فى العام الماضى، صدر كتاب للمؤرخ والكاتب الصحفى الفرنسي الشهير عالميًا تيري ميسان، (حروب مزيفة وأكاذيب كبرى: من 11 سبتمبر إلى دونالد ترامب) باللغتين الفرنسية والإنجليزية، والذى تحدث عن جماعة الإخوان عن العلاقات المشبوهة في الخارج خاصة أمريكا.
ويقول ميسان في كتابه في الفصل الخاص بالإخوان وصعودها، إن تعطيل العالم العربي وإصابته بالشلل تمامًا كان الهدف عندما تم وضع الدول العربية تحت سيف الإخوان والتنظيمات المنبثقة منه مثل القاعدة وداعش، واصفًا في كتابه أن الإخوان مجموعة من القتلة.
تيري ميسان
وتحدث ميسان فى كتابه عن تأسيس الجماعة على يد حسن البنا فى عشرينيات القرن الماضى، وكيف أن قدراتهم على حشد الناس وتحويلهم إلى قتلة قد أسرت الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن السى أى إيه نظم مؤتمر فى جامعة برينكتون حول موقف المسلمين فى الاتحاد السوفيتى، وكان فرصة لواشنطن لاستقبال وفد من الإخوان بقيادة سعيد رمضان، أحد قادة الفرع المسلح.
وأوضح ميسان في كتابه، الذي تضمنه الكثير من الوثائق واعترافات شهود، أن الإخوان وضعوا أنفسهم في خدمة مخططات الغرب منذ البداية، واصفًا أن عملية إنشاء جماعة سرية وهي الإخوان بعد الحرب العالمية الثانية من قبل الأجهزة السرية البريطانية، واستخدام عناصر الإخوان من قبل MI6 لتنفيذ الاغتيالات السياسية في مصر التي كانت تحت الاستعمار البريطاني.
وقال إنه في عام 1951، كونت أجهزة المخابرات البريطانية مجتمعًا سياسيًا سريًا يسمى الإخوان المسلمين، وفي البداية استخدموه كأداة للقتل واغتيال الشخصيات التي قاومتهم، ثم ابتداءً من عام 1979، عمل الإخوان كمرتزقة ضد السوفييت.
ورصد الكتاب التعاون بين الإخوان والبنتاجون، وقال إنه فى بداية التسعينيات قررت وزارة الدفاع الأمريكية العمل مع الإسلاميين الذين كانوا يعتمدون على السى آى إيه فقط قبل هذا الوقت. وأطلق على هذا اسم العملية جلاديو بى. وعلى مدار 10 سنوات، ظل قادة الإسلاميين بمن فيهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى يسافرون على متن الطائرة الأمريكية إير فورس. وشاركت بريطانيا وتركيا واذربيجان فى العملية، ونتيجة لذلك، تم إدماج الإسلاميين الذين كانوا حتى هذا الوقت مقاتلين سريين فى قوات الناتو. وأصبحت لندن المركز الأساسى للعملية حتى أنها اصبحت تعرف باسم "لندنستان". فتحت مظلة رابطة العالم الإسلامى شل الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية الباكستانية عدد من الجمعيات الثقافية والدينية حول المسجد فى فينسبرى بارك.
الكتاب الفرنسى
ويرى الكاتب الفرنسي الشهير، في كتابه أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين كان مرتاحًا تمامًا لفكرة أن يصبح سيد العالم الإسلامي، وهذا كان هدف الجماعة السياسي الرئيسي حكم العالمين العربي والإسلامي رغم أنها خدعت المصريين، حيث عبرت عن نفسها من ناحية دينية ظاهرية، وكان من الواضح أن المصريين الذين أيدوا جماعة الإخوان في البداية لم يروا حقيقتها لأنهم تبعوها لأنها ادعت أنها تتبع الله، ولكن كانت عقيدة جماعة الإخوان المسلمين الحقيقية، والتي اتضحت وتكشفت فيما بعد، هي أيديولوجية "الإسلام السياسي، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان لم تكن في الواقع سوى مجموعة من القتلة الذين كانوا يأملون في الاستيلاء على السلطة عن طريق إخفاء طموحهم وراء الدين.
وأوضح أن صعود الإخوان كان بقرار من واشنطن والتي قررت تقديم مساعدة غير محدودة للإخوان المسلمين، وكانت تريد اختيار شخصية داخل جماعة الإخوان يمكن أن تلعب في العالم العربي، دورًا مساويًا لدور القس بيلي جراهام في الولايات المتحدة، ولم يتم العثور على واعظ من ذلك العيار حتى الثمانينيات من القرن الماضي وكان الاختيار على الشيخ المصري يوسف القرضاوي الذي ما زال أداة للغرب الذي يسعى من حين لآخر لدعم الإخوان.