع عن الرئيس وهم يجادلون بأن جهود الديمقراطيين للإطاحة بالرئيس، وفى حين أنها مرتبط بأمور تتعلق بالأمن القومى، لكنها غير مسئولة.
وكتب النائب كيفين ماكارثى عن ولاية كاليفورنيا يقول إنه فى حين أن الديمقراطيين يحاولون الإطاحة بترامب من منصبه، فإن الرئيس يركز على الإطاحة بالديكتاتوريين من على سطح الأرض.
بينما يصر قادة الديمقراطيين على أن القضيتين لا يجب أن يكونا متداخلتين، وقالوا إن المشرعين ملتزمون بالمضى فى عملية العزل حتى وهم يناقشون السبيل للمضى قدما بشأن إيران.
وكانت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى قد قالت للنواب الديمقراطيين فى خطاب أن المجلس سيتحرك سريعا ويصوت فى وقت لاحق هذا الأسبوع لوضع قيود على صلاحيات الرئيس المتعلقة بالحرب ضد إيران.
وفى كل الأحوال، ترى نيويورك تايمز أن التطورات السريعة فى الأيام الأخيرة تعنى أن الكونجرس سيصارع فى وقت واحد خلال الأسابيع المقبلة اثنين من أهم واجباته الدستورية، وهى سلطة العزل وموازنة مسألة الحرب. وستوضح النتيجة رغبة السلطة التشريعية لمراقبة رئاسة توسعية، كما أنها ستلعب على الأرجح دورا مستمرا فى معركة ترامب من أجل إعادة انتخابه.
وكانت المرشحة الديمقراطية السيناتور إليزابيث وارن، والمتوقع أن تشارك فى محاكمة ترامب فى مجلس الشيوخ فى دور المحلفين، قد شككت فى جدوى التوقيت الذى قرر فيه ترامب اغتيال سليمانى، وقالت فى تصريحات: "لماذا الآن، لماذا ليس قبل شهر مضى وليس بعد شهر من الآن؟".. وذهبت وارن إلى القول بأن ترامب يحاول تفعيل أجندته السياسية الخاصة وليس أجندة الولايات المتحدة.
وعلق موقع إكسيوس بالقول بأن ترامب كانت لديه دوافع سياسية داخلية وراء قرار قتل سليمانى والتصعيد المحتمل مع إيران وربما زعزعة استقرار منطقة بأكملها، قد يكون خطيرا.. وقد شكك عدد من المرشحين فى تفكير ترامب الإستراتيجى فى عملية قتل سليمانى، لكن أحد لم يربط الأمر بشكل صريح بالعزل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة