كاتب تحولت إبداعته الفنية إلى أسطورة، فأصبح شخصياته أعماله الإبداعية أبطال الأحاديث اليومية للعامة، وأصبحت أيقوناته الفنية هى الحد الفنى الأقصى للإبداع والخيال على ألسنة الناس، فبفضله أصبح كل مغرم هو "روميو" وكل محبوبة هى "جوليت"، أنه المؤلف المسرحى الأعظم على مر العصور، أنه الأديب الإنجليزى الأشهر على الإطلاق وليام شكسبير.
الصورة السالفة الذكر هى الصورة الأكثر رومانسية عن الأديب البريطانى الشهير والأعظم على الإطلاق فى نظر النقاد والمتابعين وليا شكسبير، لكن هناك صور أخرى منها من ينسب أعماله إلى آخرين ويتهمه بشكل صريح بسرقته، ومنهم من يقول إن شكسبير ليس شكسبير وأن المسؤول عن القصص المسرحية والقصائد هم مجموعة من الشعراء المغمورين الذين أرادوا انتقاد وليام سيسل مستشار الملكة إليزابيث الأولى، فألفوا شخصية وهمية لكتابة القصص وإلصاقها به حتى يتجنبوا هم الاعتقال، لكن آخرون ذهبوا إلى أن الأديب الأشهر فى عالم المسرح منذ 400 عام وحتى الآن لم يكن سوى رجل أعمال وتاجر هدفه الربح وليس الفن.
ولد الطفل وليم شكسبير وتربى فى مقاطعة سترات فورد آبون آفون الإنجليزية، وكان والده تاجرًا ناجحًا اسمه جون شكسبير، أدخل ابنه وليم مدرسة المقاطعة المحلية، حيث تعلم اللغتين اللاتينية واليونانية، وحصل قدرًا كبيرًا من المعلومات والمعارف التاريخية، سواء فى المدرسة أو فى منزل والده، وفى سن الثامنة عشرة تزوج من الآنسة "آن هاتاواى"، وهى إحدى فاتنات سترات فورد، وكانت تكبره بـ8 سنوات، ومنها أنجب ثلاثة أطفال هم سوزانا ـ جوديث ـ هامنت، وبين عامى ١٥٨٥ و١٥٩٢، "المرجح أنه كان فى عام 1587"، انتقل إلى العاصمة لندن، وعمل ممثّلًا وكاتبًا فى شركة "رجال لورد تشامبرلين"، التى عُرِفت فيما بعد باسم "رجال الملك"، وتذكر بعض المصادر التاريخية أنه انتقل إلى لندن هاربًا، بعد أن ضُبِط يسرق غزالة مملوكة لأحد نبلاء المقاطعة، ما اضطرّه إلى الفرار بحياته وحريته إلى العاصمة التى تموج بعشرات الجنسيات، والتى يمكنه الاختباء الآمن فى طيّاتها، ولو إلى حين.
بعد انتقاله إلى لندن بعامين تحديدًا فى عام 1589 امتلك مسرح "بلاكفيرز ، أما عن مهنته السابقة فهى غير معروفة على وجه التحديد، وكان الغموض يكسو أغلب تفاصيل حياته، وهو ما دفع البعض إلى نفى وجوده من الأساس، ونسب كتاباته إلى مؤلفين آخرين سطّروها بأسماء مستعارة، من المحتمل أنه كان يعمل فى مهنة التدريس وفقًا لخلفيته العائلية وتعليمه الذى تلقاه فى بلدته، وخصوصًا فى ذلك الوقت الذى كان فيه التعليم عملة نادرة.
كشفت جين آرتشر، وهو محاضر فى العصور الوسطى وعصر النهضة الأدب فى جامعة أبيريستويث المعلومات من المحفوظات التاريخية التى تشير إلى أن الأديب الأشهر فى عالم المسرح لم يكن سوى داهية اقتصادية، قاس لا يعرف الرحمة عند وجود المال، إذ حصلت على وثائق تظهره كتاجر للحبوب، امتلك بعض الممتلكات التى أثرت الجدل فى حياته بسبب ممارساته.
ويعتقد الأكاديميين أن الكثير من المشاريع والدهاء الأعمال وشركة شكسبير قد تحجب رؤيتنا رومانسية له باعتباره عبقرية خلاقة الذى جعل ماله من خلال التمثيل وكتابة المسرحيات، الفكرة التى أعطت شكسبير فى العالم مثل هذه القصص الرائعة، واللغة، وجميع أنحاء الترفيه، ويجعل من الصعب أو غير مريحة للنظر أنه كان مدفوعا بلده المصلحة الذاتية.
كان شكسبير صاحب علامة تجارية والكثير من الممتلكات ولأكثر من 15 عاما اشترى وقام بتخزين الكثير من الحبوب والشعير، ومن ثم بيعها إلى الناس بأسعار مبالغ فيها.
ويقال أن شكسبير قيد التحقيق بتهمة التهرب الضريبى وفى 1598 حوكم لاكتناز الحبوب فى وقت كان الغذاء نادرا، حيث تعرضت بريطانيا لمجاعة فى نهاية القرن السادس عشر.
ورغم أن هذه الصورة غير مريحة لعشاق شكسبير، إلا أنه مع ذلك، تم توثيقه أن شكسبير لم يكن يشعر بالرحمة تجاه أولئك الذين لا يستطيعون دفع له المال من أجل الطعام، واستخدم المال لتعزيز أنشطته المالية الخاصة، وربما كان من القسوة لهؤلاء الجيران عندما عاد من لندن وجلبت له الفخم منزل الأسرة، "مكان جديد".