تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة أبرزها، أن القادة السياسيون الذين استخفوا بفيروس كورونا هم الذين أصيبوا به لاحقاً، وحققت دولهم أعلى الإصابات والوفيات في الجائحة، كالولايات المتحدة والهند وبريطانيا وإسرائيل والبرازيل. وكان أولهم بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا الذي روج منذ البدء لما سماه "مناعة القطيع".
هيلة المشوح
هيلة المشوح: هل خدعنا ترامب فعلاً ؟
قالت الكاتبة في مقالها بصحيفة عكاظ السعودية، إنه يوجد سيناريوهان طرحا بعد إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والسيدة الأولى بفايروس كورونا: الأول: يرجح عدم مصداقية الخبر وأنه مجرد بربجاندا داعمة لحملة ترامب الانتخابية. والثاني: أن الخبر خطة اقتصادية تستغل لتسويق دواء جديد (مزعوم) لكوفيد 19 ليؤكد فعاليته شفاء رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وزوجته، مما يساهم في رفع الاقتصاد الأمريكي بعد انهيارات تسبب بها الفيروس نفسه ويدر المليارات في الخزينة الأمريكية.
في الواقع أن هذين السيناريوهين كلاهما غير صحيح، بل ولا يمكن أن يقرهما المتابع للشأن الأمريكي والراصد لحالة الانتخابات الساخنة حالياً، فالرئيس الأمريكي يواجه أخطر ظرف قد يمر به مرشح للرئاسة وهو الإصابة بوباء مميت ولم يتبق على الانتخابات سوى أقل من شهر (28 يوماً) ووطيس التنافس قد بدأ غليانه بين الناخبين الأمريكيين ومرشحيهما، فضلاً عن إصرار ترامب نفسه على مناظرة منافسه جو بايدن مباشرة ودون الظهور خلف الشاشات في جولتهما الأولى وهو التحدي الذي يبدو أنه لن يكون متاحاً في جولته الثانية!.
عبد الله المدنى
عبد الله المدني: عهد ياباني جديد
قال الكاتب في مقاله بصحيفة البيان الإماراتية، يبدو أن رئيس الحكومة اليابانية الجديد يوشيهيدا سوغا الذي خلف مؤخّراً زميله شينزو أبي على رأس الحزب الديمقراطي الحر الحاكم ومجلس الوزراء، بعد قرار أبي المفاجئ بالاستقالة لظروف صحية، عازم على انتهاج نهج سلفه مع بعض التعديلات الهيكلية.
وسوغا الذي شغل وظيفة كبير أمناء مجلس الوزراء منذ عام 2012، وكان منذاك الساعد الأيمن لسلفه، شق طريقه نحو الفوز بقيادة البلاد، وسط منافسة حامية بحصوله على تأييد 314 عضواً من أعضاء مجلس النواب من أصل 465 نائباً، وحصوله على أصوات 142 عضواً من أعضاء المجلس الاستشاري للبرلمان من أصل 245 عضواً.
ويعد زعيم اليابان الجديد، ابن مزارع الفراولة السابق، في الأوساط السياسية رجلاً خبيراً بأوضاع البلاد الداخلية وصاحب علاقات وثيقة بمجتمعات المال والأعمال، وكان من مؤيّدي سياسات سلفه، وعرف عنه قدرته الفذة على التعامل مع البيروقراطية الحكومية ووسائل الإعلام. غير أن هذا لا يكفي في بلد مثل اليابان يحتاج فيه القائد إلى تخويل شعبي ــ وليس فقط تخويلاً حزبياً ــ لقيادة البلاد.
حافظ البرغوثى
حافظ البرغوثى: "الجائحة" تجتاح السياسة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، القادة السياسيون الذين استخفوا بفيروس كورونا هم الذين أصيبوا به لاحقاً، وحققت دولهم أعلى الإصابات والوفيات في الجائحة، كالولايات المتحدة والهند وبريطانيا وإسرائيل والبرازيل. وكان أولهم بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا الذي روج منذ البدء لما سماه "مناعة القطيع"، حتى أصيب به مباشرة ومكث فترة تحت العلاج، والثاني رئيس البرازيل بولسونارو، الذي اعتبر الفيروس مجرد إنفلونزا حتى أصيب به أيضاً بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة ولقائه الرئيس ترامب. ورفض الكمامة أو فرض إجراءات وقائية.
لكن إصابة ترامب بالفيروس، الذي أودى بحياة أكثر من 200,000 شخص في الولايات المتحدة تحولت إلى قضية أساسية في الانتخابات الرئاسية والسياسة الدولية. بالطبع هناك رئيس الوزراء الهندي مودي، الذي نصح مواطنيه بممارسة رياضة اليوغا الموروثة من التراث الهندوسي باعتبار أنها تقوي المناعة، بينما سجل بلده أرقاماً قياسية في الإصابات وضربت الاقتصاد في مقتل.
وكانت وجهت انتقادات واسعة للرئيس ترامب لتقليله من خطر الفيروس في المراحل الأولى، ومن الاستخفاف بالفيروس انتقل ترامب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث دعا في تجمع انتخابي في يونيو الماضي، الحشود قائلاً: "قلت لجماعتي، أبطئوا من عملية إجراء الفحوص، من فضلكم". لكنه بعد ذلك قال إن تعليقه كان فيه نوع من السخرية. وفي مايو الماضي، أعلن ترامب أنه يتناول العقار المضاد للملاريا "هيدروكسيكلوروكواين" كإجراء احترازي ضد الإصابة بالفيروس، لكن لا يوجد دليل على أن هذا الدواء يمكنه محاربة الفيروس. ونصح ترامب بشكل متواصل باستخدام هذا الدواء، خلافاً لنصيحة الأطباء.
وفي خضم الحملة الانتحابية واصل تجمعاته الانتخابية في الولايات المتحدة وظهر كثيراً من دون كمامة وكأنه يستخف بالوقاية، واتهمه منافسه الديمقراطي جو بايدن بمنع التمويل عن مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، وهي هيئة حكومية مسؤولة عن الصحة العامة في الولايات المتحدة، وفي البداية، تضمن اقتراح الموازنة المقدم من إدارة ترامب للسنة المالية 2021، تقليصاً في تمويل مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها، لكنه عدل ليشمل زيادة في التمويل. ثم استخدم انتشار الجائحة كسلاح انتخابي عندما أشار أكثر من مرة إلى أن الولايات التي يسيطر عليها الديمقراطيون هي الأكثر إصابة بالفيروس، ومضى قائلاً: "أخرج نيويورك وبعض الولايات الأخرى التي يديرها الديمقراطيون من الصورة، وسترى أرقاماً لا تصدق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة