عانت سيدة بريطانية من قسوة المتنمرين بسبب وجود وحمة كبيرة على وجهها، والتى تقول إنها لم تعتقد أبدًا أنها ستجد الحب، لكن لديها الآن زوج أحلامها وأطفالها، وولدت تشيلسى بيت، البالغة من العمر 34 عامًا، بحالة نادرة تسمى متلازمة Sturge-Weber ، وهو اضطراب عصبى يعنى وجود وحمة كبيرة على الجانب الأيسر من وجهها، إلى جانب الجلوكوما فى عينها اليسرى.
وقالت السيدة التى أصبحت أما لطفلين، وتقيم فى بلدة ليثبريدج، فى ألبرتا، ببريطانيا، إن المتنمرين جعلوا حياتها "جحيمًا حيًا" طوال المدرسة، حيث يتم الاستهزاء بها يوميًا ووصفها بأسماء قاسية مثل "الوحش" و"الغريبة"، وأضافت تشيلسى إن معذبيها أطلقوا عليها أيضًا لقب "الوجهين"، تيمنًا باسم شخصية فيلم باتمان سيئة السمعة التى أصيبت بندوب مروعة على الجانب الأيسر من وجهها بعد هجوم كيميائى.
تسببت هذه الإساءة فى تدهور ثقتها بذاتها، وقالت تشيلسى إنها لم تعتقد أبدًا أنها ستعثر على الحب الحقيقى، أو تنجب أطفالًا وتصبح لها عائلة حقيقية خاصة بها، لكن بعد لقاء "مات"، البالغ من العمر 34 عامًا، من خلال أصدقاء مشتركين فى عام 2004، بدأوا فى الدردشة أكثر عبر الإنترنت، وعلى الفور تزوج الثنائى عام 2008، وذلك حسب ما نقلته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
وبعد أن رزق الزوجان السعيدان بابنتيهما أثينا، 13 عامًا، وزيلدا، ثلاث سنوات، حصلت تشيلسى على الأسرة التى لم تحلم بها أبدًا، والآن تشارك الأم الملهمة قصتها لزيادة الوعى حول حالتها ومنح الأمل للآخرين الذين ربما تعرضوا للتنمر بسبب اختلافاتهم فى الوجه.
وقالت تشيلسى، التى تعمل بدوام جزئى فى المستشفى: "إنها أكثر بكثير من مجرد وحمة، هناك الكثير مما يحدث تحت السطح.. إنها طفرة جينية كاملة.. لا يوجد أحد فى عائلتى مصاب بهذه الحالة"، وأضافت "لقد دعمت دائمًا الشخصيات الضعيفة التى لا حول لها ولا قوة فى الأفلام، مثل أحدب نوتردام، الوحش فى (الجميلة والوحش) وشبح الأوبرا".
وأضافت "ساعدنى هؤلاء الرجال فى النمو، لأن المدرسة كانت صعبة حقًا.. ومنذ إطلاق فيلم Batman Forever ، أُطلق على لقب 'Two-Face' على اسم الشخصية التى احترقت نصف وجهها بالحامض.. ولم يكن لدى الكثير من الأصدقاء، قد كنت منعزلة للغاية".
وتابعت "لقد علمت فتياتى منذ الصغر عن وحماتى، لكن بالنسبة لها فهى مجرد جزء منى"، وقالت تشيلسى إنها لم تدع التحديق أو التعليقات تؤذيها أبدًا، وبدلاً من ذلك تستخدم مثل هذه الحوادث كفرصة للتثقيف، والآن تشعر بالسلام مع نفسها، وتشارك الأم قصتها لزيادة الوعى بحالتها وإلهام الآخرين لقبول الأشخاص الذين يعانون من اختلافات فى الوجه.
وقالت: "أتمنى أن يعلم الناس أننا لسنا معديين، وهذا من أكبر المفاهيم الخاطئة.. اقبلنا وأحبنا على ما نحن عليه، والوحمات وكل شيء.. نحن أناس رائعون، لكننا لا نستخدم إمكاناتنا الكاملة لأن العالم الخارجى غير مرتاح.. وأريد أن أعامل مثل أى امرأة أخرى فى عام 2020".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة