بدأ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يخطط لطريقة حياة المسلمين في المدينة المنورة، فكيف كانت البدايات، وما الذى يقوله التراث الإسلامي في ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ بن كثير تحت عنوان "فصل فى بناء مسجده الشريف ومقامه بدار أبى أيوب":
وقد اختلف فى مدة مقامه بها، فقال الواقدى: سبعة أشهر، وقال غيره: أقل من شهر والله أعلم.
قال البخاري: حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الصمد، قال: سمعت أبى يحدث فقال: حدثنا أبو التياح يزيد بن حميد الضبى، حدثنا أنس بن مالك.
قال: لما قدم رسول الله ﷺ المدينة نزل فى علو المدينة فى حى يقال لهم: بنو عمرو بن عوف، فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى ملأ بنى النجار فجاؤا متقلدى سيوفهم، قال: وكأنى أنظر إلى رسول الله ﷺ على راحلته وأبو بكر ردفه، وملأ بنى النجارى حوله حتى ألقى بفناء أبى أيوب، قال: فكان يصلى حيث أدركته الصلاة، ويصلى فى مرابض الغنم، قال: ثم أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ بنى النجار فجاؤوا فقال: "يا بنى النجار ثامنونى بحائطكم هذا".
فقالوا: لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله عز وجل، قال: فكان فيه ما أقول لكم، كانت فيه قبور المشركين، وكانت فيه خرب، وكان فيه نخل، فأمر رسول الله ﷺ بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع.
قال: فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه حجارة، قال: فجعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم يرتجزون، ورسول الله ﷺ معهم
يقول: "اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة * فانصر الأنصار والمهاجرة".
وقد رواه البخارى فى مواضع أخر ومسلم من حديث أبى عبد الصمد وعبد الوارث بن سعيد.
وقد تقدم فى (صحيح البخاري) عن الزهرى عن عروة أن المسجد الذى كان مربدا - وهو بيدر التمر - ليتيمين كانا فى حجر أسعد بن زرارة وهما سهل وسهيل، فساومهما فيه رسول الله ﷺ فقالا: بل نهبه لك يا رسول الله فأبى حتى ابتاعه منهما وبناه مسجدا.
قال: وجعل رسول الله ﷺ يقول وهو ينقل معهم التراب: "هذا الحمال لا حمال خيبر * هذا أبر ربنا وأطهر"
ويقول: "لا هم إن الأجر أجر الآخره * فارحم الأنصار والمهاجرة".
وذكر موسى بن عقبة أن أسعد بن زرارة عوضهما منه نخلا له فى بياضة، قال: وقيل: ابتاعه منهما رسول الله ﷺ.
قلت: وذكر محمد ابن إسحاق أن المربد كان لغلامين يتيمين فى حجر معاذ بن عفراء وهما: سهل وسهيل ابنا عمرو فالله أعلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة